الجمعة، ديسمبر 29، 2006

الحيرة العمياء

أصعب ما يمكن أن يتعرض له الإنسان، هو أن يصل إلى مرحلة، يرى فيها غير ما يسمع، أو يسمع غير ما يرى، أو يرى ويسمع غير ما يحس به، ويكاد يلمسه بيديه.
عندها، يصل الإنسان إلى ما يشبه الحيرة، بل إلى ما هو أكثر منها، وربما حتى إلى الهذيان.
وهذا هو حال "أصحابنا" في الأكثرية (هل ما زالوا يصدقون أنفسهم بأنهم أكثرية؟).
تأتيهم الحقن المهدئة من صيدلية الـ "أونكل بوش" كل يوم، ويتعاطون الأقراص المخدرة من مصانع الأدوية في باري ولندن وغيرها من العواصم صباح مساء، ولكن كل ذلك لا يفيد في إزالة حيرتهم واضطرابهم، فما يلمسونه باليد يختلف بالكامل عما يراد لهم أن يصدقوه.
"الحَوَل"، هو "الحَوَل" الذي يضرب عيونهم وهم ينظرون ذات اليمين فيرون شفاه الأميركيين تتحرك بدعمهم، وينظرون ذات الشمال فيرَون الوفود تأتي وتذهب إلى هنا وهناك دون توقف.
ما أصعب أن يسلّم "الحمل" قياده إلى ذئب، ما أقسى أن يضع نفسه في قطيع راعيه ثعلب، فلا يعلم متى سيكون الوجبة التالية على مذبح "المصالح العليا".
محمود ريا

الأحد، ديسمبر 24، 2006

التقسيم لعبة أميركية.. بأدوات لبنانية

الفتنة السنية الشيعية آخر الحاضنات بعد فشل العدوان الصهيوني
"إن هذا الشعار (تقسيم لبنان) أسطورة، لأن فصل لبنان المسيحي عن لبنان المسلم كان ولم يزل يبدو مستحيلا، ذلك لأن التمازج السكاني في بيروت وجبل لبنان وانتقال عشرات الألوف من أبناء المناطق الحدودية إلى جبل لبنان، ثم كثرة الدروز في هذه المنطقة، بالاضافة إلى العوامل الاجتماعية وطرق المواصلات ومختلف المشاريع العمرانية والحياتية، هذه الأمور تجعل من المستحيل تنفيذ هذه الخطوة. ثم إن المخاض العسير الذي يرافق فصم لبنان لا ينفصل عن عوامل سياسية دولية تجعل الأمر بحكم تحطيم لبنان وليس تقسيم لبنان، وفي رأيي أن هذا الشعار هو من قبيل التهويل يكفر به رافعوه قبل رافضيه، ولذلك فلا أظن أن فئة تعمل على هذا الأساس إلا أولئك الذين يريدون تحطيم لبنان".‏
إنه تقويم دقيق لشعار كان ولا يزال يطرح لدى حصول أي أزمة في لبنان، إذ يخرج البعض من جعبته هذه "الفزاعة" ويبدأ بالتلويح بها.‏
هذا التقويم للموضوع ليس صادراً عن قيادي من القياديين الجدد في لبنان، وإنما عن قيادي كبير، عاش همّ لبنان على مدى السنين ودفع غالياً ثمن ذلك، إنه الإمام السيد موسى الصدر، الذي كان يتحدث عن موضوع تقسيم لبنان في مقابلة مع مجلة "الأسبوع العربي" نشرت في العام 1975.‏
ولكن، هل تغيّر شيء في المعادلة، بما يجعل من طرح التقسيم أكثر قرباً من الواقع؟‏
الجواب يمكن استنباطه من الكلمات نفسها التي قالها الإمام الصدر، حين تحدث عن "عوامل سياسية دولية تجعل الأمر بحكم تحطيم لبنان وليس تقسيم لبنان".‏
ربما هذا ما يريده أولئك الذين يعملون سراً ـ وفي بعض الأحيان جهراً ـ من أجل جعل خيار التقسيم ضمن لائحة خيارات "حل الأزمة اللبنانية"، وربما على رأس هذه الخيارات.‏
ليس هذا الخيار جديداً في "الأجندة الدولية" وإنما هو قائم منذ زمن طويل، وهو جزء من عملية تقسيم متواصلة تستهدف المنطقة، بدأت منذ ما قبل انهيار الامبراطورية العثمانية، ولا سيما مع سايكس ـ بيكو ووعد بلفور وما تلا ذلك من تقسيمات مختلفة الألوان، ومن خرائط متعددة الخطوط.‏
وعند كل مرحلة تاريخية يمر بها لبنان، ومعه المنطقة، تعود هذه الخيارات الدولية إلى البروز، بغض النظر عن حجم النجاح أو الفشل الذي يصيب هذه المشاريع.‏
وليس غريباً ـ في استعادة للتاريخ ـ اكتشاف العديد من المشاريع التقسيمية التي عرضت من قبل الكثير من "المهتمين" بـ"مستقبل المنطقة"، كذلك المشروع الذي نشرته في عام 1982 مجلة "كيفونيم" التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، ضمن وثيقة بعنوان "استراتيجية إسرائيلية للثمانينات". وقد نُشرت هذه الوثيقة باللغة العبرية، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية، وقدمها الدكتور عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين في قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988.‏
ولا بد من الإشارة إلى أن مخطط تقسيم لبنان إلى عدد من الدويلات الطائفية، الذي حاول الكيان الصهيوني تنفيذه في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وفشل في تحقيقه، هو تطبيق عملي لما جاء بهذه الوثيقة بخصوص لبنان التي تعتبر "إن تفتيت لبنان إلى خمس مقاطعات إقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربي بما في ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية".‏
واليوم، نحن أمام مشروع أميركي ـ دولي هادف إلى إعادة تركيب خريطة المنطقة، سواء من خلال "الشرق الأوسط الجديد" أو من خلال الفوضى المنظمة التي يريد عتاة النظام الأميركي تطبيقها على دولها، الأمر الذي شكل بيئة صالحة لطرح العديد من المشاريع التقسيمية التي تستهدف لبنان، ومنها ما حمل طابع العلنية، فيما البعض الآخر لا يزال يتلطى خلف شعارات وحدة لبنان، ولكن في إطار الحديث عن فدرالية أو لا مركزية سياسية تحكم البلاد.‏
ومن هذه المشاريع مشروع قدّمته مجموعة من اللبنانيين البارزين في الولايات المتحدة إلى تجمّع المحافظين الجدد، وهو مشروع متكامل وموثّق يقع في 280 صفحة، حول ما أطلقوا عليه "الطريقة المثلى" لتقسيم لبنان دولتين، مسيحية ومسلمة، "على غرار تجارب قبرص وكوسوفو والبوسنة".‏
ويعترف المشروع بأنّ مشروع التقسيم يواجه صعوبات جمّة، غير أنّه ضروري ولو اقتضى الأمر "فرز بعض السكان وإجراء عمليات تبادل واسعة".‏
هذا الاعتراف بصعوبة التقسيم لم يمنع الأميركيين من التفكير جدياً بالموضوع، وهذا ما كشفه النائب السابق نجاح واكيم في لقائه التفزيوني مع قناة المنار يوم الجمعة الماضي حين تحدث عن "مشروع أميركي يهدف إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية تمتد من لبنان حتى جنوب العراق"، مشيراً إلى "أن لبنان جزء من هذا المشروع، الذي كان يهدف إلى ترحيل الشيعة إلى جنوب العراق".‏
يقول واكيم إن المشروع يحضّر له منذ ما قبل غزو العراق، وإن تنفيذ إحدى نسخه العملية كان ينتظر النجاح الصهيوني في حرب تموز الماضية ضد لبنان، ويوضح أن ثلاثة عوامل أحبطت المشروع الأميركي في حينه، هي صمود المقاومة واحتضان اللبنانيين للنازحين وعودة هؤلاء النازحين فوراً إلى قراهم فوق الدمار، ما أحبط مشروع وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس الذي يحمل اسم "الشرق الأوسط الجديد".‏
ولكن هل انتهى المشروع عند هذا الحد؟‏
كل المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة تحاول خلق حاضنة جديدة لمخطط التقسيم اللبناني، بعد "مقتل الحاضنة السابقة مع فشل العدوان الصهيوني".‏
الحاضنة الجديدة هي الفتنة السنية الشيعية التي بدأ المشروع الأميركي بإشعال فتيلها واختلاقها وتغذية بعض بؤرها في أكثر من بقعة عربية ولا سيما في لبنان.‏
من هنا، وفي نظر أكثر من مراقب، يمكن اعتبار أن كل من يدخل في لعبة تغذية الفتنة السنية الشيعية هو مشارك في المخطط الأميركي لتقسيم لبنان والمنطقة وتفتيتها، مهما كانت نياته "سليمة"، لأن المشروع الأميركي لم يعد لديه إلا هذه الورقة ليلعبها، وإذا فشلت هذه الورقة انهار المشروع الأميركي ـ فعلاً وللأبد ـ وهو سينهار.‏
محمود ريا‏

الجمعة، ديسمبر 22، 2006

هذا هو لبنان

عيد وزينة وليل وسهرات وشباب
فرح وشجرة وضحكة وأولاد
مستقبل وبيروت وساحة
وحدة وطنية
وحرية
لبنان
هذا هو لبنان
لقاء بلا موعد، يهزم موعد منع اللقاء
ناس تجلس مع بعضها، بلا اذن من هنا و"حُرم" من هناك.
تلقائية، كانت حاضرة، دون أن تتمكن من التعبير عن نفسها.
اليوم، تأخذ التلقائية حظها الأقصى من التعبير.
بعيداً عن القولبة، وعن الأتيكيت، وعن التحذيرات الصادرة "من فوق".
شعب يقول ما في قلبه، يعبر عن حبه لوطنه، وعن أخيه الجالس بجنبه، دون رهبة، ودون رهاب.
تعالوا، يا من لا تصدقون، إلى ساحة القداس وصلاة الجمعة وشجرة الميلاد، تعالوا إلى حيث الأخ يحمي أخته برموش عيونه، والأخت.. اخت الرجال، في ميدان النزال.
انزلوا من بروجكم العاجية.
تواضعوا.
هذا هو لبنان.
فرح وشجرة وضحكة وأولاد
.. ووحدة وطنية
محمود ريا

الجمعة، ديسمبر 15، 2006

سترجمك حجارة الرفض

من أين يمكن تأبط هذا الكم من الأكاذيب، لمواجهة الحقائق والوثائق؟‏
كيف يمكن الوصول إلى هذه الدرجة من الوقاحة للرد على الاثبات باستهزاء، وعلى الدليل بعذر.. هو أقبح من ذنب؟‏
لا يمكن فعل ذلك إلا إذا كان الفاعل لا يخشى من العقاب، ولا يهاب من الحساب، ولا يفكر بأن ما يقوم به سيكون محل مساءلة ومراقبة.‏
لا يمكن فعل ذلك إلا إذا كان الفاعل "يستند" إلى دعم دولي وعربي يجعله خارج إطار أي إحراج شعبي.‏
ولذلك هو يلفق، ويكذب، ويواجه الدليل برواية من روايات ألف ليلة وليلة، والإدانة برفع لواء المصداقية والشرف، والحقيقة.. بذريعة البحث عن الحقيقة.‏
إنه يظن أنه يحتمي وراء متراس من الطائفية والمذهبية مدعّم برصيد عربي رسمي، وفي حصن من الأسلاك الشائكة التي تحمل ألواناً حمراء دولية، ولذلك هو لا يهتم بالشعب وبصرخاته الحاملة غضبه المقدس والتي تكاد تثقب أذنيه، دون أن تصل إلى قلبه.. الذي بات أقسى من الحجر.‏
أيها القابع في سراياك الكبيرة، سترجمك حجارة الرفض لكل ممارساتك، فلا تفرح بثوب ليس من صنع أهلك.‏
محمود ريا‏

