افتتاحية العدد السادس عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
يسجل الاقتصاد الصيني قفزات في النمو تخرق المألوف، مما يجعل التطور الصيني الشغل الشاغل لمعظم المراقبين في أنحاء العام.
إلا أن الرقابة الأساسية والأكثر دقة تتم في المراكز البحثية الأميركية، حيث تتحول الصين دائماً إلى العنوان الأول في الأوراق البحثية والمؤتمرات المنعقدة في معظم هذه المراكز، وبات عرض كل مشكلة يبدأ من دور الصين فيها، في حين أن الحلول تتمحور بغالبيتها حول كيفية مشاركة الصين في هذه الحلول.
وهذا الوضع لا يقتصر على ما يحصل من رقابة داخل الولايات المتحدة، ولكنه يمتد أيضاً إلى كل أنحاء العالم حيث تحل الصين ضيفة أولى في المؤتمرات العالمية، كما تحل موضوعاً أول في جدول الأعمال.
هذا الأمر حصل فعلاً خلال هذا الأسبوع في مؤتمر قمة دول الآبك "منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)" الذي انعقد يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة سيدني الأوسترالية، حيث كانت الصين حاضرة في المؤتمر وحاضرة في المواضيع التي طرحت، حتى اضطر الرئيس الأميركي جورج بوش (الذي كان حاضراً في القمة) إلى نفي أن تكون الصين تهيمن على المؤتمر.
لقد كانت الصين في مؤتمر آبيك الحاضر الأكبر، وفي كل القضايا التي طرحت للنقاش كان الوجود الصيني هو الذي يطرح على بساط البحث، فيما يشبه الاعتراف الشامل بأن قضايا المنطقة ـ ومعها قضايا العالم ككل ـ باتت مرتبطة بشكل عضوي بما يحصل في الصين من تطورات.
ومن تلوث البيئة إلى صندوق النقد الدولي والتجارة الحرة ، وغيرها من القضايا العالمية الشائكة، كان للصين رأي، وكانت مطالبة بموقف في سيدني، وقد أطلق الرئيس الصيني هو جنتاو العديد من المواقف من هذه القضايا من خلال الخطاب الذي ألقاه أمام المؤتمر، فهل قرأ الخطاب أحد من العرب؟
إن الحضور الصيني بهذا الشكل في المؤتمرات يجب أن يدفعنا نحن العرب إلى التساؤل عن مدى حضور الصين في أجندتنا العربية، وأي دور تلعبه هذه الدولة العملاقة في استراتيجيات دولنا (المتنافرة المتناحرة)، وهل نحن نجاري العالم في الاهتمام بما يحصل حولنا من تطورات، وعلى رأسها التطور في الصين؟
محمود ريا
يسجل الاقتصاد الصيني قفزات في النمو تخرق المألوف، مما يجعل التطور الصيني الشغل الشاغل لمعظم المراقبين في أنحاء العام.
إلا أن الرقابة الأساسية والأكثر دقة تتم في المراكز البحثية الأميركية، حيث تتحول الصين دائماً إلى العنوان الأول في الأوراق البحثية والمؤتمرات المنعقدة في معظم هذه المراكز، وبات عرض كل مشكلة يبدأ من دور الصين فيها، في حين أن الحلول تتمحور بغالبيتها حول كيفية مشاركة الصين في هذه الحلول.
وهذا الوضع لا يقتصر على ما يحصل من رقابة داخل الولايات المتحدة، ولكنه يمتد أيضاً إلى كل أنحاء العالم حيث تحل الصين ضيفة أولى في المؤتمرات العالمية، كما تحل موضوعاً أول في جدول الأعمال.
هذا الأمر حصل فعلاً خلال هذا الأسبوع في مؤتمر قمة دول الآبك "منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)" الذي انعقد يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة سيدني الأوسترالية، حيث كانت الصين حاضرة في المؤتمر وحاضرة في المواضيع التي طرحت، حتى اضطر الرئيس الأميركي جورج بوش (الذي كان حاضراً في القمة) إلى نفي أن تكون الصين تهيمن على المؤتمر.
لقد كانت الصين في مؤتمر آبيك الحاضر الأكبر، وفي كل القضايا التي طرحت للنقاش كان الوجود الصيني هو الذي يطرح على بساط البحث، فيما يشبه الاعتراف الشامل بأن قضايا المنطقة ـ ومعها قضايا العالم ككل ـ باتت مرتبطة بشكل عضوي بما يحصل في الصين من تطورات.
ومن تلوث البيئة إلى صندوق النقد الدولي والتجارة الحرة ، وغيرها من القضايا العالمية الشائكة، كان للصين رأي، وكانت مطالبة بموقف في سيدني، وقد أطلق الرئيس الصيني هو جنتاو العديد من المواقف من هذه القضايا من خلال الخطاب الذي ألقاه أمام المؤتمر، فهل قرأ الخطاب أحد من العرب؟
إن الحضور الصيني بهذا الشكل في المؤتمرات يجب أن يدفعنا نحن العرب إلى التساؤل عن مدى حضور الصين في أجندتنا العربية، وأي دور تلعبه هذه الدولة العملاقة في استراتيجيات دولنا (المتنافرة المتناحرة)، وهل نحن نجاري العالم في الاهتمام بما يحصل حولنا من تطورات، وعلى رأسها التطور في الصين؟
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق