ماذا يحصل في العالم.. وهل نحن على أبواب تغييرات انقلابية حقيقية، أم هي فورة فقط تأتي عليها المساومات وتنتهي؟
السؤال ليس منطلقاً من فراغ، وإنما هو صدى لجملة من الأحداث التي تكاد تفلت من القدرة على متابعتها، نظراً لكثرتها ولأهميتها وللأخطار التي قد تنبع منها.
روسيا تتحرك، تطلق شعاعات قوتها في كل اتجاه، ترد الغزو الجورجي لأوسيتيا بغزو جورجيا نفسها، تهدد بقصف المواقع الصاروخية الأميركية في أوروبا، ولا سيما في بولندا وتشيكيا.. تطلق الانتقادات القاسية لأوكرانيا بسبب محاولتها عرقلة حركة الأسطول الروسي في البحر الأسود، توجه قاذفتين استراتيجيتين إلى فنزويلا لإجراء مناورات، تتبعها في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم مناورات بحرية مشتركة في قلب الملعب الخلفي الأميركي في بحر الكاريبي، بالاشتراك مع البحرية الفنزويلية.
هذه المعطيات هي غيض من فيض، والجزء الظاهر من جبل جليد يخفي في الأعماق أكثر بكثير مما يُظهر، ويثير من الأسئلة أكثر بكثير من قدرة المعطيات المتوافرة على تقديم إجابات عنها.
هل التحرك الروسي الحالي هو مجرد غيمة صيف تعبر وتنتهي، أم هو تأسيس لعلاقات دولية جديدة تقوم على قاعدة مختلفة تماماً عن القواعد التي كانت سائدة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي؟ وهل تشكل هذه الحركة الجديدة بداية قيام النظام العالمي المتعدد الأقطاب الذي تنتظره قوى ودول كثيرة في العالم؟ وأين يأتي دور القوى الأخرى الصاعدة كالصين وإيران وفنزويلا من أقصى الغرب؟
ربما يكون الانتظار للإجابة عن هذه الأسئلة هو الأكثر قرباً من المنطق، لكون الأمور لم تأخذ منحى حاسماً بعد، ولكون العلاقات الدولية لا تزال تتحمل حصول بعض الصفقات والتسويات التي تؤدي إلى منع وقوع "الانفجار الكبير".
ولكن ماذا لو بقيت السياسة الأميركية على الخط الذي هي عليه الآن، أو أنها تطرفت أكثر فأكثر باتجاه إثارة المزيد من الحروب والقلاقل الموضعية في أنحاء الكرة الأرضية؟
هل نكون نسير بذلك نحو "يوم الدينونة"؟
محمود ريّا
السؤال ليس منطلقاً من فراغ، وإنما هو صدى لجملة من الأحداث التي تكاد تفلت من القدرة على متابعتها، نظراً لكثرتها ولأهميتها وللأخطار التي قد تنبع منها.
روسيا تتحرك، تطلق شعاعات قوتها في كل اتجاه، ترد الغزو الجورجي لأوسيتيا بغزو جورجيا نفسها، تهدد بقصف المواقع الصاروخية الأميركية في أوروبا، ولا سيما في بولندا وتشيكيا.. تطلق الانتقادات القاسية لأوكرانيا بسبب محاولتها عرقلة حركة الأسطول الروسي في البحر الأسود، توجه قاذفتين استراتيجيتين إلى فنزويلا لإجراء مناورات، تتبعها في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم مناورات بحرية مشتركة في قلب الملعب الخلفي الأميركي في بحر الكاريبي، بالاشتراك مع البحرية الفنزويلية.
هذه المعطيات هي غيض من فيض، والجزء الظاهر من جبل جليد يخفي في الأعماق أكثر بكثير مما يُظهر، ويثير من الأسئلة أكثر بكثير من قدرة المعطيات المتوافرة على تقديم إجابات عنها.
هل التحرك الروسي الحالي هو مجرد غيمة صيف تعبر وتنتهي، أم هو تأسيس لعلاقات دولية جديدة تقوم على قاعدة مختلفة تماماً عن القواعد التي كانت سائدة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي؟ وهل تشكل هذه الحركة الجديدة بداية قيام النظام العالمي المتعدد الأقطاب الذي تنتظره قوى ودول كثيرة في العالم؟ وأين يأتي دور القوى الأخرى الصاعدة كالصين وإيران وفنزويلا من أقصى الغرب؟
ربما يكون الانتظار للإجابة عن هذه الأسئلة هو الأكثر قرباً من المنطق، لكون الأمور لم تأخذ منحى حاسماً بعد، ولكون العلاقات الدولية لا تزال تتحمل حصول بعض الصفقات والتسويات التي تؤدي إلى منع وقوع "الانفجار الكبير".
ولكن ماذا لو بقيت السياسة الأميركية على الخط الذي هي عليه الآن، أو أنها تطرفت أكثر فأكثر باتجاه إثارة المزيد من الحروب والقلاقل الموضعية في أنحاء الكرة الأرضية؟
هل نكون نسير بذلك نحو "يوم الدينونة"؟
محمود ريّا