السبت، ديسمبر 09، 2006

الدكتور جورج حجار في تقويم لما جرى ويجري: المشروع الأميركي في المنطقة انهار


أنصح قادة الأكثرية بالإسراع إلى شقق باريس
"المشروع الأميركي في المنطقة ـ وتالياً في لبنان ـ انهار تماماً".
هذا التقويم "المتفائل" هو نتاج مسيرة طويلة من الاستقراء للكثير من المعطيات السياسية التي شهدتها الساحة الدولية والإقليمية ـ ومن ثم المحلية ـ على مدى المرحلة الماضية.‏
يمكن الانطلاق من نقطة زمنية أكثر بعداً من كل ما هو متصوّر للحكم على الفشل الأميركي، وربما يمكن البدء من اللحظة التي اعتبر فيها البعض أن المشروع الأميركي وصل إلى ذروته، لحظة دخول القوات الأميركية إلى بغداد.‏
قد تحمل هذه القراءة للأحداث شيئاً من التطرف، ولكنها تبدو واقعية تماماً لدى واحدة من أهم الشخصيات التي تقرأ الواقع الأميركي في هذه المرحلة، انطلاقاً من تجربة طويلة في فهم "العملية السياسية" الأميركية من الداخل، ومن تماس مع الواقع العراقي والعربي فيه الكثير من المعايشة الحيّة والمتابعة البحثية الدقيقة.‏
أستاذ الكرسي في أكبر الجامعات الأميركية، ومؤسس "اليسار الجديد" في الولايات المتحدة، والمدرس في جامعة بغداد على مدى ثلاث سنوات، المفكر والباحث، عضو المجلس الوطني للإعلام في لبنان الدكتور جورج حجار لا يتردد في القول إن لحظة دخول القوات الأميركية إلى العاصمة العراقية كانت لحظة بداية نهاية المشروع الأميركي في المنطقة، بالرغم من الصورة التي تبدّت خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي تحمل في مكوّناتها الكثير من التقدم للمشروع الأميركي، وبشكل خاص على الساحة اللبنانية.‏
طبعاً هو لا يقول ذلك الآن، وإنما هو يكرره في هذه اللحظة بعد انكشاف الحقيقة للجميع، فيما هو كان يردد هذه المقولة على مدى السنوات الماضية، من دون أن ينتظر من أحد أن يسمعه.‏
يضع د. حجار رؤيته في إطار سيناريو متكامل يبدو من المفيد استعراضه كما يضعه صاحبه، بدون التدخل فيه.‏
إن "النصر ـ المزيف ـ السهل" الذي حققه الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق أغراه في استكمال مشروع القضاء على "الدول المارقة" في المنطقة والعالم، فأطلق مسار "الثورات الملوّنة" في كل بقاع الأرض، واستطاع ان يحقق نجاحاً كبيراً في جورجيا، ونجاحاً أكثر بريقاً في أوكرانيا، من خلال انقلاب شيوعيين سابقين على أنظمة شيوعية، وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية.‏
هذا النجاح الباهر شكل "إلهاماً" لبعض اللبنانيين الذين رغبوا في اقتباس التجربة على المستوى المحلي فبدأوا بإنتاج "الشالات البيضاء والحمراء" تمهيداً لإطلاق ثورة ملوّنة جديدة تكون ساحتها لبنانية، ولكن هدفها يتسع لأكثر من "تغيير الواقع" في لبنان من خلال إخراج القوات السورية منه، ليصل إلى حد تغيير النظام في سوريا ليتحول إلى نظام تابع للمشروع الأميركي، ومنسجم مع الأنظمة العربية التي دعمت هذا "المشروع التغييري" على الساحة اللبنانية.‏
ما لم تدركه واشنطن ـ وأنصارها اللبنانيون ـ أن لبنان يحتوي في داخله على مكوّنات معقدة لا يمكن أن يتم التغلب على مكوّناتها بالدولارات (تكلّفت "ثورة" أوكرانيا ما لا يزيد عن خمسين مليون دولار، وغيّرت الوجه السياسي لبلد يضم ستين مليون نسمة)، فظهرت صعوبات أمام المشروع الأميركي الهادف لإعادة بناء الشرق الأوسط في إطار القالب الأميركي، وترافقت هذه الصعوبات مع بدء انكشاف الانكسار الأميركي في العراق، الذي ظهر إلى العلن أواخر عام 2004.‏
وجاء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإعطاء دفعة للمشروع من خلال تحقيق الأهداف عبر اعتماد تكتيك "الصدمة والترويع" الذي استخدم في العراق، إلا أن القوة المقابلة لهذا المشروع تمكنت من إحباط هذه المحاولة، لتأتي فرصة العمل السياسي التي أعطيت لـ"الأكثرية اللبنانية" كي تقوم بتحويل لبنان إلى "المعسكر الآخر" وتفعيل دوره كنقطة انطلاق للمخططات الأميركية في المنطقة.‏
وبعد فشل السياسيين، جاء دور العسكريتاريا الإسرائيلية في الثاني عشر من تموز/ يوليو، وكان ـ باختصار شديد ـ الفشل مصيرها أيضاً.‏
ماذا الآن؟‏
"المشروع الأميركي انهار تماماً"، هذا ما يقوله الدكتور حجار، ولم يعد لديه ما يقاتل به في المنطقة كما في لبنان، والأنظمة العربية التي التحقت بهذا المشروع تعاني من مأزق شديد، فيما "الأكثرية اللبنانية" تخطت المنطقة الحرجة.. إلى الهاوية.‏
أما النصيحة التي يقدمها الدكتور حجار إلى قادة هذه الأكثرية محدداً منها شخصيتين هما "الأكثر بروزاً" فهي بسيطة: لقد اشتُريت لكما شقق في باريس، فعجّلا إليها، لأن الوقت ما يزال يسمح بذلك".‏
في "محاضرته" التي يقدم خلالها هذه النصيحة التي تبدو أقرب إلى "النبوءة" يصر الدكتور حجار على توجيه رسالتين لا بد من نقلهما بدقة، بناءً على إصراره: الأولى إلى بكركي والبطريرك الماروني، مفادها أن السياسة التي يعتمدها هذا الموقع المهم ستؤدي إلى القضاء على عشرين مليون مسيحي مقيمين في الشرق، لأنها تقف في "الجانب الخطأ" من الصراع.‏
أما الرسالة الثانية فهي منه ـ معرّفاً نفسه بأنه المسيحي المشرقي العروبي ـ إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق، وإلى البطريرك هزيم بالذات، وهي تدعوه لأن يقول للمسيحيين الآخرين، كما قال لهم عام 1984: يا أخواني نحن الأصل وأنتم الفرع، فاتقوا الله في المسيحيين في الشرق.‏
محمود ريا‏

الجمعة، ديسمبر 08، 2006

نداء السيد


كان الحضور حاشداً، لبى النداء، حضر للاستماع إلى ما يريد أن يسمعه، فلم يكن الخطاب مخيباً.
على مدى ساعة ونصف، وأكثر، قال السيد ما لم يقله في أي خطاب آخر، وبالرغم من كل ذلك، لم يقل كل شيء.‏
تحدث عن الوطن وعن الشعب وعن الصبر والصمود، وعن الثبات عند المطالب، وأكد أن الفتنة لن تنجح، لأنه إذا كان هناك من يشعل نارها، فإن الطرف المقابل لا يقبلها وهو حساس جداً تجاهها، ويرفض الدخول فيها.‏
رحّب بطرح المطارنة الموارنة مؤكداً ان ما فيه ما يمكن التوافق عليه، وفيه ما يناقش ويمكن تأجيله.‏
تحدث عن ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية قرارها لبناني وإرادتها لبنانية، لأنها هي التي تشكل الضمانة لأمن واستقرار لبنان ووحدته، مضيفاً: "نحن نؤيد إعطاء أي معارضة في لبنان ثلثاً ضامناً لأننا نؤمن بالشراكة والتعاون، ولا نؤمن بالتفرد".‏
ولكن.. لم يكن هذا كل شيء.‏
هناك بعد، وبعد، وبعد..‏
هناك دعوة أخيرة إلى قيام حكومة الوحدة الوطنية، قبل أن تتغير المطالب، لتصبح قيام حكومة انتقالية تحضّر لانتخابات نيابية مبكرة تقوم بعدها حكومة، سيبقى فيها للمعارضة ـ السلطة اليوم ـ الثلث الضامن.‏
وهناك دعوة إلى أوسع مشاركة في صلاة الجمعة ظهر هذا اليوم بإمامة الداعية الشيخ فتحي يكن.‏
.. وهناك الملف الأهم، الملف المتعلق بحرب تموز الصهيونية على لبنان، والتي كشف السيد أنها لم تكن حرباً غربية صرفة، وإنما هي حرب دعا إليها بعض قادة السلطة في لبنان من خلال دعوة الإدارة الأميركية للطلب من "إسرائيل" شن هذه الحرب.‏
وكشف السيد أن رئيس الحكومة الساقطة والمتهالكة أمر الجيش اللبناني خلال الحرب بمصادرة الإمدادات التي ظلت تصل للمقاومة بالرغم من كل محاولات العدو لقطعها من خلال قصف الجسور والطرقات.‏
وكشف السيد أيضاً وأيضاً أن جهازاً امنياً تابعاً لسلطة ترك مهمة ملاحقة العملاء للعمل على تقصي أماكن تواجد قياديي حزب الله، وحتى مكان السيد نصر الله شخصياً.‏
كان كلام السيد فوق المتوقع، وأكبر من أن تستوعبه العقول، ولذلك طالب بلجنة تحقيق محايدة ـ عربية أو إسلامية ـ لكي تتابع هذه الاتهامات الخطيرة وتكشف الدور الذي لعبته هذه الطغمة الحاكمة في الحرب التي كانت تشنها "إسرائيل" على لبنان طوال ثلاثة وثلاثين يوماً.‏
إنه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، متحدثاً إلى جماهير المعارضة الوطنية اللبنانية التي نزلت بالآلاف إلى ساحتي ورياض الصلح والشهداء في وسط بيروت لتستمع إليه يقول: "كما وعدتكم بالنصر دائماً.. أعدكم بالنصر مجددا، يا أشرف الناس".‏

الجمعة، ديسمبر 01، 2006

هبـّــــــــــوا

ربما تُقرأ هذه الكلمات والشعب اللبناني في الشارع.
الشعب كل الشعب، من كل مكان، وفي كل شارع، وإن كانت بيروت هي القلب وهي المركز وهي.. هي التي منها البداية، وإليها النهاية.
أنا وأنت وهو وهي، الأب والأم والأخ والأخت، الابن والابنة والصغير والكبير.
كلنا في الشارع، تلبية للدعوة المباركة، وللدعوات الصادقة من أجل تحقيق التغيير المطلوب، نحو لبنان الحقيقي الذي يرغب به الجميع.
في هذا اليوم، يخطو اللبنانيون نحو وطنهم ليستعيدوه من الأيدي التي حاولت اختطافه والسير به في طريق مختلف عن كل ما يقرّه أبناء الشعب للوطن الذي ضحوا من أجله، وما زالوا يضحّون.
هذا يومنا، يومكم، يوم الذين يرغبون بأن يعبروا عن أنفسهم، ويقولوا كلمتهم ويعلنوا موقفهم، بعد طول كبت، وبعد كبير صبر، وبعد إعطاء الفرصة بعد الفرصة.
قوموا، لا تترددوا، ولتكن الكلمة واحدة، بلا تمييز، بلا تقسيم، بلا تطييف، كلمة واحدة لشعب واحد، يرفض إلا أن يكون لبنان هو لبنان الجميع، ويأبى أن يتحول إلى مزرعة وشركة وكانتون.
لبنان للجميع.. لبنان نحن.. وسيبقى.
محمود ريا

الاثنين، نوفمبر 27، 2006

Predictors Multiplied with More Popularity

They diversified between someone who wishes to become famous, looking for an opportunity and money, and someone who is a disinterested “ascetic,” sitting at the top to overlook what is occurring and what will occur to the “subjects” below.
How do the predictions of these predictors come true? This issue brings along several questions.
Someone talks about having a “vision;” another talks about “sensing” what is going to happen. A third one does not feel ashamed to say that he obtains his information from “governmental sources”.
He would not say who is behind these sources because this is one of the fundamentals of the “profession.” In addition, he does not wish to say whether these governmental sources, which blow “inspiration” through the compact disc of a silencer that arrived inside a suspicious package from a suspicious country to an embassy, are local or international. The issue has even crossed the stage of suspicion to worthily enter the stage of certainty, conspiring against the Lebanese nation.
The stage of “exposure” to which these predictors have reached after stages of inspiration and asceticism, will not save them from paying the bill to this victimized nation which is suffering from them exposing this country to foreigners and enemies. In the end, they will be exposed regardless of how “high” their prestige reaches in the “cedars country.”
Mahmoud Raya

الجمعة، نوفمبر 24، 2006

المتنبئون.. وكشف الحساب

كثر المتنبئون، وصار سوقهم مطلوباً
تنوعوا، بين راغب بالظهور، وباحث عن فرصة، ومفتش عن مال، وبين "زاهد" متنسك، يجلس في الأعلى.. ليرى ما يحصل ـ وما سيحصل ـ لـ"الرعايا" في الأسفل. أما كيف يصل هؤلاء المتنبئون إلى تنبؤاتهم فهذا ما يثير أكثر من سؤال وسؤال.‏
هناك من يتحدث عن "رؤيا"، وهناك من يقول إنه "يشعر" بما سيحصل، وهناك من لا يجد خجلاً في القول إنه يحصل على معلوماته من "مصادر حكومية".‏
هو لا يقول من هي هذه المصادر، فهذا من أصول "المهنة"، كما أنه لا يقول هل هذه المصادر حكومية محلية، أم أنها حكومية دولية تأتي بـ"الوحي" مدمجاً في اسطوانة كاتم صوت وارد في طرد مشبوه من دولة مشبوهة إلى سفارة.. تخطت مرحلة الشبهة لتدخل بجدارة مرحلة اليقين بتآمرها على الشعب اللبناني.‏
إن مرحلة "الكشف" التي وصل إليها هؤلاء المتنبئون بعد مراحل التأمل والزهد، لن تعفيهم من تقديم كشف حساب أمام هذا الشعب المظلوم الذي يعاني من كشفهم البلد أمام الأجانب والأعداء، وسينكشفون مهما ارتفع "مُقامهم" في "بلاد الأرز".‏
محمود ريا‏

الجمعة، نوفمبر 10، 2006

عارضُ لبنان

كما غلّف الصهاينة فشلهم في لبنان بارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء، ها هم يكررون الفعلة نفسها في قطاع غزة: فشل مطلق في تحقيق أهداف العدوان (الذي يبدو أنه لا يزال في مراحل أولية) يقابل بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء.‏
وكما خرج في لبنان من ينظر إلى خسائر المدنيين متناسياً الفشل الصهيوني، تخرج اليوم أصوات تتباكى على الشعب الفلسطيني، ولا تذكر شيئاً عن صموده وقوته في مواجهة محاولة الإخضاع البشعة التي تمارس بحقه.‏
شعب لبنان صمد بوجه العدو، وبوجه من يقفون وراء العدو، وبوجه من تغاضوا عن جرائم العدو من العرب، تحقيقاً لمصالح ضيقة وبحثاً عن سلامة موهومة، وانتصر بالرغم من الضحايا ومن الدمار.‏
الشعب الفلسطيني يواجه هؤلاء أنفسهم، العدو والأميركيين والأوروبيين من ورائه، والعرب الصامتين والشامتين والمحاصِرين، ويصمد.. أي ينتصر.‏
"في لبنان (تموز ـ آب) وفي غزة (تشرين الثاني) لم تتحقق أهداف واضحة (للصهاينة) يمكن قياس نتائج العملية بناءً عليها"‏
هذا ما قاله عوزي بنزمان في مقال نشرته صحيفة هآرتس يوم الأربعاء الماضي تحت عنوان: "عارضُ لبنان ملموس في غزة".‏
فليبحث العرب عن فرصة جديدة مع الفلسطينيين كما فعلوا في لبنان، قبل أن يخسروا الفرصة الأخيرة.‏
محمود ريا‏

السبت، أكتوبر 28، 2006

بدر.. و"إيلات".. والوعد الصادق

كان لنا في كل يوم دليل على أن هذه الأمة بخير، وستبقى بخير. وفي شهر رمضان، تكثر الأدلة. نحيي ذكرى معركة بدر الكبرى، ومنها نتعلم أن "كم من فئة قليلة
غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، ونحيي ذكرى انتصارات بعدها، كان شهر رمضان فيها حافزاً لمزيد من الجهد، بدل أن يكون وقتاً للتواكل والتواني بحجة التعب والجوع ونقص الهمّة.‏
بالأمس كانت ذكرى تفجير مدمرة إيلات الصهيونية في مياه منطقتنا على أيدي مجاهدي الشعب المصري البطل، والتي هزّت أركان كيان العدو.‏
كان التفجير في شهر رمضان، وفي هذا الوقت من السنة أيضاً، لتعود الذكرى بكل تفاصيلها وكل معانيها، بعيداً عن مقولات الذين يقولون أن الذي مضى.. لا يعود.‏
واليوم نحيي ذكرى الوعد الصادق، حيث دمر مجاهدو الشعب اللبناني البارجة ساعر، وحققوا "الوعد"، ودمروا هيبة كيان العدو، وفتحوا "أوتوستراداً" واسعاً نحو القدس والمسجد الأقصى.‏
القدس؟‏
إنه يومها، يوم القدس العالمي، في شهر رمضان المبارك، في الجمعة الأخيرة من هذا الشهر.‏
كيف ترتبط المناسبات؟‏
كيف ترتبط الدماء؟‏
هكذا يتواصل الأمل بالتحرير وبالنصر.. وبالدخول إلى المسجد الأقصى.‏
وتبقى الأمة بخير.. كل عام وأنتم بخير وإلى اللقاء في موعد قريب .. مع "وعد الآخرة"..‏
محمود ريا‏

السبت، أكتوبر 21، 2006

اللعبة المجنونة

"مهمة القوات الدولية في لبنان تتجاوز تثبيت سيادة الدولة لتصل إلى تطبيق اتفاق الطائف". قراءة جديدة لمهمة القوات الدولية تثير كل المخاوف التي كانت عند المتخوفين من الدور الذي يريده البعض لهذه القوات الدولية.‏
هذه القراءة التي لم يجرؤ طارحها على الإعلان عنها من الداخل، جاءت خارجية الهوى، وتماماً من الدولة التي قالت مستشارتها إن مهمة القوات الدولية هي حماية وجود "إسرائيل".‏
دعونا نفهم: هل القوات الدولية هي "بنت" القرار 1701، أم أنها "بنت" اجتماعات البريستول المتلاحقة، أم أنها ـ بالأصل ـ "بنت" المؤتمر الصهيوني الأول في "بال"؟‏
نحن نعرف، ولدينا ما يؤكد لنا أن مهمة القوات الدولية هي "مساعدة الجيش اللبناني في المهمات التي يطلبها منها" من أجل ردع الاعتداءات الصهيونية على لبنان.‏
من لديه "فهم" آخر ـ أو لنقل في الحقيقة أنه مجرد توهم لا يرتبط بالواقع بأي صلة ـ فليبقَ يلعب في الخارج، كي لا يحطِّم ـ بلعبه المجنونة ـ لبنان.‏
انتهى‏
محمود ريا‏

الجمعة، أكتوبر 13، 2006

هل تجبن أميركا.. أم تجنّ؟‏



الانقلاب الدراماتيكي الذي فعله التفجير النووي الكوري الشمالي في مسار الأحداث في العالم كله له أبعاد راهنة، وتأثيرات بعيدة المدى، قد يتمكن المراقبون
من رصدها، وقد لا.. يلحقون.‏
نظريتان توزع عليهما المراقبون وهم يرصدون آثار هذا الحدث الدولي الفاقع على العالم، وعلى منطقتنا بشكل خاص.‏
بعضهم، وقد يكون محقاً، يقول إن هذا التفجير النووي قد أبعد شبح (حربٍ ما) كانت تحوم في سماء المنطقة، وتستهدف بشكل أساسي إيران، وربما سوريا، ومحور التصدي للشر الأميركي في المنطقة.‏
ويقول هؤلاء إن الولايات المتحدة باتت مشغولة، وربما مكبّلة بالحدث الكوري، ما يجعلها تحسب ألف حساب قبل القيام بحرب على إيران، ومن هذه الحسابات ضعف الذريعة، فلماذا تضرب إيران بسبب برنامج نووي تعلن دائماً أنه برنامج سلمي، ويخضع للرقابة الدقيقة من قبل المجتمع الدولي، فيما تترك كوريا الشمالية التي أعلنت جهاراً ونهاراً أنها تمتلك السلاح النووي، وقدمت الدليل المادي، لمن يريد أن ينكر هذا الامتلاك؟!.‏
البعض الآخر من المراقبين، يقول إن كل هذه الحسابات التي ينبغي على واشنطن القيام بها ستدفع إلى الإسراع بالحرب، لأنها إن لم تفعل الآن "فستصمت إلى الأبد".‏
هل تجبن أميركا.. أم تجنّ؟‏
لننتظر‏
محمود ريا‏

السبت، أكتوبر 07، 2006

الساحة البيروتية: حركة لتعديل "المزاج" والانحياز إلى الثوابت



تعيش الساحة البيروتية حراكاً سياسياً مثيراً للاهتمام في ظل حالة من الاستقطاب الحاد الذي عاشته على مدى الأشهر الماضية. وإذا كان التشنج السياسي ـ مستتبعاً بتشنج ذي وجه طائفي ـ قد فعل فعله في صفوف الجماهير البيروتية في الفترة الأخيرة، ولا سيما في ظل محاولات تصعيد هذا التشنج، فإن مبادرات عديدة شهدتها الساحة البيروتية في الفترة الأخيرة دفعت إلى الحديث عن إمكانيات تنفيس للاحتقان، المفتعل حيناً، والعفوي المتناغم مع تطورات الأحداث أحياناً أخرى.‏
ولعل في ما جرى من تطورات ميدانية خلال الأيام الماضية يشير إلى أن حالة الاحتقان وصلت في هذه المرحلة إلى إحدى ذراها، فالحوادث الصغيرة التي يشهدها هذا الشارع أو ذاك، والهتافات التي تتصاعد من مدرجات ملاعب كرة القدم، تعبر عن وجود نوع من النفَس التحزبي الذي قد يتطور إلى شعور انقسامي وعنصري طائفياً ومناطقياً بما يؤدي إلى عواقب وخيمة.‏
إلا أن هذا الاتجاه ليس هو الغالب، لأن هناك مبادرات عديدة شهدتها الأيام الماضية أيضاً هدفها إزالة هذه التشنجات، أو التخفيف منها على الأقل، بما يعيد الصراع إلى إطاره السياسي البحت، بعيداً عن انقسامات الشوارع واحتكاكاتها التي قد تؤدي إلى الانفجار.‏
فمن المبادرة التي أطلقتها الجماعة الإسلامية على المستوى الوطني من خلال الكلمة التي ألقاها الأمين العام للجماعة في إفطار الأربعاء الماضي، إلى المبادرة الأخرى التي أطلقها الاجتماع الدوري لرؤساء الوزراء السابقين، إلى ما تشهده منطقة الشمال من حركة لجبهة العمل الإسلامي، والتي تنعكس بشكل أو بآخر على الشارع البيروتي، يبدو أن هناك اتجاهاً لأخذ الأمور إلى طريق غير الذي يحاول البعض الإيحاء أنها سائرة فيه، يضاف إلى ذلك طبعاً ما يلاحظ من تردد في لهجة التصعيد السياسي لدى الفريق العامل بقوة في الشارع البيروتي، بحيث أن التصعيد الذي يشهده خطاب يوم، يوازيه تهدئة بحدود معينة في اليوم التالي، مترافقاً مع تحركات سياسية تهدف إلى لملمة الأجواء، بما يشير إلى حالة من التجاذب تفرض نفسها على قيادة هذا الفريق وتجعله حائراً بين اعتماد خيار التصعيد "المفروض" عليه، وبين الركون إلى الحقائق السياسية التي تفرض عليه التعاطي مع الطرف الاخر إذا كان يرغب بالحفاظ على الهدوء في البلاد.‏
وترى مصادر مطلعة في الشارع البيروتي أن هذا الشارع لا يمكن أن ينجرف في خيارات نارية، لأنه غير متعود أصلاً على هذه الخيارات، كما لا يمكنه أن يبقى محشوراً في خيارات معينة إذا كانت هذه الخيارات تعمل على قيادته في اتجاه مخالف لعقائده السياسية التاريخية سواء على المستوى الديني أو على المستوى القومي والوطني، وأن لديه القدرة على وقف الانحدار في الكيانية والانغلاق، حتى ولو كان هذا الانحدار هو الخيار السائد أو الأكثر نجاعة لتحقيق أهداف سياسية آنية بعيداً عن المصلحة العليا.‏
وتضيف هذه المصادر أن حالة الممانعة التي تشهدها الساحة البيروتية هي في العمق أكثر تأثيراً من التفاصيل التي ظهرت في الفترة الماضية ـ سواء في مبادرة الجماعة أو في مبادرة الرؤساء السابقين ـ وأن النقاشات الدائرة في أكثر من موقع تركز على كيفية الخروج من خيارات معينة تحاول قوى خارجية قيادة الفريق العامل بقوة على الساحة البيروتية إليها، بالرغم من تناقض هذه الخيارات مع مبادئ أهل بيروت ومع مصلحتهم العليا في الآن نفسه.‏
وترى هذه المصادر في مبادرة الجماعة الإسلامية حول المقاومة محاولة لإخراج هذه القضية من زواريب النقاش الضيقة، ووضعها في موقعها السامي الذي لا يستطيع أهل بيروت إلا أن يضعوها فيه، وهم الذين كانوا على مدى الأيام يحملون رايتها ـ بغض النظر عن لونها ـ وقدموا تضحيات كبرى من أجلها. وهذا الوضع نفسه يتمثل في مبادرة رؤساء الوزراء السابقين، ولا سيما فيما يتعلق بموضوع المقاومة وموضوع حكومة الوحدة الوطنية، بما يعني بروز تلاوين مهمة في الموقف البيروتي تختلف عن الموقف الجامد الذي يعبر عنه الفريق السائد من هذين الموضوعين.‏
وتقول هذه المصادر إنه بالإضافة إلى موقف الجماعة ورؤساء الحكومة السابقين المشترك في رفضه أي توتير على الساحة البروتية، وفي سعيه إلى قنوات تنفيس للضغوط النفسية المتبادلة، فإن التيار السائد على الساحة البيروتية ليس بعيداً عن العمل على عدم الوصول بالأمور إلى أي انفجار، لأن هذا الانفجار ليس في مصلحة أحد، ولا يمكن لأي قوة عاقلة في أي منطقة من لبنان أن تسعى إليه، وإذا كان هناك بعض الموتورين الذين لا يمكن أن يعيشوا إلا على الفتنة وعلى التفريق بين الناس، فإن أصحاب المشاريع الحقيقية هم المتضررون الحقيقيون من أي توتير ينزل إلى الشارع، وهم المعنيون بمنع أصحاب الأغراض من تحقيق أغراضهم.‏
وإزاء هذه الحقائق التي بدأت تعكس نفسها على الوضع البيروتي نوعاً من التهدئة والـ"ترييح"، يبدو أن الأيام القادمة ستشهد تحركات أخرى تعبر عن مزاج عام بدأ يعلو صوته في الشارع البيروتي، وفي شوارع أخرى ملحقة به وقريبة منه، يقوم على أساس البحث عن نقاط الالتقاء مع الآخرين، ولا سيما في الخيارات السياسية الكبرى، بغض النظر عن مدى قدرة التيار السائد على التفلّت من الضغوط والارتهانات التي تكبّله، وعن الطموحات التي تحكم بعض القائمين عليه، والتي قد لا تعبر عن الهدف النهائي لهذا التيار وللجمهور البيروتي بشكل عام.‏
محمود ريا‏

يئست.. انهزمت



خطّطَت، سمعَت فرحت، جاءت، قُبّلت، ائتمرت، ذهبت، ما عادت، غادرت، فشلت، فوجئت، صدمت، حزنت، انكفأت..
شُحذت، مُدحت، خططت، صرحت، عزمت.. عادت، اجتمعت،
تآمرت، تعشّت، (أفطرت)، التقت، جمعت، فرّقت، وزّعت، أمرت، عبست، ضحكت، رسمت وَعَدت ووُعِدت.‏
أيام مرّت، الخطط انهارت، الأحلام تبخرت، الشعوب أفشلت، المقاومات تصدّت، المشاريع تدحرجت، صاحبتها أحبطت، أيامها عدّت، وإلى بلدها رجعت.‏
ربما عادت، ربما من جديد حاولت، ربما.. ربما.‏
ولكنها يئست وأحبطت، وتهاوت، وبحقد أسود صرخت.‏
رايس جاءت، رايس راحت، رايس سافرت، رايس طارت، رايس غطّت، في العواصم حطّت، تلمّظت وتمطّت، ولكنها فشلت.‏
"الشرق الأوسط الجديد" أسقط، و"الفوضى الخلاّقة" خلقت عكس ما يريد مثيروها، و"الغموض البنّاء" لعب به الأعداء، وأكثر ما نجح في تطبيقه "العملاء"، والمشاريع سفّهت.‏
واأسفاه..‏
رايس بحملها ناءت، وبأحلامها غرقت، وبوساوسها انحشرت..‏
واأسفاه..‏
رايس فشلت..‏
رايس يئست..‏
رايس.. انهزمت.‏
محمود ريّا‏

الأربعاء، أكتوبر 04، 2006

الجرح الفلسطيني الغائر في أجساد ترفض اليأس


بمناسبة ذكرى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الصابرة:
أطفال ونساء بين عشرات الآلاف من ضحايا الوحشية الصهيونية


يسيل الدم من الجرح، وتحمل القطرات العنوان، فتقول بلا خجل: هذا دمي، دم طفل، دم مجاهد، دم صامد، أريق على أرض قدّست وطهّرت، ليبقي الألمل بان الفرج قريب.ّ
ست سنوات مرت، وفي كل عام مزيد، عشرات لا بل قل مئات وآلاف، ولا تستحِ إن قلت عشرات الآلاف. لم يكل هذا الشعب ولم يملّ، أعطى، واستمر في العطاء شاهراً في وجه الدنيا إرادته التي لا تلين، وقدرته على إدهاش أولئك الذين فقدوا منذ زمن القدرة على التفاعل مع أي حدث.
شباب فلسطين، وفي فلسطين كلهم شباب، لا وجود عندهم ليائس ولا لخانع ولا لفاقد روح العطاء..
شباب فلسطين، من كل فئة ومن كل منطقة، من الضفة ومن القطاع، من أرض "الثمانية أربعين" ومن أرض "السبعة والستين"، يحملون الجرح إشارة استحقاق للانتماء إلى هذا الوطن، ويقدمون ما يحفظه الآخرون بمال الدنيا، لأن الوطن عندهم أغلى من مال الدنيا.
خمسون ألفاً يقولون، بل سبعون ألفاً، وربما يكون كل من الرقمين صحيح، فهذا يحسب كلّ جرح، وذلك يرى في ما يعتبره الآخرون جرحاً مجرد إعلان عن المشاركة في المعركة.
في عرف هذا الأخير لا جرح إلا قطع اليد أو فقء العين أو فقدان شيء من الجسد، أما ما يتعافى، فلا يستحق أن يوضع في سجل الوطن.
وإنما هو يستحق.
يستحق، لأن مئات الملايين في أنحاء العالم (العربي) لا يشعرون بالجرح الذي استطال في جسد أمتهم، فكيف سيشعرون بجرح استوطن في جسد واحد من أبناء هذه الأمة. لا يسمعون صرخة طفل وضع العدو على هيكله الغض آثار وحشيته، أو بكاء أم على طفلها الذي حمل بكل جدارة لقب "الشهيد الحي".
وتتوزع الجراح، كما يتوزع الجرحى.
سيرة الجرح الفلسطيني
فهذا عرفات يعقوب إبراهيم (31 عاما) استشهد في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي عندما وجد نفسه بكرسيه المتحرك الذي يستخدمه للسير، عرضة ومجموعة من الصبية يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة عند مدخل مخيم قلنديا للاجئين جنوب مدينة رام الله لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال حيث أصيب الشهيد برصاصة من النوع المتفجر حولت رأسه إلى أشلاء متناثرة، لم يكن عرفات يلقي الحجارة بل كان يشرب القهوة مع عائلته على شرفة منزله المطلة على مدخل المخيم.
عرفات ينجو ثلاث مرات من رصاص الاحتلال
نجا الشهيد عرفات في السابق من ثلاث محاولات سابقة تعرض فيها لإطلاق النار ولكنها حولته من إنسان سليم إلى آخر مقعدا مشلولا بحاجة إلى كرسي متحرك للسير والتنقل.
وقد جرح يعقوب للمرة الأولى عندما كان في الرابعة عشرة من عمره خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما شارك مع عدد من الأولاد في قذف جنود الاحتلال بالحجارة وأصابته رصاصة في ساقه.
وقد سجنته سلطات الاحتلال الصهيوني بحجة انتمائه إلى حركة مقاومة لمدة 10 شهور عام 1991 بحسب ما ذكره شقيقه. وأصيب عام 1992 خلال مواجهة مع شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال الصهاينة بثلاث رصاصات في ظهره مما أدى إلى شلل في جسمه من الخصر فأسفل.
وبعد شفائه من جروحه لازم كرسيه المتحرك وحصل على عمل في مخزن للأدوية الطبيعية برام الله وعندما وفر بعض المال اشترى سيارة أجرة خاصة بالمقعدين وبدأ يستخدمها في شوارع رام الله.
وأثناء وجود يعقوب عام 2002 داخل سيارته في قرية غربي رام الله امتلأت سيارته بالثقوب نتيجة الرصاص الذي أطلقته دبابة صهيونية وأصابته رصاصة في صدره وكانت جراحه خطرة.
الطفولة المستباحة
"لن يكون بوسعه المشي على قدميه بعد اليوم" أصيب بإعاقة دائمة... خبر أخف وطأة، ربما، من خبر الموت...
نبيل عمر حامد، من قرية سلواد غرب رام الله، وصل إلى المستشفى يوم السابع عشر من كانون الأول عام 2005 بإصابة بليغة: دخلت الرصاصة من الظهر، واخترقت الصدر، وضربت العمود الفقري، وأحدثت نزيفا داخليا في الرئة والبطن
بعد أن تم إنقاذ نبيل في اليوم الأول من النزيف الحاد... وبعد أن شاهد والداه الجسد الصغير تخترقه الأجهزة والأنابيب في فمه... في أنفه ... في بطنه... صار المشي أمرا غير ضروري وحاجة ليست ملحة... "المهم أن يظل على قيد الحياة"!
هنا وسط الرواية، أعاقت الدموع الراوي الأب وكرر كلمات ترشح تعبا بفلسطينية منهكة: "أصدقاؤه من يوم الحادثة توقفهم ذاكرة الحب على باب منزله".."أخوه وأخواته الثلاثة إلى الآن لم يتجاوزوا بشاعة الصدمة، وبحاجة لمن يشد من عزيمتهم".
لم يفقد الثقة بالله
ولم يفقد الشاب الفلسطيني عامر جبريل كوارع، 19 عاماً الثقة بالله والأمل بالمستقبل، رغم انه فقد ساقيه، وأصيب بشظايا في أنحاء جسمه، دون أن يخفي في الوقت نفسه مرارته من حرمانه من ممارسة العديد من هواياته.
فعامر الذي فقد ساقيه وأصيب بجروحه في 26/6/2005، مع اثنين من أشقائه وأحد أصدقائه إثر انفجار جسم متفجر، عبارة عن فانوس إضاءة أطلقته قوات الاحتلال التي كان تتمركز في ما كان يعرف بمستوطنة موراج، يعمل جاهداً على التغلب على شعور العجز والألم، فرفض التقوقع والانعزال، وقام بتركيب ساقين اصطناعيتين يحاول أن يستعيض بهما جزءاً ولو قليلاً من الحركة الكثيرة التي حرم منها.
ينتظر بصبر
التمعت عينا الشاب وهو يعود بذاكرته إلى تلك الساعات، وقال- بصوته الذي يخرج همساً بالكاد يسمع نتيجة عدة شظايا أصابت الرقبة واستدعت تركيب جهاز خاص للتنفس فيها-" كنت برفقة أحد جيراننا واثنين من أشقائه الأطفال في أرضهم الزراعية القريبة مما كان يعرف بمستوطنة موراج ، جنوب مدينة خان يونس عندما عثرت على "خبة" فانوس إضاءة تطلقه قوات الاحتلال، فاقتربنا منه لمشاهدته وإذا به ينفجر محدثاً دوياً هائلاً، وبعدها لم أدر عن نفسي إلا بعد عدة أسابيع".
حتى صباح السادس والعشرين من يونيو/حزيران عام 2005، كان ديب سمير تقفة المولود في 26/6/1986، شاباً موفور الصحة، ويضج بالحياة والطموح، ينتظر بصبر ليقدم ما فاته من اختبارات الثانوية العامة، ويتطلع لشق طريقه في الحياة ليساعد أسرته التي طحنها الفقر والوضع الاقتصادي البائس، حتى وقع ذلك الانفجار الكبير، الذي مزق كل شيء حتى الأحلام، وحول هذا الجسد النابض بالحياة والعطاء، إلى جسد أسير هذا السرير وهذه الغرفة التي تعكس عسر الحال وضيق ذات اليد.
إجرام المستوطنين
زهور العويضات (أم لسبعة أطفال) من بلدة الشيوخ إلى الشرق من الخليل أصيبت بكسر في الجمجمة بعد أن اسقط عليها مستوطنون حجرا كبيرا بالقرب من البؤرة الاستيطانية بيت هداسا في البلدة القديمة في الخليل
وتقول المواطنة العويضات انها توجهت إلى البلدة القديمة لأنها علمت أن بلدية الخليل نقلت موقف السيارات الخاص ببلدة الشيوخ وسعير إلى منطقة الزاهد وأضافت: شعرت بشيء من الأمان عندما علمت أن المواطنين بدءوا بالتوجه إلى البلدة القديمة من اجل التسوق فأخذت طريقي إلى منطقة الزاهد عبر شارع الشلالة القديم حيث لم أتوقع أن هناك من يرصد الوقت المناسب لإسقاط حقده فوق راسي
وتقول: بالرغم من أن شارع الشلاله محاط بالاشباك الحديدية من الأعلى لمنع وصول الحجارة والأتربة والقاذورات التي تسقط على رؤوس المارة من قبل سكان البؤرة إلا أن الشبك كان يحوي على فتحه سمحت بوصول الحجر إلى رأسي.
هذه عينة من جرائم ارتكبت بحق عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، باتوا اليوم في حالة من العجز نتيجة الوحشية الصهيونية بحقهم، فهل من يقف بجانبهم من أجل استرداد حقهم في معاقبة المجرمين بحقهم؟
محمود ريا
(المعلومات عن جرحى من موقع صامدون الفلسطيني على الإنترنت)

