الأحد، سبتمبر 30، 2007

هبة باردة.. هبة سخنة..

من أهم النصائح التي كنا نتلقاها من الكبار ـ يوم كنا صغاراً ـ أن لا نتعرض للطقس البارد ثم للطقس الدافئ بشكل متتابع، ودون المرور بفترة "انتقالية" يكون الطقس فيها معتدلاً، كي لا نصاب بالزكام، وربما بأمراض أكثر فتكاً وإيذاء.
لقد أثبتت هذه النصيحة صحتها، بدليل أنه لم يحصل مرة أن خرجنا فجأة من غرفة دافئة إلى طقس بارد إلا وأصبنا بنزلة برد، وعلى أيّام المكيفات ما زال الوضع على حاله، فمن ينزل من سيارة مكيّفة إلى حرارة أجواء بيروت سيجد نفسه بعد قليل في الفراش نتيجة "صدمة هوائية" ستطاله.
أتذكر هذا وأنا أنظر لما يحصل في هذا البلد، من تتابع خطير للموجات الهوائية التي يتعرض لها، بين موجة تشاؤم حادة توصل الناس إلى توقع الحرب الأهلية في أي لحظة، وموجة تفاؤلية تُجلس المتنافرين مع بعضهم في وئام تام، وتعد بـ"الحل الشامل" في لحظة أيضاً.
ولو حصل هذا الأمر مرة أو اثنتين لهان تحمّل عواقبه، ولكننا منذ ما يعلم الله من وقت ونحن نخوض في موجات تشاؤمية وتفاؤلية، حتى مادت أعصابنا من كثرة ما انقبضت وارتخت.
يحق للبنانيين أن يصلوا أخيراً إلى ميناء يعرفون حرارته فيتعودون عليها، وكل الأمل ان يكون ميناء سلام.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: