يُضرب المعلمون الثلاثاء ويتوقف التعليم في المدارس اللبنانية.
هذا الخبر ليس جديداً، فقد اعتاد اللبنانيون على إضراب المعلمين في المدارس الرسمية والخاصة منذ سنين، وتمر الأيام، وتبقى الحقوق التي يطالب المعلمون بها تركض أمامهم، ويبقى الإضراب هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن اليأس من تحقق وعود المسؤولين.
قد يظن البعض أن هؤلاء المعلمين متطلبون كثيراً، وهم لا يحققون مطلباً حتى يطرحوا الآخر في عملية ابتزاز للدولة المسكينة التي لا تستطيع أن "تلحّق" على طلباتهم.
ولكن مهلاً.. القضية ليست كذلك، فالمطالب التي يُضرب المعلمون من أجل تحقيقها لم تتغير، ولم تتحقق، ولا يأمل المطالبون بها بتحققها في القريب العاجل، ولذلك هم يُضربون.
لو أن حكومة من الحكومات المتعاقبة لم تسطُ على حقوق المعلمين، لو أن مسؤولاً أنصفهم أو عمل بشكل فعلي لإنصافهم، لو أن وزيراً وقف معهم، فاستقام أو استقال، لما اضطروا للجأر بالشكوى، ولاتخاذ الإجراءات التي سمح لهم بها القانون، إجراءات الإضراب والاعتصام والتصعيد أكثر فأكثر.
ولكن..
هؤلاء الذين حملوا الحرف وتعهدوا بنقله إلى أطفالنا وأبنائنا وأجيالنا الجديدة قتلتهم الحرقة وهم ينتظرون بعض إنصاف، أو قليلاً من الاهتمام، أو شيئاً من التقدير لدورهم ولمهمتهم.. وبالتالي الاهتمام بمستقبل أجيالنا وأولادنا.
لقد أصبح التعليم تجارة، ولكن البضاعة التي يُتاجر بها هي عَرق المعلم وتعبه وسهره.
وصار العلم سلعة يجهد المتنافسون في الاستفادة منها كي يحققوا أعلى المكاسب على حساب وسيلة إيصالها إلى من يريدها.
وبات المعلم أهون المكوّنات في طبخة لا أحد يدري من يطبخها ولا من يأكلها ولا من يأكل ثمنها.
ومن أجل ذلك انتفض المعلّم، ومن أجل ذلك يُضرب اليوم.. ولكل ما تقدّم.. نحن معه.
محمود ريا
هذا الخبر ليس جديداً، فقد اعتاد اللبنانيون على إضراب المعلمين في المدارس الرسمية والخاصة منذ سنين، وتمر الأيام، وتبقى الحقوق التي يطالب المعلمون بها تركض أمامهم، ويبقى الإضراب هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن اليأس من تحقق وعود المسؤولين.
قد يظن البعض أن هؤلاء المعلمين متطلبون كثيراً، وهم لا يحققون مطلباً حتى يطرحوا الآخر في عملية ابتزاز للدولة المسكينة التي لا تستطيع أن "تلحّق" على طلباتهم.
ولكن مهلاً.. القضية ليست كذلك، فالمطالب التي يُضرب المعلمون من أجل تحقيقها لم تتغير، ولم تتحقق، ولا يأمل المطالبون بها بتحققها في القريب العاجل، ولذلك هم يُضربون.
لو أن حكومة من الحكومات المتعاقبة لم تسطُ على حقوق المعلمين، لو أن مسؤولاً أنصفهم أو عمل بشكل فعلي لإنصافهم، لو أن وزيراً وقف معهم، فاستقام أو استقال، لما اضطروا للجأر بالشكوى، ولاتخاذ الإجراءات التي سمح لهم بها القانون، إجراءات الإضراب والاعتصام والتصعيد أكثر فأكثر.
ولكن..
هؤلاء الذين حملوا الحرف وتعهدوا بنقله إلى أطفالنا وأبنائنا وأجيالنا الجديدة قتلتهم الحرقة وهم ينتظرون بعض إنصاف، أو قليلاً من الاهتمام، أو شيئاً من التقدير لدورهم ولمهمتهم.. وبالتالي الاهتمام بمستقبل أجيالنا وأولادنا.
لقد أصبح التعليم تجارة، ولكن البضاعة التي يُتاجر بها هي عَرق المعلم وتعبه وسهره.
وصار العلم سلعة يجهد المتنافسون في الاستفادة منها كي يحققوا أعلى المكاسب على حساب وسيلة إيصالها إلى من يريدها.
وبات المعلم أهون المكوّنات في طبخة لا أحد يدري من يطبخها ولا من يأكلها ولا من يأكل ثمنها.
ومن أجل ذلك انتفض المعلّم، ومن أجل ذلك يُضرب اليوم.. ولكل ما تقدّم.. نحن معه.
محمود ريا