السبت، أبريل 22، 2006

إنه الاقتصاد أيها الغبي



بدأ الرئيس الصيني هيو جنتاو زيارته إلى الولايات المتحدة من أقصى غرب البلاد، واختار مدينة سياتل لتكون محطته الأولى. قد يكون للعامل الجغرافي دور مهم في تحديد خط الزيارة، كون الرئيس الصيني قطع المحيط الهادئ للوصول إلى بلاد العم سام، وكان لا بد أن يحط في الغرب، قبل أن ينتقل إلى العاصمة.‏
ولكن اللقاءات التي جرت في تلك المدينة التي تبعد عن (واشنطن دي سي) أكثر من أربعة آلاف كيلومتر تدفع إلى التفكير بأسباب أخرى لاختيار هذا المسار للرحلة. فالرئيس الضيف آثر ـ وربما تعمّد ـ أن يلتقي بمؤسس شركة ميكروسوفت للتقنية العالية بيل غيتس قبل أن يلتقي الرئيس جورج بوش، وأثبت وجوده في مصنع الطائرات العملاقة بوينغ قبل أن يضع توقيعه على سجل الشرف في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، الأمر الذي ربما "يكشف" الأهداف الرئيسية لهذه الزيارة.‏
على كل حال، ما سيلاقيه الرئيس الصيني من نظيره الأميركي لن يكون مريحاً مثل الذي لاقاه من "نظيره" الآخر غيتس، ففي سياتل الحديث هو عن سبل التعاون في المستقبل، بينما في واشنطن سيكون الحديث ـ بما يشبه التأنيب ـ عن الضغط الذي تشكّله الصين على سوق النفط العالمية نتيجة طلبها المتسارع على الطاقة، والذي قد يصل إلى 10 ملايين برميل يومياً عام 2010 كما قالت صحيفة نيويورك تايمز.‏
"إنه الاقتصاد أيها الغبي"، قالوها مرة لبوش الأب عندما هزم في الانتخابات الرئاسية عام 1991، وهو ما ينبغي تكراره أمام بوش الابن، وهو يعيش لحظات الانهيار المتسارعة أمام الرئيس الصيني.. وأمام العالم.‏
محمود ريا‏