السبت، سبتمبر 30، 2006

إنهم نشاز.. فكيف يفلحون؟

أحدهم ذكر من يخاطبه بالاسم، الآخر اكتفى بـ "تجهيله" مع استعمال كلامه ليرد عليه، أما الأخير الذي جاء متأخراً فقد كان أكثر باطنية، واكتفى بالرد على مضمون الكلام دون أن يشير إلى مصدره.
هي أوركسترا منسّقة، لعب كل واحد منهم دوره فيها، فلم "ينشّز" أو يخرق النوتة، لأن ملَكَة الإبداع لم تجد طريقها إليهم بعد.
ما ذنبهم إذا كانت الموسيقى التي طُلب منهم أن يؤدوها هي موسيقى صاخبة، أميركية المصدر وصهيونية الهوى؟
ما حيلتهم وهم لا يكادون يفقهون من النوتة أكثر من مفرداتها، دون علم بالنتيجة التي تصدر عنها.
لم يكن ما أدّاه هؤلاء سمفونية من الموسيقى الكلاسيكية التي تبث الهدوء في النفوس، أو تصاحب الكلام الجميل، فتزيده عمقاً وجمالاً.
كان ما "اقترفته" أصواتهم تهييجاً وزعيقاً لا يمكن أن يثير رضا إلا لدى أولئك الواقفين على تخوم الوطن حاملين سكاكينهم لينشبوا نصالها بين أبنائه.
كلهم، بعضهم، ثلثاهم أو ثلثهم، فتحوا في جسد الوطن مفازاً للتوتر، ومجالاً للهياج الذي لا يعرف أحد إلى أين يؤدي.
قالوا الشعر، ولبسوا العباءات، ومسحوا العرق بأيديهم أو بأيدي آخرين، وفي كل ذلك كانوا يحاولون التنطح لكي يقارنهم البعض بالأصل، فما أفلحوا.
إنهم نشاز.. فكيف يفلحون؟
محمود ريا

الأربعاء، سبتمبر 27، 2006

أفّ لكم، عندما تحاضرون عن العفاف

هناك مثل لا يمكن إدراجه في هذا المكان، لأسباب كثيرة، فحواه أن الإنسان غير الشريف يكون أفصح ما يكون عندما يحاضر عن الشرف، ولمن يعرف نصّه أن يستظهره في نفسه حرصاً على أخلاق الجمهور.
يحضر هذا المثل إلى ذهني وأنا أسمع الذين يتحدثون عن الديمقراطية، فيما هم يقودون "رعاياهم" كالقطعان.
يقولون إن أبناء الشعوب في الأنظمة التوتاليتارية لا يتمكنون من التفكير فينقادون إلى قادة بعينهم دون النظر إلى ما يرتكبونه، مروّجين لأنفسهم بأنهم أصحاب الحوار في دولهم ومنظماتهم وتنظيماتهم ودكاكينهم.
يزعمون أن هذا التأييد العارم لشخص بعينه نابع من قلّة وعي، في حين هم يصادرون الهواء الذي يتنفسه أنصارهم، ويمارسون عليهم أقسى أساليب التعامل بين الإقطاعيين والأقنان، بين السادة والعبيد.
لا أحد يفكر إلا هم، لا أحد يقرر إلا هم، لا أحد يتكلم إلا بما يريدونه هم، لا أحد يملك إلا ما يسمحون له هم بحيازته، لا أحد يعرف إلا ما يرغبون هم له بمعرفته..
ثم يأتون ويتحدثون عن الديموقراطية وعن الولاء وعن الطاعة العمياء.
أفّ لكم، عندما تحاضرون عن العفاف.
محمود ريا

الثلاثاء، سبتمبر 19، 2006

لا بد من استكمال العقاب

أوري آدام استقال. ربما يلحق به دان حالوتس، وليس بعيداً عن هذا المصير عمير بيريتس وربما أولمرت.
إنها القيادة العسكرية والسياسية الصهيونية في موقع الاتهام، بل والإدانة.
السبب: الحرب في لبنان.
قائد الجبهة الشمالية، رئيس الأركان، وزير الحرب ورئيس الوزراء.. سلسلة القرار، والفشل، والخيبة.
هربوا من هذا المصير الأسود، حاولوا التملص من النهاية الحتمية، ولكن فظاعة الهزيمة التي ألحقوها بكيانهم جعلتهم يتهاوون، واحداً إثر واحد.
يرى البعض أن هذه السلسلة المتكاملة هي أساس الهزيمة الصهيونية وهي التي تتحمل ما حصل وبالتالي "تم إغلاق الحساب".
وهناك بعض آخر يقول إن هؤلاء هم حلقات في سلسلة طويلة، وإن هناك من هم فوقهم، ومن هم تحتهم، ومع انهيار هذه الحلقات الوسيطة لا بد من تناثر من تبقى من حلقات.
يقول هذا البعض إنه إذا كان لا بد من محاسبة المتسببين بالحرب على لبنان، فلا بد من استكمال العقاب ليطال مسؤولي الإدارة الأميركية الذين أذنوا لفريق أولمرت المتداعي بشن هذه الحرب.
ويقولون إنه لا بد أيضاً من عقاب الذين غطوا هذه الحرب في العالم العربي.
ويقولون إن هناك من هو على الساحة اللبنانية من شجع أولمرت على شنّ الحرب ولا بد من معاقبتهم على الفشل أيضاً.
اللائحة طويلة.. والحساب طويل.
محمود ريا

الاثنين، سبتمبر 11، 2006

الظروف الاستثنائية تتطلب تدابير استثنائية

الجثة التي انتشلت من المبنى الذي يقابل مكان عملي أثارت فيّ الكثير من الشجون.
فها هو ذلك المواطن المصري المسكين "يرقد" لأكثر من عشرين يوماً تحت الأنقاض، إلى أن استطاعت ورش إزالة الأنقاض الوصول إليه، ومن ثم عملت فرق الإنقاذ على انتشاله.
لم يحل كون هذا الشخص مصرياً دون تجمع العشرات من المواطنين حول موقع الحدث، عسى أن يستطيعوا تقديم مساعدة ما في عملية نقل الجثة، ما لفت نظري أن حالة التضامن مع الضحايا لم تتناقص، كما يفترض بعض الذين يرون أن التضامن قضية ساعة، ثم لا يلبث أن يتبخر.
ما أشار إليه المنظر، هو أن الناس ما زالوا يعيشون شعور الحرب، وقيم رفض العدوان والتكاتف في وجهه، برغم مرور ما يقرب من شهر على انتهائه.
أقول الناس، ولا أقصد كل الناس، لأن ما يتوارد من أخبار عن محاولات استغلال لحاجة المنكوبين إلى مأوى وإلى بيت للاستئجار يدق ناقوس الخطر، ويدفع إلى المطالبة بإجراءات ما تحول دون ابتزاز المواطنين بحجة الحديث عن "الحرية الاقتصادية"، وعن "تقديس الملكية الخاصة".
ما أعرفه هو أن الظروف الاستثنائية تتطلب تدابير استثنائية.
محمود ريا

المخزيون.. وصراحة السيد

مثير للضحك هذا الاندلاع في العنترية الذي شهده أولئك الذين كانوا يعيشون الهزيمة بكل مرارتها، فإذاً بهم يرفعون سيوف التحليل ليبنوا على كلمة ما لا تقنتضيه.
قال السيد بكل شفافية، فردّوا هم بكل خبث ولؤم، وبكل ما في قلوبهم من حقد على المقاومة وعلى نصرها وعلى تاريخها وعلى مبدئها.
تحدث السيد بكل إنسانيته، فردوا هم بكل غرضيتهم، وبكل ما في نفوسهم من انسلاخ عن الحقيقة.
أطلق كلمات بسيطة صريحة واضحة: لو علمنا أن الرد الصهيوني سيكون بهذا الحجم لما قمنا بالعملية.
اعتبروا أن هذا اعترافاً بالهزيمة (التي لا محل لها إلا في أذهانهم) واقتبسوا كلمات أولمرت الذي رأى في هذه الكلمات "خطاب ندم".
المخزيون، الذين لم يستطيعوا أن يصدقوا ما رأته أعينهم رأي العين من نصر للمقاومة وصمود للشعب في وجه الحملة الصهيونية الشرسة التي استهدفت البلد بكامله، لم يجدوا وسيلة للتعويض عن خزيهم إلا اللعب على الكلمات ولي عنق الحقائق والقفز فوق الوقائع، وغيرها من البهلوانيات التي ظنوا أنهم يستطيعون من خلالها أن يقلبوا الحق باطلاً والنصر هزيمة.
.. ولكنهم فشلوا، وليس بعد البهلوانيات إلا السقوط إلى الحضيض.
محمود ريا

الخميس، أغسطس 31، 2006

الرأي العام

هل هناك من يصغي للرأي العام في لبنان؟
هل هناك من يتبنى الديموقراطية فعلاً لا قولاً، وممارسة لا تنظيراً؟
هل هناك من يقرأ "مزاج" الشارع، فيكيّف سياساته على أساس ما يريده الشعب الذي يحكم الحاكمون باسمه؟
لنأخذ التعامل مع استطلاعات الرأي وسيلة لمعرفة مدى ارتباط تحركات المسؤولين بما يريده المواطنون.
لقد نشرت الزميلة "الأخبار" استطلاعاً للرأي بعد انتهاء الاعتداءات العسكرية الصهيونية الواسعة على لبنان، وكانت الأرقام التي حملها هذا الاستطلاع كافية لأن تجعل أي مسؤول يقف بقوة في مواجهة الضغوط الدولية والمناورات الدبلوماسية الهادفة إلى سلب لبنان انتصاره وتحويل ما حصل إلى هزيمة سياسية.
واللافت أن الاستطلاع الذي أجراه مركز بيروت للأبحاث شرّح النتائج، وأظهر حقيقة أن معظم اللبنانيين من مختلف الطوائف يعتبرون أن ما حصل هو انتصار شامل للبنان، مع ما يستتبعه ذلك من اتخاذ إجراءات تكون بحجم هذا الانتصار على مستوى التعامل مع الوضع السياسي الناشئ عن العدوان الصهيوني.
وإذ يبدو أن ما يحصل على الأرض لا "يتناسب" مع نظرة اللبنانيين للواقع، فإن الدعوة مفتوحة للمعنيين من أجل إعادة قراءة الاستطلاع الذي يشهد الجميع بمهنيته ودقته، أو إجراء استطلاعات أخرى تكون "موثوقة" من قبل المعنيين، ومن ثم العمل في السياسة كما يرى المواطنون لا كما يظن السياسيون أن المواطنين يرون.
محمود ريا

الخميس، أغسطس 17، 2006

انتصار.. "ونقطة على السطر"

يمكن إطلاق الكثير من الكلام، وفتح العديد من النقاشات، والتنظير والتبصير.
يمكن الجلوس ساعات فوق المنابر وأمام الميكروفونات وفي استديوهات الفضائيات، والحديث بما يثبت وبما لا يثبت من "معلومات".
يمكن القول والوصف والتعبير و"التشبير" وطرح الأسئلة وكيل الاتهامات وتثبيط العزائم و"محو الأدلة".
يمكن ويمكن ويمكن...
ولكن ذلك لن يؤدي إلى تغيير الواقع الذي لا يمكن تغييره.
الانتصار حصل، بات حقيقة، أصبح ثابتاً في الأرض وفي البحر وفي السماء.
إنه انتصار حقيقي فعلي ملموس يمكن إدراكه..
انتصار صنع بوعي، وبُنيت لَبِناته بصبر، وزُرعت مداميكه في أرض لا يمكن لغاصب أن يستقر فيها.
انتصار ليس منّة من أحد، ولا برعاية من راعٍ ولا بإذن من آذن.
هو ذاك، رغم أنف من لا يريد أن يرى، أو من يرى فلا يعترف، أو من يعترف فلا يرعوي عن لوي عنق الحقيقة، ليأخذ الأمور بعيداً عن الإقرار بالهزيمة الكاملة للعدو الغاصب.
إنه انتصار، شامل، كامل، واضح، بيّن، له انعكاسات استراتيجية وترددات عالمية، و"نقطة على السطر".
فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيكمث في الأرض.
محمود ريا

الأربعاء، أغسطس 09، 2006

هل أترك ابني؟



أنا الأم.. فكيف تريدونني أن أترك ابني؟
لقد حملته جنيناً، بقدر ما أراد، كي يكتمل نموه، فخرج من رحمي رجلاً، رجلاً لم يمر بمرحلة الطفولة التي يمر بها كل طفل.
لقد كان منذ ولادته، لي السند والحامي، ولم يحتَج مني لكثير رعاية وحماية.
عشت معه لحظات حياتي، "كبرت" معه، ونَمَوت في كنفه، وربّاني بأخلاقه، وهو ابني!
حملته وحملني، حفظته وحفظني، احتضنته فأعزني، غنيت اسمه فحمل اسمي إلى كل الآفاق.
هو ابني، فهل أترك ابني؟
هل تصدقون انكم إذا قصصتم شعري الجميل، وسلبتموني أصوات خلخالي، انكم إذا أحرقتم وجهي، ومزقتم ثوبي، انكم إذا وضعتكم سواد حقدكم على جسدي، انكم إذا سرقتم لحظات الفرح مني، سأتخلى عن ابني؟
هل تعتقدون انكم إذا اقتلعتم حدقات عينيّ، وقطعتم لساني، وبترتم أطرافي، سأسلمكم من مكانه في قلبي؟
هل تحلمون بأن أعطيكم إعطاء الذليل، وأقرّ لكم إقرار العبيد؟
هل أترك ابني؟
يا ويلي إن فعلت، يا ويلكم إن لم أفعل.
أنا الضاحية.. وهو ابني.
سيبقى في قلبي، وبه أرفع رأسي، وفي عرسه سأرتدي أجمل فساتيني، وعند رؤيته سترتفع رنة خلخالي.
أما أصوات انفجاراتكم التي تدوي في أذني، فإنها لا تعني لي إلا أنني أولد من جديد، وها هو ضياء عيني، يشهد ولادتي.
محمود ريا

الاثنين، أغسطس 07، 2006

نحن هنا.. وسنبقى

كان بودي أن تتحول هذه المدونة إلى تأريخ يومي للحدث التاريخي الذي يشهده لبنان، حدث المواجهة الكبرى بين الشعب اللبناني وقوات الاحتلال الصهيوني الغازية، ولكن.. ظروف وظروف منعتني من الإطلالة اليومية من خلال هذه المدونة، وجعلتني ابتعد عنها لفترة طويلة، في حين أنني أجد حضوراً كبيراً فيها، وذلك من خلال التصويت الدائم على استطلاع الرأي الموضوع في الموقع.
أتمنى أن أتمكن ابتداء من اليوم من إيجاد فسحة من الوقت، واتصالاً بالشبكة، كي انقل بعض الانطباعات والأخبار الخاصة من قلب المواجهة.
إنها معركة حقيقية، نعيش تفاصيلها يوماً بعد يوم، تحاول أن تطحن إرادتنا، فنرد بطحن مشعليها، ونبقى شعباً يحمل روحه على كفه، كي لا يوقعها تحت أقدام الغاصبين.
نحن هنا، هنا، في أرضنا، على كل المساحات، نصنع كل يوم أسطورة، ونعلن كل يوم الدم موقفاً، ونشهر الجرح سلاحا.
نحن هنا، أبناء هذا الوطن الذي يأبى أن يركع، ولو لامنا الراكعون.
نحن هنا.. وسنبقى
محمود

السبت، يوليو 22، 2006

قلوب الفقراء.. وتجار الهيكل



لم يكن ينقص العدوان الصهيوني على لبنان بركة البابا بنديكتوس كي تكتمل "المظلة الدولية" التي يحظى بها.
فقد كان حظي قبلاً على بركة المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن الذي يماطل مرة بعدة مرة في الانعقاد لبحث موضوع العدوان.
ومن ثم حصل على بركة قمة الدول الثمانية التي التأمت في موسكو، أي قمة الأقوياء الثمانية الذين يتحكمون عملياً باقتصاد العالم وبقراره السياسي.
وفوق ذلك حصل هذا العدوان ـ علناً ـ على بركة خادم الحرمين الشريفين، ومعه المؤسسة الدينية الرسمية السعودية، التي جعلت من "المغامرة" نافذة لها للانسياق مع الرغبة العالمية بتوسيع المظلة الدولية.
ومع حصول هذا العدوان بشكل آلي على مباركة المؤسسة الدينية اليهودية، تصبح مباركة البابا بنديكتوس مجرد تحصيل حاصل، ليجتمع كل "أصحاب المقامات" السياسية والدينية في العالم على مباركة قتل الأطفال اللبنانيين على يد آلة الإجرام الصهيونية.
ولكن هناك بالمقابل صورة أخرى.
صورة الشعوب التي نزلت إلى الشارع لتندد بهذه الجرائم، والتي تعبّر عن الضمير الحقيقي لمليارات من البشر يرفضون أن يكونوا تحت هيمنة مؤسسة حاكمة تعمي العيون وتحجر على القلوب من أن تتعاطف مع صرخات الأطفال.
من يسأل، عندما يكسب قلوب الفقراء، على ما يحمله تجار الهيكل في صدورهم؟
محمود ريا

الجمعة، يوليو 21، 2006

كلنا مع لبنان وفلسطين ضد اسرائيل والمحتلين

أتمنى ان نتبنى جميعا كمدونين كلمه واحده بتاريخ واحد نحدد فيه رأينا للعالم اجمع
اتمنى ان ندون مدونه واحد بتاريخ 27/07/2006
كلنا كمدونين نكرر عباره واحده
كلنا مع لبنان وفلسطين ضد اسرائيل والمحتلين
بالعربي بالانجليزي المهم نسمع صوتنا للعالم
وان لم نستطيع حمل السلاح فلنحمل الكلمه

الاثنين، يوليو 17، 2006

رعد1 ـ والبقية تأتي

مسألة كرامة

في غمرة العدوان الواسع الذي يتعرض له شعبنا اللبناني من آلة الحرب الصهيونية، صدرت أصوات تسأل.
بعض هذه الأصوات يستفسر وبعضها يطعن، ولكنها كلها تسأل: هل يستأهل إطلاق سراح الأسرى في سجون العدو (أسير أو خمسة أو أكثر) أن تلحق بلبنان كل هذه الخسائر؟ وهل كان من المناسب الدخول في "مغامرة" بهذا الحجم؟
لا جواب لهذا السؤال إلا ذلك الذي يعطيه إيهود أولمرت (مع فارق التشبيه، ومع كون ما قامت به المقاومة رد فعل، مقابل الفعل العدواني الصهيوني).
لقد أدخل أولمرت كيانه كله في "مغامرة" الحرب، وتعرضت المدن الصهيونية للقصف، وبلغ عدد القتلى والجرحى الصهاينة ما يزيد على الخمسمئة، وتعرض الاقتصاد المعادي لهزات خطيرة، والبورصة ـ ومعها الشيكل ـ في الحضيض، ومئات الآلاف من اللاجئين باتوا في إيلات في أقصى الجنوب، وكل ذلك من أجل ماذا؟
من أجل جنديين أسرا على الحدود مع لبنان.
إنها مسألة "كرامة" و"هيبة دولة" و"قدرة ردع " دفعته لأن يسلك طريق "المغامرة" وربما المقامرة بكيانه في معركة لم تظهر كل مفاجآتها حتى هذه اللحظة.
هذه هي القصة: قصة كرامة وهيبة أمة وقدرة ردع، تفرض أن لا نترك أسرانا في السجون.
والنصر لمن يصبر أكثر..
كما إن الله معنا.
محمود ريا

السبت، يوليو 08، 2006

لا تعليق

هل هذه الرواية صحيحة؟‏

لقد قرأتها في أكثر من صحيفة وسمعتها من أكثر من مصدر.‏

وإذا كان هناك اختلافات في بعض التفاصيل البسيطة، فإن المضمون واحد والناقل واحد.. والنتيجة واحدة.‏

جون بولتون، المكرّم من "ثورة الأرز"، "النموذج" في كيفية التعاطي مع قضايانا العربية، يقول لنائب سابق ـ هو من أبرز قيادات 14 شباط ـ إن المسيحيين في لبنان ليسوا كثيرين، ويمكن وضعهم في مخيم في الولايات المتحدة، حيث تطعمهم الدولة الأميركية.. وتنتهي من مشاكلهم.‏

"الزعيم" اللبناني الذي تلقى هذه الصفعة المباشرة من بولتون، المعروف عنه قلة التهذيب والبعد عن الدبلوماسية، يروي هذه "السالفة" في كل مجلس يصل إليه، ويشفعها بالقول: "لقد خذلنا الأميركيون، الأميركان ليس لهم صاحب، صاحبهم الوحيد هو مصالحهم".‏

لقد نقل هذا الكلام إلى من هو في سدة "القيادة العليا"، وكان ينبغي له أن يعود إلى موقعه، ليرى كيف يحفظ الوجود المسيحي في الشرق من خلال التعاون مع أهل الشرق، طالما أنه لا يأتي من الغرب.. شيء يسر القلب.‏

بعد كلام هذا "الزعيم" المسيحي اليائس من كل شيء، فإن أفضل تعليق هو.. لا تعليق.‏

محمود ريا‏

الجمعة، يوليو 07، 2006

Why Are They Laughing?

I observed all their pictures, re-observed them, and found them all to be laughing.
Dead soldiers laughing, captured soldiers laughing, captured settlers who attend military academy laughing, and soldiers who are readying for assault are laughing.
Is there is a particular secret?
Is this a coincidence?
I asked and heard several opinions. I could not conceive any of the opinions that were suggested by colleagues, companions and friends.
I sensed an internal feeling that gave me some comfort:
These laughs are not innocent.
The intention of those preparing the pictures of the soldiers and settlers for circulation, or those who distributed their pictures after their death or capture, purposely chose pictures in which they appeared with a wide smile on their faces, as if a martial order had been issued and they had to comply. They had to appear laughing as they faced death or capture.
They want to prove to the entire world that these are innocents; that “terrorism” came and killed them, depriving them from the “happy life” which they were living.
Irrespective of the real happiness which they encountered as they enjoyed raping our land and rights, the big question flashing in our minds is:
At whom are they laughing?
Perhaps they were forced to appear laughing in their pictures after they died and after their capture. They had been laughing at the world and at themselves.
However, those distributing the pictures will also have their pictures distributed someday; at that time, we will find out if they will also be laughing.
Mahmoud Raya

الجمعة، يونيو 30، 2006

لماذا يضحكون؟

لقد راقبت صورهم، جميعهم، وأعدت النظر فيها، فوجدتهم جميعاً يضحكون.‏
الجنود القتلى.. يضحكون، الجندي الأسير يضحك، والأسير المستوطن الذي يدرس في كلية عسكرية يضحك، والجنود الذين يستعدون للعدوان.. يضحكون.‏
هل هناك سر ما؟‏
هل هي صدفة؟‏
سألت فسمعت أكثر من رأي، فلم أستطع أن أتبنى واحداً من الآراء التي طرحها الزملاء والرفاق والأصحاب.‏
ودلّني شعوري الداخلي إلى رأي شعرت براحة معه:‏
هذه الضحكات ليست بريئة.‏
القصد هو أن الذين يحضّرون لتوزيع صور الجنود والمستوطنين، أو الذين يوزعون صورهم بعد مقتلهم أو أسرهم، يتعمدون أن ينتقوا الصور التي يبدو فيها هؤلاء والابتسامة العريضة على وجوههم، وكأن هناك أمراً عسكرياً يصدر، عليهم تنفيذه، بأن يكونوا ضاحكين، حتى وهم يموتون.. أو يؤسرون.‏
يريدون أن يظهروا للعالم، أن هؤلاء أبرياء، جاء "الإرهاب" وقتلهم، وحرمهم من "حياة سعيدة" كانوا يعيشونها.‏
وبغض النظر عن مدى السعادة الحقيقية التي يعيشونها، وهم يتنعمون باغتصاب أرضنا وحقوقنا، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو ببساطة:‏
على من يضحكون؟‏
ربما الذين أجبروهم على أن تكون صورهم بعد الموت والأسر ضاحكة، كانوا يضحكون على العالم.. وعليهم أيضاً.‏
ولكن هؤلاء أيضاً ستوزع صورهم يوماً.. وسنرى إذا ما سيكونون فيها ضاحكين.‏
محمود ريا‏

