رسم الدم الخط الأحمر، فكان عصياً على كل اختراق.
دم شهداء أبرياء سقطوا على "خط تماس" كان أكثر فاعلية من كل المحاضرات ومن كل اللقاءات، في خلق التماس المطلوب وفي تحويل خطوط التقاتل إلى خطوط لقاء واجتماع.
أراد المغرضون أن يجعلوا من خط الشياح عين الرمانة الجرح الغائر الذي يعيد نبش كل أوجاع الوطن، وأرادوا تحويل ذلك الخط ـ الذي لم تمر عليه بعد آلة الإنماء السوليديرية ـ إلى مكان للتقاتل وللقنص وللتحريض المعتمد على إعلام أسود وعلى نفسيات مريضة حاقدة.. وكان الدم على الأرض.
ولكن المحاولة فشلت في مهدها.
والتحريض ضاع صداه، وتبعثرت كلماته.
والشخصيات التي خرجت تنعق كالغربان وتبشر بالويل والثبور وعظائم الأمور باتت خارج الواقع، كما هي خارج التاريخ.
والرصاصات التي أُطلقت ارتدت إلى أعناق مطلقيها، وتحولت إلى إعلان لنهاية مكرهم وانكشاف خداعهم.
ولم تبقَ إلا الصورة التي ازدهت بها الكنيسة يوم الأحد.
الصورة الجامعة التي ضمّت أهل الدار، الجيران والأخوان، الذين لا يمكن أن يفرق بينهم أحد بعد الآن.
صورة كنيسة مار مخايل ليست مجرد صورة للذكرى، إنها صورة للعبرة وللتأكيد على أن ما يجمع الأهل أكبر من أن يفرقه خط أو شارع او مشروع.
إنه الإيمان بلبنان الواحد وبالعيش المشترك، بعيداً عن التجاذب وعن التكاذب، وعن التناحر وعن التنافر.
لقد حمل "خط التماس" معناه الحقيقي، خط لقاء واجتماع والتحام، ونزع عن نفسه تلك الصفة السوداء التي عمل البعض على إلصاقها به طوال الحرب اللبنانية المقيتة: صفة خط القتال وإطلاق النار والقنص والقصف وقتل الأبرياء والمدنيين.
وفشلت كل الخطة التي كانت تهدف إلى إحياء "نغمة الشياح ـ عين الرمانة".
جاء ابناء عين الرمانة إلى الشياح ليشاركوا أهلها العزاء بفقدان شباب في ريعان العمر ذهبوا ضحية تلك "الخطة" الجهنمية التي رسمتها عقول لا تعرف إلا القتل والحرق والموت والدمار.
لقد حقق أولئك الشهداء بدمائهم ما عملته وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بحبرها الصادق من توافق وتحابب وتفاهم.. وتحالف.
وسقط مطلقو النار.. وسقط معهم من دفعهم ومن "اخترق بهم" المؤسسة الجامعة والحامي الحارس.
هي سقطة مدوية لهم، سقطة ستودي بمشاريعهم التقسيمية وبأحلامهم التفتيتية وبشخصياتهم الكرتونية إلى غياهب النسيان، ليبقوا فقط في الذاكرة مثل الغول.. أساطير تحكى لإخافة الإطفال.
إنه الخط الأحمر الذي سال على الأرض، يرسم من جديد علم لبنان الذي يحمله المواطنون بكل فخر، علماً واحداً يجمع شعباً واحداً تعجز عنه كل محاولات الفتنة والتحريض.
المجد لك أيها الدم عندما تتحول إلى خيط يعيد تجميع أوصال الوطن.
محمود ريا
دم شهداء أبرياء سقطوا على "خط تماس" كان أكثر فاعلية من كل المحاضرات ومن كل اللقاءات، في خلق التماس المطلوب وفي تحويل خطوط التقاتل إلى خطوط لقاء واجتماع.
أراد المغرضون أن يجعلوا من خط الشياح عين الرمانة الجرح الغائر الذي يعيد نبش كل أوجاع الوطن، وأرادوا تحويل ذلك الخط ـ الذي لم تمر عليه بعد آلة الإنماء السوليديرية ـ إلى مكان للتقاتل وللقنص وللتحريض المعتمد على إعلام أسود وعلى نفسيات مريضة حاقدة.. وكان الدم على الأرض.
ولكن المحاولة فشلت في مهدها.
والتحريض ضاع صداه، وتبعثرت كلماته.
والشخصيات التي خرجت تنعق كالغربان وتبشر بالويل والثبور وعظائم الأمور باتت خارج الواقع، كما هي خارج التاريخ.
والرصاصات التي أُطلقت ارتدت إلى أعناق مطلقيها، وتحولت إلى إعلان لنهاية مكرهم وانكشاف خداعهم.
ولم تبقَ إلا الصورة التي ازدهت بها الكنيسة يوم الأحد.
الصورة الجامعة التي ضمّت أهل الدار، الجيران والأخوان، الذين لا يمكن أن يفرق بينهم أحد بعد الآن.
صورة كنيسة مار مخايل ليست مجرد صورة للذكرى، إنها صورة للعبرة وللتأكيد على أن ما يجمع الأهل أكبر من أن يفرقه خط أو شارع او مشروع.
إنه الإيمان بلبنان الواحد وبالعيش المشترك، بعيداً عن التجاذب وعن التكاذب، وعن التناحر وعن التنافر.
لقد حمل "خط التماس" معناه الحقيقي، خط لقاء واجتماع والتحام، ونزع عن نفسه تلك الصفة السوداء التي عمل البعض على إلصاقها به طوال الحرب اللبنانية المقيتة: صفة خط القتال وإطلاق النار والقنص والقصف وقتل الأبرياء والمدنيين.
وفشلت كل الخطة التي كانت تهدف إلى إحياء "نغمة الشياح ـ عين الرمانة".
جاء ابناء عين الرمانة إلى الشياح ليشاركوا أهلها العزاء بفقدان شباب في ريعان العمر ذهبوا ضحية تلك "الخطة" الجهنمية التي رسمتها عقول لا تعرف إلا القتل والحرق والموت والدمار.
لقد حقق أولئك الشهداء بدمائهم ما عملته وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بحبرها الصادق من توافق وتحابب وتفاهم.. وتحالف.
وسقط مطلقو النار.. وسقط معهم من دفعهم ومن "اخترق بهم" المؤسسة الجامعة والحامي الحارس.
هي سقطة مدوية لهم، سقطة ستودي بمشاريعهم التقسيمية وبأحلامهم التفتيتية وبشخصياتهم الكرتونية إلى غياهب النسيان، ليبقوا فقط في الذاكرة مثل الغول.. أساطير تحكى لإخافة الإطفال.
إنه الخط الأحمر الذي سال على الأرض، يرسم من جديد علم لبنان الذي يحمله المواطنون بكل فخر، علماً واحداً يجمع شعباً واحداً تعجز عنه كل محاولات الفتنة والتحريض.
المجد لك أيها الدم عندما تتحول إلى خيط يعيد تجميع أوصال الوطن.
محمود ريا