تأتينا الأخبار من كل حدب وصوب، فنتلقاها ونهضمها ونسمعها، ولا نفعل أي شيء إزاءها.
تطيّر الصين مركبة فضائية مأهولة، فيخرج ملاحوها في جولة في الفضاء الخارجي، ونحن نتفرج!
تطلق الهند مركبة نحو القمر، ونحن "نراقب"!
تتهيأ هذه الدولة أو تلك لاختبار طاقاتها العلمية وتفجير مواهب شبابها في كل اتجاه، ونحن نقف على قارعة التاريخ، نشحذ نصراً مرّ قبل ألف سنة، ونستعير عالماً برز في الخارج لنقول: إنه عربي! ونتسوّل اختراعاً لم تكن لنا فيه يد، إلا أن الذي قام به يحمل اسماً مؤلفاً من حروف عربية!
أمر مؤلم هو الذي نعيشه، والأكثر إيلاماً أن المسببين به يظنون أنفسهم أنهم يرفعون الشمس أو يكتبون أسماءهم بنجوم السماء.
تتابع عيوننا الدخان المنبعث من الصاروخ المنطلق نحو الفضاء والدموع تنهمر منها، لا لأننا قريبون من هذا الدخان، بل لأننا بعيدون عنه آلاف الكيلومترات، وربما عشرات السنوات، فلا نحلم بصناعة فضائية عربية، ولا نرجو مركبات تطير وتعود، أو حتى تذهب بلا عودة.
أي خجل ورثناه من أهالينا على تخلف بلداننا، ونحن حَمَلة العلم؟! بل أي خجل نورثه لأطفالنا ونحن نمر في هذه الحياة، فلا نجد إنجازاً واحداً يمكن لنا أن نبرر به وجودنا أمام أولادنا.
عندما نفتقد وجود جامعة عربية واحدة في اللائحة التي تضم أفضل مئتي جامعة في العالم، وعندما يطل الدكتور فاروق باز (المصري مولداً) من مقعد رئاسة برنامج الفضاء في وكالة ناسا الأميركية، وعندما تطير الهند والصين ـ ومعها إيران قريباً ـ إلى الفضاء، بينما نحن نخلد الى الأرض، يصبح السؤال عن مستقبل هذه الأمة مطروحاً بقوة، ويصبح البحث عن حل أمراً أكثر إلحاحاً من التفتيش عن جنس الملائكة أو الفوارق بين المذاهب أو الغزوات المتبادلة بين القبائل.
يا عرب، قد لا يجدي فيكم ـ فينا ـ إلا قول الشاعر: أيا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
محمود ريا
تطيّر الصين مركبة فضائية مأهولة، فيخرج ملاحوها في جولة في الفضاء الخارجي، ونحن نتفرج!
تطلق الهند مركبة نحو القمر، ونحن "نراقب"!
تتهيأ هذه الدولة أو تلك لاختبار طاقاتها العلمية وتفجير مواهب شبابها في كل اتجاه، ونحن نقف على قارعة التاريخ، نشحذ نصراً مرّ قبل ألف سنة، ونستعير عالماً برز في الخارج لنقول: إنه عربي! ونتسوّل اختراعاً لم تكن لنا فيه يد، إلا أن الذي قام به يحمل اسماً مؤلفاً من حروف عربية!
أمر مؤلم هو الذي نعيشه، والأكثر إيلاماً أن المسببين به يظنون أنفسهم أنهم يرفعون الشمس أو يكتبون أسماءهم بنجوم السماء.
تتابع عيوننا الدخان المنبعث من الصاروخ المنطلق نحو الفضاء والدموع تنهمر منها، لا لأننا قريبون من هذا الدخان، بل لأننا بعيدون عنه آلاف الكيلومترات، وربما عشرات السنوات، فلا نحلم بصناعة فضائية عربية، ولا نرجو مركبات تطير وتعود، أو حتى تذهب بلا عودة.
أي خجل ورثناه من أهالينا على تخلف بلداننا، ونحن حَمَلة العلم؟! بل أي خجل نورثه لأطفالنا ونحن نمر في هذه الحياة، فلا نجد إنجازاً واحداً يمكن لنا أن نبرر به وجودنا أمام أولادنا.
عندما نفتقد وجود جامعة عربية واحدة في اللائحة التي تضم أفضل مئتي جامعة في العالم، وعندما يطل الدكتور فاروق باز (المصري مولداً) من مقعد رئاسة برنامج الفضاء في وكالة ناسا الأميركية، وعندما تطير الهند والصين ـ ومعها إيران قريباً ـ إلى الفضاء، بينما نحن نخلد الى الأرض، يصبح السؤال عن مستقبل هذه الأمة مطروحاً بقوة، ويصبح البحث عن حل أمراً أكثر إلحاحاً من التفتيش عن جنس الملائكة أو الفوارق بين المذاهب أو الغزوات المتبادلة بين القبائل.
يا عرب، قد لا يجدي فيكم ـ فينا ـ إلا قول الشاعر: أيا أمة ضحكت من جهلها الأمم.
محمود ريا