الاثنين، يناير 21، 2008

غزة.. والسواد



ما هذا سواد الذي يلفك يا غزة..
ما هذه ظلمة التي تعشعش في شوارعك وداخل بيوتك..
لا يا مدينتي
لا يا حبيبتي
إنه فقط
عار العرب

لأنهم عاجزون


من يشاهد الهستيريا التي سادت المؤسسة السياسية والإعلامية الصهيونية بعد الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى إحياء عاشوراء يوم السبت يمكنه ان يفهم ببساطة حجم الهزة العنيفة التي أصابت المؤسسة العسكرية في هذا الكيان والتي ارتدت على الساسة وعلى أولئك الذين يسمون أنفسهم إعلاميين وهم ليسوا أكثر من صدى للمؤسسة الأمنية يرددون ما تلقنهم إياه ويعبرون عما يختلج في أذهان القادة العسكريين.
كان "القصف الكلامي" عنيفاً جداً، يذكّر بقصف العرب للصهاينة في حروبهم السابقة، وإلقائهم في البحر وتدمير كيانهم وطردهم شر طردة، لنستيقظ في اليوم التالي على هزائم عربية شنيعة لا يمكن تصورها.
من التعابير الهابطة التي لا يمكن أن تصدر عن "رجال دولة" إلى التهديدات باغتيال السيد حسن نصر الله، إلى محاولة تفسير الدين الإسلامي وإعطاء فتاوى في ما يجوز وما لا يجوز، إلى نفي وجود أشلاء لجنود صهاينة لدى المقاومة الإسلامية.. إلى العودة عن النفي والاعتراف بوجود أشلاء عشرة جنود على الأقل، منظومة من الأساليب المتميزة التي استخدمها العرب سابقاً للتنفيس عن هزائمهم المتتالية أمام الصهاينة، يلجأ قادة العدو إليها اليوم من أجل التنفيس عن هزيمتهم المنكرة أمام المقاومة الإسلامية وعجزهم عن مواجهتها أو فعل أي شيء ضدها.
إلا أن "النكتة" تكمن في دعوة وزيرين صهيونيين إلى اغتيال السيد نصر الله، وتساؤلهما عن سبب عدم حصول ذلك حتى الآن، ما يشير إلى حالة انفصام عن الواقع يعيشها هؤلاء الذين حاولوا الإيحاء بأنهم يتحكمون بالواقع ويكتبون الماضي ويرسمون المستقبل.
لماذا لم يغتالوا السيد نصر الله إلى الآن !؟
ربما بساطة الجواب هي التي تذهلهم: لأنهم لم يستطيعوا ذلك، وليس لأنهم لا يريدون ذلك.. لقد بذلوا كل ما لديهم من طاقات، هم وحماتهم الأميركيين، من أجل تحقيق هذا الهدف الغالي، ولكنهم.. بكل بساطة.. فشلوا.
هل يلامون لو ماتوا كمداً، ولو عضوا اصابعهم ندماً وحسرة، ولو انفجروا وهم يطلقون الشتائم النابية والتعابير الخارجة عن المألوف؟
لا.. لن يلومهم أحد على فعلهم هذا، كما لن يلومهم لو قتلوا أنفسهم بأيديهم نتيجة عجزهم، أو لو خرجوا في الشوارع يولولون ويشدّون شعورهم ويصرخون.
لن يلومهم أحد.. لأنهم عاجزون.
محمود ريا

الله أكرم من أن يجمع علينا ظلمك والطاعون

في زمن مضى وقف حاكم ظالم يتبجح أمام رعيته قائلاً: أرأيتم أنه منذ ولّيت أمركم لم يصبكم الله بالطاعون، فكان جواب أحد الحاذقين له: إن الله أكرم من أن يجمع علينا ظلمك والطاعون في وقت واحد.
يبدو أن المعاناة التي كان يعيشها أولئك الناس من الحاكم الظالم كانت شديدة جداً، ولكن شيئاً ما كان يمنع من أن يضاف إليه الطاعون.. قد يكون رأفة من الله، أو بعض مؤمنين لا يريد الله أن يزيد بلاءهم أو أي سبب آخر.
ولكن السبب الذي أدى إلى رفع تزامن العذابين عن رعايا ذلك الحاكم ليس موجوداً في لبنان اليوم على ما يبدو، حيث نعاني من ظلم الحاكم الذي يحارب الناس بخبزهم وبالكهرباء والمحروقات وبعدالة تمثيلهم وحقوقهم في وطنهم، ونعاني أيضاً من صقيع قد يكون انعكاساً لذلك الجليد المتكدس في قلوب القابعين في السراي، لا يأبهون لهموم الناس ومشاكلهم.
إما أنّ الله غضب علينا، أو أنه يحبنا كثيراً ليبتلينا بالصقيع وبما يفوقه تجمداً وبلادة وعدم إحساس بهموم الناس في وقت واحد، كي يكتشف مدى صبرنا ويزيد لنا الأجر في الآخرة ويرينا عظمة النصر الآتي في الدنيا قريباً.
محمود ريا