افتتاحية العدد الثاني والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
إذا كانت الأسطورة هي التي فتحت عيون الصينيين على القمر، فإن العلم هو الذي أوصلهم إليه، هذه المرة عبر القمر الاصطناعي، وليس بعيداً أن يحصل الأمر عبر رجال صينيين ينزلون على سطح القمر، ويسجلوا أسماءهم على ترابه.
لقد حلم الصينيون كثيراً باللحظة التي تجعلهم "مستكشفين" طليعيين يتقدمون صفوف السارحين في الفضاء الواسع، حاملين آمالاً عريضة ومفتشين عن موئل لأكثر من مليار ونصف مليار بشري، يخافون أن تضيق عليهم الأرض في يوم من الأيام ولا يجدون بدّاً من البحث عن بديل.
وها هم يفعلون، ولكن ليس على هذه الأرض، وإنا هم ينظرون بعيداً جداً، وقد يكون القمر هو أقرب تلك الأماكن البعيدة.
الصين اليوم تعلن بوضوح انتماءها إلى المستقبل بكل مفرداته، وإلى التطور بمختلف تجليّاته، وإذا كان هناك ما يكبّل رجليها بالأرض، من فقـر يعمّ الكثير من سكانها، ومشاكل ترهق المسؤولين الباحثين عن حلول لها، فإن هذا لا يمنعها من أن تحلّق بعيداً، عسى أن يكون في هذا البعيد حلاً لبعض مشاكل الحاضر المعقّدة.
ما قامت به الصين في الفضاء هذا الأسبوع هو خطوة، مجرد خطوة صغيرة جداً، سبقتها إليها دول في العالم، ولكنها بلا شك خطوة في طريق طويل، وهي خطوة عظيمة لأنها تساهم في مسيرة الإنسانية نحو الفضاء الواسع الذي يحوي الكثير من التحديات.. ومن الفرص أيضاً.
إن ما حققته الصين يعطي دليلاً ساطعاً على قدرة الأمم التي تملك ماضياً عظيماً بأن يكون لها مستقبل عظيم أيضاً، فيما لو هي عرفت كي تسخّر طاقاتها من أجل البحث عن هذا المستقبل، وفيما لو وضعت لنفسها هدفاً نهائياً لا تراجع عنه، هو أن تحوّل الماضي إلى قاعدة انطلاق نحو المستقبل، لا أن تجعل منه قيداً يقعدها عن السير إلى الأمام بسبب نظرها دائماً إلى الوراء.
هو إنجاز عظيم للصين، وإنجاز للبشرية أيضاً، لأن أي تقدم نحو استكشاف الفضاء لا تقتصر فوائده على من قام به، وإنما تتوزع خيراته وخبراته على كل العالم، خصوصاً إذا كانت الدولة التي تقوم به معروف عنها أنها تشارك الآخرين تجاربها وإنجازاتها، ولا تقوم بالحجر على المعلومات التي تحصّلها ضماناً لتفوّقها على دول العالم الأخرى.
ما هي المفاجأة الجديدة التي ستقدمها الصين للعالم بعد "غزو القمر"؟
لا شك أن هذه الدولة العملاقة لا تزال تملك الكثير لتفاجئ به الآخرين، وليس إرسال فمر اصطناعي إلى القمر استناداً إلى خبرات صينية بحتة إلا واحدة من سلسلة إنجازات وعدت الصين بأن تقدمها للبشرية، ويبـدو أنها قادرة فعلاً على تحقيق هذه الوعود.
محمود ريا
إذا كانت الأسطورة هي التي فتحت عيون الصينيين على القمر، فإن العلم هو الذي أوصلهم إليه، هذه المرة عبر القمر الاصطناعي، وليس بعيداً أن يحصل الأمر عبر رجال صينيين ينزلون على سطح القمر، ويسجلوا أسماءهم على ترابه.
لقد حلم الصينيون كثيراً باللحظة التي تجعلهم "مستكشفين" طليعيين يتقدمون صفوف السارحين في الفضاء الواسع، حاملين آمالاً عريضة ومفتشين عن موئل لأكثر من مليار ونصف مليار بشري، يخافون أن تضيق عليهم الأرض في يوم من الأيام ولا يجدون بدّاً من البحث عن بديل.
وها هم يفعلون، ولكن ليس على هذه الأرض، وإنا هم ينظرون بعيداً جداً، وقد يكون القمر هو أقرب تلك الأماكن البعيدة.
الصين اليوم تعلن بوضوح انتماءها إلى المستقبل بكل مفرداته، وإلى التطور بمختلف تجليّاته، وإذا كان هناك ما يكبّل رجليها بالأرض، من فقـر يعمّ الكثير من سكانها، ومشاكل ترهق المسؤولين الباحثين عن حلول لها، فإن هذا لا يمنعها من أن تحلّق بعيداً، عسى أن يكون في هذا البعيد حلاً لبعض مشاكل الحاضر المعقّدة.
ما قامت به الصين في الفضاء هذا الأسبوع هو خطوة، مجرد خطوة صغيرة جداً، سبقتها إليها دول في العالم، ولكنها بلا شك خطوة في طريق طويل، وهي خطوة عظيمة لأنها تساهم في مسيرة الإنسانية نحو الفضاء الواسع الذي يحوي الكثير من التحديات.. ومن الفرص أيضاً.
إن ما حققته الصين يعطي دليلاً ساطعاً على قدرة الأمم التي تملك ماضياً عظيماً بأن يكون لها مستقبل عظيم أيضاً، فيما لو هي عرفت كي تسخّر طاقاتها من أجل البحث عن هذا المستقبل، وفيما لو وضعت لنفسها هدفاً نهائياً لا تراجع عنه، هو أن تحوّل الماضي إلى قاعدة انطلاق نحو المستقبل، لا أن تجعل منه قيداً يقعدها عن السير إلى الأمام بسبب نظرها دائماً إلى الوراء.
هو إنجاز عظيم للصين، وإنجاز للبشرية أيضاً، لأن أي تقدم نحو استكشاف الفضاء لا تقتصر فوائده على من قام به، وإنما تتوزع خيراته وخبراته على كل العالم، خصوصاً إذا كانت الدولة التي تقوم به معروف عنها أنها تشارك الآخرين تجاربها وإنجازاتها، ولا تقوم بالحجر على المعلومات التي تحصّلها ضماناً لتفوّقها على دول العالم الأخرى.
ما هي المفاجأة الجديدة التي ستقدمها الصين للعالم بعد "غزو القمر"؟
لا شك أن هذه الدولة العملاقة لا تزال تملك الكثير لتفاجئ به الآخرين، وليس إرسال فمر اصطناعي إلى القمر استناداً إلى خبرات صينية بحتة إلا واحدة من سلسلة إنجازات وعدت الصين بأن تقدمها للبشرية، ويبـدو أنها قادرة فعلاً على تحقيق هذه الوعود.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق