فعلوها
أعادوا كل شيء إلى المربع الأول... مربع الفوضى والتأزيم، وأحرقوا كل الخطوات التي حدثت والمبادرات التي قدّمت، وعادوا إلى موقعهم في حضن "الماما أمريكا" بعدما أصبح غطاء الأم الحنون غير قادر على تأمين الدفء اللازم لهم كي يكملوا عملية استئثارهم بالبلد وبمقدراته وبمستقبله.
قيل لهم صعّدوا فصعّدوا، هدّئوا فهدّأوا، الآن وقت المحادثات فطرحوا مناورتهم بترشيح العماد ميشال سليمان وساروا فيها كما كان لهم عادة أن يمشوا في كل مسيرة أن يسيروا فيها، فتكون أيديهم الأعلى وأصواتهم الأكثر صداحاً.
كانوا قبل ذلك قد تبلغوا رفض تعديل الدستور فتباروا بالتعبير عن تمسكهم بهذا "الحصن الحصين"، فهذا رفض العسكري وذاك أقسم على يده بالقطع وثالث خرج بضحكته الصفراوية ليقول لقد قاتلنا وقُتلنا لرفض تعديل لدستور، واليوم لن نقبل بالتخلي عن "هذا التاريخ المجيد" ولن نسمح بتعديل الدستور.
بين ليلة وضحاها جاءت التعليمة، فبلع المتكلمون كلامهم وتراجع المتقدمون إلى الخلف، وباتت مسيرة التعديل هي هدف هؤلاء وهي قمة أمنياتهم وخرج المدّاحون والقوّالون، وهم لم يلحسوا بعد شتائمهم التي أطلقوها من كل حدب وصوب ضد الجنرال الذي باتوا يعرفون الآن أنه الحل.
جاءت التعليمة من جديد: انتهت المناورة، فعادوا على أعقابهم، وبدأت العراقيل ورجعت لعبة التنصل من الاتفاقات والتفاهمات وسحق المبادرات وتصعيد الأوضاع وسوق الأمور إلى الانفجار.
بلا أي خجل، دون أن يرف لهم جفن فعلوها مرة أخرى.
ولا عجب في ذلك.
ماذا يمكن أن ينتظر اللبنانيون من الذين تآمروا عليهم مع عدوهم، وشاركوا في قصفهم بالنار الصهيونية، والذين باعوا قرار بلدهم للأجنبي مرة بعد مرة بعد مرة، وها هم اليوم يعودون ليكونوا شوكة في خاصرة المقاومة وغصة في حلق المواطن اللبناني المفجوع بدولته وبوطنه وبمستقبله؟
ماذا يمكن أن يتوقع الناس من أشخاص تربوا على العيش تحت وصاية الأجنبي والعمل بإرادته والتآمر معه على مصلحة المواطنين؟
أي مصير يكون للوطن إذا بقي هؤلاء متحكمين فيه، مسيطرين على قراره، سائرين به إلى حيث يريدون.
إنهم لا يريدون له إلا الهاوية، ولا يقودونه إلا إليها.
فعلوها مرة أخرى، ولكنهم لن ينجوا بفعلتهم، والتاريخ سيحاسبهم والشعب سيحاسبهم والحقيقة لهم بالمرصاد.
محمود ريا
أعادوا كل شيء إلى المربع الأول... مربع الفوضى والتأزيم، وأحرقوا كل الخطوات التي حدثت والمبادرات التي قدّمت، وعادوا إلى موقعهم في حضن "الماما أمريكا" بعدما أصبح غطاء الأم الحنون غير قادر على تأمين الدفء اللازم لهم كي يكملوا عملية استئثارهم بالبلد وبمقدراته وبمستقبله.
قيل لهم صعّدوا فصعّدوا، هدّئوا فهدّأوا، الآن وقت المحادثات فطرحوا مناورتهم بترشيح العماد ميشال سليمان وساروا فيها كما كان لهم عادة أن يمشوا في كل مسيرة أن يسيروا فيها، فتكون أيديهم الأعلى وأصواتهم الأكثر صداحاً.
كانوا قبل ذلك قد تبلغوا رفض تعديل الدستور فتباروا بالتعبير عن تمسكهم بهذا "الحصن الحصين"، فهذا رفض العسكري وذاك أقسم على يده بالقطع وثالث خرج بضحكته الصفراوية ليقول لقد قاتلنا وقُتلنا لرفض تعديل لدستور، واليوم لن نقبل بالتخلي عن "هذا التاريخ المجيد" ولن نسمح بتعديل الدستور.
بين ليلة وضحاها جاءت التعليمة، فبلع المتكلمون كلامهم وتراجع المتقدمون إلى الخلف، وباتت مسيرة التعديل هي هدف هؤلاء وهي قمة أمنياتهم وخرج المدّاحون والقوّالون، وهم لم يلحسوا بعد شتائمهم التي أطلقوها من كل حدب وصوب ضد الجنرال الذي باتوا يعرفون الآن أنه الحل.
جاءت التعليمة من جديد: انتهت المناورة، فعادوا على أعقابهم، وبدأت العراقيل ورجعت لعبة التنصل من الاتفاقات والتفاهمات وسحق المبادرات وتصعيد الأوضاع وسوق الأمور إلى الانفجار.
بلا أي خجل، دون أن يرف لهم جفن فعلوها مرة أخرى.
ولا عجب في ذلك.
ماذا يمكن أن ينتظر اللبنانيون من الذين تآمروا عليهم مع عدوهم، وشاركوا في قصفهم بالنار الصهيونية، والذين باعوا قرار بلدهم للأجنبي مرة بعد مرة بعد مرة، وها هم اليوم يعودون ليكونوا شوكة في خاصرة المقاومة وغصة في حلق المواطن اللبناني المفجوع بدولته وبوطنه وبمستقبله؟
ماذا يمكن أن يتوقع الناس من أشخاص تربوا على العيش تحت وصاية الأجنبي والعمل بإرادته والتآمر معه على مصلحة المواطنين؟
أي مصير يكون للوطن إذا بقي هؤلاء متحكمين فيه، مسيطرين على قراره، سائرين به إلى حيث يريدون.
إنهم لا يريدون له إلا الهاوية، ولا يقودونه إلا إليها.
فعلوها مرة أخرى، ولكنهم لن ينجوا بفعلتهم، والتاريخ سيحاسبهم والشعب سيحاسبهم والحقيقة لهم بالمرصاد.
محمود ريا