افتتاحية العدد التاسع والعشرين من نشرة "الصين بعيون عربية"
وزيران وعشرات المسؤولين من الجانب الأميركي، كبار الشخصيات من الجانب الصيني، وحوار استراتيجي يجمعهما على طاولة مفاوضات طرح عليها الكثير من المواضيع، وووقعت عليها اربع عشرة وثيقة ومذكرة تفاهم مشتركة، ولكنها لم تحل المشاكل الاستراتيجية القائمة بين البلدين.
”الحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة الأميركية“ الذي انعقد في العاصمة الصينية بكين يومي 12 و13 كانون الأول/ ديسمبر الحالي هو اعتراف من الطرفين بضرورة إيجاد وسائل متعددة للنقاش حول الخلافات الكثيرة والعلاقات المتشابكة بينهما، وقد عبّر وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون الذي زار الصين خلال انعقاد الحوار عن هذه الآلية بالقول: ”لم يكن الهدف من هذه المبادرة أن تحل محل الحوارات الاقتصادية الكثيرة القائمة بالفعل، بل تأسيس منتدى عالي المستوى يتسم بالشمول والعمق الإستراتيجي. وهو المنتدى القادر على بناء الثقة بين الجانبين من خلال إظهار التقدم الحاصل في التعامل مع القضايا الملحة التي تواجهنا“.
إذاً هي الرغبة في بناء الثقة في علاقة تعاني من الكثير من الشكوك والعقبات، على المستوى الاقتصادي كما على مختلف المستويات الاستراتيجية الأخرى، وبالتحديد على المستويين السياسي والعسكري.
لقد اطلق الطرفان تصريحات جميلة خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها الوفد الأميركي ”المتعدد الرؤوس“ مع الرئيس الصيني ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين الآخرين، ولكن رئيسة الوفد الصيني إلى الحوار الاستراتيجي، نائبة رئيس الوزراء وو بي لم تكن بهذا القدر من ”الدبلوماسية“ وعبّرت بكلمات واضحة عن موقف بلادها من الاتهامات الأميركية المتتالية للصين ومن محاولات عرقلة الاندفاعة الصينية نحو مستقبل اقتصادي تجد فيه الولايات المتحدة نفسها فيه وقد فقدت موقعها كاقتصاد أول في العالم.
ولا يجانب الطرفان الصواب وهما يتحدثان عن كون الحوار ”مثمراً“ (وهي الكلمة التي اتفق المسؤولون من الطرفين على استخدامها) ولكن ليس من الضرورة أن تكون كل الثمار حلوة المذاق لكلا الطرفين، حيث يجد كل منهما في التفاهمات التي وقعت والطلبات التي قدمت ما لا يستسيغه في ممارساته الاقتصادية، دون أن يجد القدرة على رفضه والتخلص منه.
وإذا كان لا بد من وصف آخر لهذا الحوار، فربما يمكن القول إنه كان ”حواراًً متكافئاً“ أبرز كل طرف فيه كل ما لديه من قدرة على التفاوض واستخدم كل ما يمكنه من أسلحة بعيداً عن وسائل الإعلام التي لم يسمح لها بحضور سوى جزء بسيط من جلسة الحوار.
إنه حوار استارتيجي بكلمات جارحة، تماماً كما هي العلاقة بين واشنطن وبكين.
وزيران وعشرات المسؤولين من الجانب الأميركي، كبار الشخصيات من الجانب الصيني، وحوار استراتيجي يجمعهما على طاولة مفاوضات طرح عليها الكثير من المواضيع، وووقعت عليها اربع عشرة وثيقة ومذكرة تفاهم مشتركة، ولكنها لم تحل المشاكل الاستراتيجية القائمة بين البلدين.
”الحوار الاقتصادي الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة الأميركية“ الذي انعقد في العاصمة الصينية بكين يومي 12 و13 كانون الأول/ ديسمبر الحالي هو اعتراف من الطرفين بضرورة إيجاد وسائل متعددة للنقاش حول الخلافات الكثيرة والعلاقات المتشابكة بينهما، وقد عبّر وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون الذي زار الصين خلال انعقاد الحوار عن هذه الآلية بالقول: ”لم يكن الهدف من هذه المبادرة أن تحل محل الحوارات الاقتصادية الكثيرة القائمة بالفعل، بل تأسيس منتدى عالي المستوى يتسم بالشمول والعمق الإستراتيجي. وهو المنتدى القادر على بناء الثقة بين الجانبين من خلال إظهار التقدم الحاصل في التعامل مع القضايا الملحة التي تواجهنا“.
إذاً هي الرغبة في بناء الثقة في علاقة تعاني من الكثير من الشكوك والعقبات، على المستوى الاقتصادي كما على مختلف المستويات الاستراتيجية الأخرى، وبالتحديد على المستويين السياسي والعسكري.
لقد اطلق الطرفان تصريحات جميلة خلال اللقاءات الثنائية التي عقدها الوفد الأميركي ”المتعدد الرؤوس“ مع الرئيس الصيني ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين الآخرين، ولكن رئيسة الوفد الصيني إلى الحوار الاستراتيجي، نائبة رئيس الوزراء وو بي لم تكن بهذا القدر من ”الدبلوماسية“ وعبّرت بكلمات واضحة عن موقف بلادها من الاتهامات الأميركية المتتالية للصين ومن محاولات عرقلة الاندفاعة الصينية نحو مستقبل اقتصادي تجد فيه الولايات المتحدة نفسها فيه وقد فقدت موقعها كاقتصاد أول في العالم.
ولا يجانب الطرفان الصواب وهما يتحدثان عن كون الحوار ”مثمراً“ (وهي الكلمة التي اتفق المسؤولون من الطرفين على استخدامها) ولكن ليس من الضرورة أن تكون كل الثمار حلوة المذاق لكلا الطرفين، حيث يجد كل منهما في التفاهمات التي وقعت والطلبات التي قدمت ما لا يستسيغه في ممارساته الاقتصادية، دون أن يجد القدرة على رفضه والتخلص منه.
وإذا كان لا بد من وصف آخر لهذا الحوار، فربما يمكن القول إنه كان ”حواراًً متكافئاً“ أبرز كل طرف فيه كل ما لديه من قدرة على التفاوض واستخدم كل ما يمكنه من أسلحة بعيداً عن وسائل الإعلام التي لم يسمح لها بحضور سوى جزء بسيط من جلسة الحوار.
إنه حوار استارتيجي بكلمات جارحة، تماماً كما هي العلاقة بين واشنطن وبكين.