السبت، يونيو 17، 2006

الحقيقة والمستقبل

هل يمكن أن يخدع أحدنا كل الناس، طول الوقت؟
المعادلة المعروفة هي أنه يمكن لشخص ما أن يخدع كل الناس بعض الوقت، أو أن يخدع بعض الناس طول الوقت، فيما يدخل دمج "الخداعين" ليتحول إلى خداع دائم لكل الناس في دائرة المستحيلات.
لوهلة بدا أن عملية الخداع حققت نجاحاً مطلقاً، وأن ما يراد له أن يصبح واقعاً بات من أكثر الأمور واقعية، وأن السياق المعطى للأمور فرض نفسه إلى درجة أن أحداً لم يعد يتجرأ على وضع ظلال له، فضلاً عن التشكيك به أو نقضه.
كذلك، سيبقى كثيرون مقتنعين إلى الأبد بأن الرواية التي قدمت لهم هي الواقع، وأن أي وقائع تظهر في المقبل من الأيام ليست أكثر من ترّهات، ولن يتراجعوا عن ذلك.
وبين هذه المعادلة وتلك، بدا أن السحر الذي مورس على الناس بدأ يضعف، وأن الحقائق بدأت بالظهور وأن الصورة في الأيام المقبلة ستكون مختلفة عن الصورة التي رسموها ووضعوها على العيون بدون ترك أي فسحة للتمييز بين الألوان الحقيقية والمدخلات المزوّرة.
السحر بدأ يضعف، والوقائع أخذت بالبروز من تحت ركام التضليل، والمستقبل سيكشف، أو سيكتشف، الحقيقة.
محمود ريا

الخميس، يونيو 15، 2006

I admit

I admit that I have made an error.
Science has conquered me and proven that I have at times been writing that which was proven scientifically inaccurate.
On this point, a few months ago I wrote that the bodies discovered in the area of Majdal Anjar may be the remains of martyrs who died during the Zionist rancorous bombardment on the international road of Beirut/Damascus at the time of the Zionist invasion of Lebanon in 1982.
My writing was not based on substantiated evidence. Instead, it was based on personal experience of my own and the testimony of the some witnesses as well as the topic of a fellow journalist whose professional integrity I trust.
I simply adopted this viewpoint in order to remind the people of the possibility of the potential existence of these bodies in that area, unlike the sheer “truth” about which the drummers banged their drums and the pipers blew their pipes at the time—since they wanted to tie these bodies to the “tutelage reign”. They also banned any speech from waiting the investigation and scientific pursue of the truth irrespective of the intimidation and defamation that was practiced against the people and against those who use their brains before being drawn into the campaign of incitement against Syria.
However, the facts failed me.
How could I have known that these bodies have existed in Tal El-Nabi Auzeir for 300 years, before the emergence of this parasitic February class that is investing everything, even the bones of the dead?
How could I wait the results of the investigation while I witnessed the invasion of the misguiding information and the flood of the informative propaganda that overwhelmed almost everything?
I admit that I have made an error.
But they have sinned. Will they admit?
Mahmoud Raya

الجمعة، يونيو 09، 2006

اعتراف.. ولكن!

أعترف أنني أخطأت.‏
لقد غلبني العلم، وبيّن أنني أكتب أحياناً ما يثبت علمياً عدم دقته.‏
في هذه الزاوية، كتبت قبل أشهر أن ما اكتشف من جثث في منطقة مجدل عنجر قد يعود لشهداء قضوا في القصف الصهيوني الحاقد على طريق بيروت الشام خلال الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.‏
لم يكن ما كتبته مستنداً إلى دليل حسي، وإنما هو ارتكز إلى قرينة تجربة شخصية عشتها، وشهادة بعض الشهود وموضوع صحافي كتبه زميل أثق بنزاهته المهنية.‏
وتبنيت وجهة النظر هذه فقط كي أذكّر الناس بإمكانية وجود احتمال آخر لوجود هذه الجثث في تلك المنطقة، غير "الحقيقة" المطلقة التي طبّل لها المطبّلون وزمّر المزمّرون في تلك الأيام، والتي أرادت ربط هذه الجثث بـ"عهد الوصاية"، ومنعت أي حديث عن انتظار التحقيق والبحث العلمي عن الحقيقة بعيداً عن التهويل والتخوين الذي مورس ضد الناس، وبحق من حاول أن يعمل عقله قليلاً قبل أن ينساق في حملة التحريض ضد سوريا.‏
ولكن الحقائق خذلتني.‏
ومن أين لي أن أعرف أن هذه الجثث موجودة في تل النبي عزير من ثلاثمئة سنة، أي من قبل ظهور هذه الطبقة الشباطية الطفيلية التي تستثمر كل شيء حتى عظام الموتى؟‏
وكيف كان بإمكاني أن أنتظر نتائج التحقيق وأنا أرى اجتياح المعلومات المضللة وطوفان البروباغندا الإعلامية يكاد يطغى على كل شيء.‏
لقد ارتكبت خطأً، وأعترف.‏
هم ارتكبوا خطيئة.. فهل يعترفون؟‏
محمود ريا‏

الخميس، يونيو 08، 2006

False victories

The Arabs have been incompetent, and have compensated for their incompetence by launching great slogans and claiming false victories as well as recording large numbers of losses within the lines of the Zionist enemy. Later, the facts came to reveal that what happened on the field was unlike the slogans, contradicted with the victories and that the numbers recorded were very far from the real numbers.
Some tried to say that this pattern of dealing with the conflict and its outcomes fountains from the Arab soul that tends to exaggerate and talk at random.
Others insisted that these Arab exaggerations represented the case of all the tardy and negligent people throughout the world, for they fill the gap of their actions with words and furnish the desert of reality with dreams.
Some Arabs never changed for reasons unknown to them. They continued in the same way and maintained the same state in which they were born and lived with their ancestors.
Some Arabs are now turning words into deeds, and their numbers are being regarded as irrefutable documents; and their evaluations of the developments have become the official story of the events.
There is more. The exaggeration has transformed to become a method of the enemy to deal with the events; and the numbers which the Zionists remember are now being regarded as a “joke” by the world media means.
What has changed?
What has changed is that the Arabs, whose words are being believed, are now creating the events, steering the paths, and making the decisions. On the other hand, the enemy is now reacting.
The enemy has become incompetent, exaggerating and hallucinating; and claiming false victories.
Mahmoud Raya

العدو والانتصارات الوهمية

كان العرب عاجزين، وكانوا يسدون عجزهم بإطلاق شعارات كبرى وادعاء انتصارات وهمية، وتسجيل أرقام هائلة من الخسائر في صفوف العدو الصهيوني.. ثم تأتي الوقائع لتكشف أن ما يحصل على الأرض معاكس للشعارات، ومناقض للانتصارات، وبعيد كل البعد عن الأرقام الحقيقية.‏
حاول البعض القول إن هذا النمط من التعامل مع الصراع ونتائجه نابع من الذات العربية التي تميل إلى المبالغة والتهويل وإطلاق الكلام على عواهنه.‏
وأصر البعض الآخر على أن هذه المبالغات العربية هي حال كل القاصرين والمقصرين في كل أنحاء العالم، فهم يسدون بالكلام ثغرات الفعل، ويفرشون بالأحلام صحراء الواقع.‏
بعض العرب لم يتغيروا، ولم يعرفوا لماذا لم يتغيروا، لأنهم استمروا كما كانوا، وبقوا على الحال التي وُلدوا عليها، وعاش عليها آباؤهم.‏
وبعض العرب باتوا يقولون ما يفعلون، وباتت أرقامهم تؤخذ بمثابة مستندات لا تقبل الرد، وصارت تقويماتهم للتطورات تصبح هي الرواية الرسمية للأحداث.‏
لا بل أكثر من ذلك، لقد انتقل التهويل ليصبح وسيلة العدو للتعامل مع الأحداث، وصارت الأرقام التي يذكرها الصهاينة تُعامل كـ"مزحة" من قبل وسائل الإعلام العالمية.‏
فما الذي تغير؟‏
ما تغير أن العرب الذين تصدق أقوالهم باتوا هم الذين يصنعون الأحداث، وهم الذين يوجهون المسارات، وهم الذين يتخذون القرارات.. وصار العدو يعمل برد الفعل.‏
صار العدو عاجزاً، وأخذ يبالغ ويهذي.. ويدعي انتصارات وهمية.‏
محمود ريا‏

Double Message; Conclusive Retaliation

The Zionists have waited a long time, hoping that their aspirations will be spontaneously achieved in Lebanon. They gambled on the success of those who embraced the US flag in Lebanon, hoping that they will achieve that which they could not; and they employed for this aim all their military, political and media means.
However, Washington asked Tel Aviv to give the agents a chance to carry out their tasks, but they could not fulfill their commitments. Hence, the issue that worries the Zionists – with the Americans behind – remains unsolved, the horizon remains blocked, and the broad hopes failed because of the steadfastness of the Lebanese nation and the firmness of its resistance against all attempts of intimidation and temptation.
The Zionists lost hope hence, desperation can be a motive to carry out mad actions, a part of which is “the re-testing of the same experience,” with an attempt to take the matters into their own hands.
This is where the direct Israeli involvement in the developments of the Lebanese arena came raw and devoid of any attempt at covering, reaching the extent that drove the enemy and ally to say that the Zionist acts last Sunday represent a term that must be used by “those concerned” during the next round of dialogue, which will include only the issue of the defensive strategy of Lebanon.
After widening their aggression on Lebanon, the Zionists wanted to send a threatening message to the resistance and a supportive message to the opposite side on the Lebanese arena, hoping that these two messages will succeed in adjusting the “balanced” symmetry of forces on the Lebanese arena, and add weight to the viewpoint of one team against another.
However, the facts, which were collected after the dust of the Zionist shelling coupled with the dust of the hostile informative intimidation cleared off, indicated that the Zionist aspirations were not achieved, and that they fell again into the trap.
On the military level, the calculations of the reality on field did not match the dreams of the generals who are sitting in their head quarters in “the Zionist depth” or inside the HQ of Jalil division that was bombed. Those residing inside felt the truth of the resisting act that intercepted the hostile employment of combat mediums of high style.
Instead of having the new equation based on the Zionist capacity and the resisting frustration, the resistance fighters thwarted the Zionist plan and forced the enemies in a tangible form to change the tactics used in the fortifications and outposts in the north!
And although the “military mail box” had returned the message to its posters with the necessary “clarifications,” yet, the “political box” received the message to the extent of expressing a welcoming of this intervention, even if it had to be a form of condemning the Zionist attacks on the Lebanese areas in order to send poisoned messages in all the directions as well as launch the political and media horns to start violent attacks on the choice of the resistance and its arms.
Those who wondered – and still wonder – about the use of the resistance continuation can learn a lesson from the events last week to reach the conviction that the resistance is the only method of retaliation against the Zionist messages that are full of hatred, destruction and evilness. And that the resistance alone can “surprise” the enemy and prevent it from encroaching upon Lebanon and its dignity, sovereignty, liberty and independence. This is exactly the meaning of the Day of the Resistance and Liberation which Lebanon celebrated this year as one of the best holidays, although it did not gain the blessing of those in authority to be officially marked as a holiday.
Mahmoud Raya

الأحد، يونيو 04، 2006

الرسالة المزدوجة.. والرد الحاسم

انتظر الصهاينة كثيراً أن تتحقق أهدافهم في لبنان من تلقاء نفسها، وراهنوا على نجاح حاملي اللواء الأميركي في لبنان في أن يقوموا عنهم بما حاولوا أن يقوموا به هم، واستخدموا من أجله كل ما يملكون من وسائل عسكرية وسياسية وإعلامية.‏
ولكن الوكلاء الذين طلبت واشنطن من تل أبيب أن تعطيهم فرصة للقيام بما هو مطلوب منهم، عجزوا عن الوفاء بتعهداتهم، وبقي الموضوع الذي يقلق الصهاينة ـ ومن ورائهم الأميركيون ـ عالقاً بلا حل، وبقي الأفق مسدوداً، والآمال العريضة سقطت عند صمود الشعب اللبناني وثبات مقاومته أمام كل محاولات التهويل والإغراء.‏
يئس الصهاينة، واليأس دافع لارتكاب أعمال مجنونة، منها إعادة "تجريب المجرّب"، ومحاولة تحقيق الأهداف باليد.‏
من هنا كان الدخول الإسرائيلي المباشر على تطورات الساحة اللبنانية فجاً وخالياً من أي محاولة للتغطية، إلى درجة دفعت العدو والصديق للقول إن ما قام به الصهاينة يوم الأحد الماضي هو مفردة للاستخدام ممن "يعنيهم الأمر" في جولة الحوار القادمة، التي يفترض أن يكون موضوع الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان الموضوع الوحيد على طاولتها.‏
لقد أراد الصهاينة من توسيع عدوانهم على لبنان توجيه رسالة تهديد إلى المقاومة ورسالة تأييد إلى الطرف المقابل لها على الساحة اللبنانية، عسى أن تنجح هاتان الرسالتان في تعديل ميزان القوى "المتوازن" على الساحة اللبنانية، وتغليب وجهة نظر فريق على فريق آخر.‏
ولكن المعطيات التي جُمعت بعد انجلاء غبار القصف الصهيوني وغبار التهويل الإعلامي المعادي الذي رافقه، تشير إلى أن ما أراده الصهاينة لم يتحقق، وأنهم وقعوا مرة أخرى في الفخ.‏
على الصعيد العسكري لم تطابق حسابات الواقع الميداني أحلام الجنرالات القابعين في مقر قيادتهم في "العمق الصهيوني" أو في قيادة فرقة الجليل التي تعرضت للقصف، ولمس المقيمون فيها حقيقة الفعل المقاوم في مواجهة الاستخدام المعادي لوسائط قتالية من الطراز الرفيع.‏
وبدل أن تكون المعادلة الجديدة قائمة على القدرة الصهيونية والإحباط المقاوم، أحبط المقاومون الخطة الصهيونية وأجبروا الأعداء بشكل ملموس على تغيير التكتيكات المستخدمة في التحصين والتمركز في الشمال!‏
وإذا كان "صندوق البريد العسكري" قد رد الرسالة إلى مرسليها مع "التوضيحات" اللازمة، فإن "الصندوق السياسي" استقبل الرسالة إلى درجة الإعراب عن الترحيب بهذا التدخل، ولو من باب استخدام إدانة الاعتداءات الصهيونية على المناطق اللبنانية من أجل توجيه رسائل مسمومة في كل الاتجاهات، وإطلاق الأبواق السياسية والإعلامية لشن حملات عنيفة على خيار المقاومة وعلى سلاحها.‏
يمكن للذين كانوا ـ وما زالوا ـ يتساءلون عن جدوى بقاء المقاومة أن يستفيدوا من الذي حصل خلال هذا الأسبوع كي يقتنعوا بأن المقاومة هي الرد الوحيد على الرسائل الصهيونية المملوءة حقداً ودماراً وخبثاً، وأنها الوحيدة التي تستطيع أن "تفاجئ" العدو وتمنعه من التطاول على لبنان وكرامته وسيادته وحريته واستقلاله.. وهذا هو بالضبط معنى عيد المقاومة والتحرير الذي احتفل به لبنان هذا العام كأفضل ما يمكن أن يكون الاحتفال، حتى لو لم يحظَ ببركة الإعلان عنه عيداً رسمياً من قبل من بيدهم الأمر.‏
محمود ريا

السبت، مايو 27، 2006

the resistance will continue

May 25 is here once again. It is a day of days, a holiday, yet there are some people who want to remove its aspect of holiness.
It is a day of joy and for recalling the victory and it is the hope for a new victory.
It overlooks the villages that are still trying to awaken from the dream of freedom and find themselves wearing the costume of dignity, shaded by the resistance as a shield, and living independence as a certain reality in spite of the numerous skeptics.
It supervises the houses, among which numerous homes were destroyed and ruined. Suddenly, they were fortified against the invader, fenced by the eyelashes of the heroes who know no submission.
These heroes do not give attention to those who distort the history; hence, they try to write it according to the measurement of their advancing steps, within the shade of the expanding awesomeness of the freedom fighters. They will never be stopped by those who call for "neutrality" regarding the battle of self-defense; a battle that will never end as long as the enemy keeps kindling its aggression, stabilizing its occupation, cuffing the captives, and planting the "mines" deeply in our soil, air, policies and future.
This is the anniversary that returns in order to be celebrated not as an obligation or to evade blame. Instead, celebrating the anniversary maintains the meanings that revived the nation, and brought hope for the liberation of each piece of land after it was revealed that the liberation of a part is a preface for the liberation of all; and that he who can rout the enemy from one span of land can rout it from the entire land.
Happy Eid; the liberation will be accomplished God willing; the resistance will continue until all aims are achieved.

الأربعاء، مايو 24، 2006

عيدالانتصار

إنه الخامس والعشرون من أيار مرة أخرى‏
هو عيد، بالرغم من الذين يريدون أن يسلبوا عنه صفة العيد.‏
هو يوم فرح واستذكار للانتصار وأمل بنصر جديد.‏
يطل على القرى التي ما زالت تحاول الاستيقاظ من حلم الحرية، لتجد نفسها وقد تسربلت العز لباساً، واستظلت المقاومة متراساً، وعاشت الاستقلال واقعاً لا شك فيه، بالرغم من كثرة الشكّاكين.‏
يطل على البيوت التي دُمر منها الكثير، واستبيح الكثير، فإذا بها اليوم محصّنة في وجه الغازي، مسوّرة برموش أبطال لا يعرفون الاستكانة.‏
أبطال لا يلتفتون إلى العابثين بالتاريخ، يحاولون رسمه على قياس قاماتهم الواطئة، في ظل امتداد هامات المجاهدين، ولا يتوقفون عند داعين إلى "حياد" في معركة دفاع عن النفس لا تنتهي ما دام العدو يعمل على تسعير عدوانه، وتثبيت احتلاله وتكبيل الأسرى وزرع "الألغام" عميقاً في ترابنا وفي هوائنا وفي سياستنا وفي مستقبلنا.‏
هي الذكرى إذاً، تعود لا لنحييها قياماً بالواجب ورفعاً للعتب، وإنما لأن في إحياء الذكرى إبقاءً لمعانيها التي أحيت الأمة، وزرعت الأمل بتحرير كل الأرض بعد أن تبين أن تحرير الجزء هو تمهيد لتحرير الكل، وأن الذي يستطيع أن يدحر العدو من شبر من الأرض يمكنه أن يخرجه من كل الأرض.‏
عيد مبارك، تحرير يُستكمل إن شاء الله، ومقاومة مستمرة حتى تحقيق كل الأهداف.‏
محمود ريا‏

السبت، مايو 20، 2006

The wide smile of the general

The cramped office, which forms the general's "special operating room", did not obstruct the emergence of the great welcoming that began with an ironic reading of a bulletin that targeted his orange current. It ended with a "sudden" conversation on the "Orange TV" in the current's station, the birth of which is supposed to take place by the end of this year.
Perhaps the numerous maps hanging on the wall of the office suggest that the "operating room" has moved from Yarze to Rabye. However, the law books in the three languages, Arabic, English and French, occupying their prominent place at the forefront of the office explain that what the general reads nowadays does not relate to war or military tactics. Instead, they are books on politics, constitution, and the laws that organize the public life in Lebanon.
The meeting that was continuously associated with spontaneity for one and a half hours was vivid and rich, lacking any sudden reactions or provocations. Perhaps, this is because the general was relaxed, as he knows what he wants. And although the obstacles are to a great extent blocking his way to achieving his aims, yet this issue does not cause him much harm. This is because that which he seeks, he seeks not for himself. Instead, he is after an awakening, for which he sees that the time has come in the country that can no longer tolerate exploitation in the market of the international suzerainties.
For this reason, he can see that which differentiates him from "others", briefly differentiating between he who wants this country to be overwhelmed by the values of the homeland and citizen, and he "the other" who wants the relationship to remain as a relation of a company with its customers-- "There is a great difference between the two relationships."
The wide smile of the general can be sensed when he talks about the understanding which he signed with "Sayyed Hassan", as he often named him during the meeting. For instance, this understanding eliminated any possibility for Lebanon's return backwards and finally eliminated the possible occurrence of any sedition in Lebanon. It also created a stability that is based on the principle of everyone accepting everyone as well as set the rules from which the dialogue convention could not deviate. Hence, although modified on some occasions, they were embraced at more than one location and they pertained to more than one cause.
Why should he not smile?-while "we represent 80% of the Lebanese people across 80% of the Lebanese soil," and while "we have penetrated the sectarian barrier -The general said-."
The general has a lot to say about the majority and minority, about the Constitutional Council and contestations, about relations with Syria regarding which he maintained his attitude over the past years whereas "the others were the ones who changed their attitudes."
What if the "third general" reaches Baabda? What will change?
The reforms, the reforms which the Lebanese seek will be achieved. The general says, "There may exist a difficult stage, but it will be limited in time after which relief will come to light."
Mahmoud Raya

السبت، مايو 13، 2006

البولتونيون الجدد



"إن تعيينه.. يشبه تعيين مولع بالحرائق للإشراف على معمل للمفرقعات".‏
أطلق وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول هذه الكلمات لوصف جون بولتون، عندما اختاره الرئيس الأميركي ـ دون إرادة الكونغرس حتى ـ ليسلمه منصب مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أي الهيئة الأعلى في العالم التي ينبغي لها أن تفرض السلام والأمن الدوليين.‏
بولتون هذا، الذي يحرق "الأخضر واليابس" أينما حلّ وارتحل، والذي يجاهر حتى الثمالة في ولائه لـ"إسرائيل"، هو موضع تكريم اليوم.‏
طبعاً من يكرّمه ليس آرييل شارون (المقبور وهو لا يزال فوق التراب)، ولا بنيامين ناتانياهو وناتان شارنسكي.‏
من يكرّمه ليس غلاة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، الذين يعدّ واحداً من أوقح الصقور بينهم.‏
يكرّمه اليوم "سياديو لبنان" الجدد، على اختلاف أشتاتهم وتنوع انتماءاتهم الطائفية السياسية.‏
ولماذا تكريم جون بولتون دون غيره، يا "سياديي لبنان"؟‏
لأنه يقود معركة "استقلال لبنان" بكل فعالية من موقعه في مجلس الأمن الدولي.‏
وكيف يترجم هذه القيادة؟‏
.. بالمزيد والمزيد من الضغوط والتهديدات للبنانيين وللسوريين وللعرب أجمعين.‏
ويظنون.. أن هذه الضغوط كرمى لعيونهم!‏
يا لغبائهم، كي لا نقول يا لخساسة تآمرهم.‏
.. البولتونيون الجدد هم مصيبة لبنان، كما هم مصيبة أميركا نفسها.. فاحذروهم.‏
محمود ريا‏

الجمعة، مايو 12، 2006

لقاء مع الجنرال



لم يمنع ضيق المكتب الذي يشكل "غرفة العمليات الخاصة" بالجنرال ميشال عون من إظهار مساحة الترحيب الكبيرة التي بدأت بقراءة تهكمية لمنشور يستهدف تياره البرتقالي، وانتهت بحديث "على الواقف" عن "الأورانج تي في" محطة التيار التي يفترض أن تشهد ولادتها حركة عملية مع نهاية هذا العام.
ربما توحي الخرائط الكثيرة على جدران المكتب بأن "غرفة العمليات" انتقلت من اليرزة إلى الرابية، ولكن كتب القانون باللغات الثلاث، العربية والفرنسية والإنكليزية، التي أخذت مكانها البارز في صدر المكتب تدل على أن ما يقرأه الجنرال اليوم ليس كتب الحرب والتكتيك العسكري، وإنما كتب السياسة والدستور والقانون الناظمة للحياة العامة في لبنان.
اللقاء الذي لم تفارقه العفوية على مدى ساعة ونصف، كان غزيراً حيوياً، دون انفعال أو استفزاز، ربما لأن الجنرال مرتاح، وهو يعرف ماذا يريد، وإذا كانت العوائق كبيرة أمام تحقيق أهدافه، فهذا لا يضيره كثيراً، لأن ما يهدف إليه لا يريده لنفسه، وإنما من أجل القيام بنهضة يرى أنه حان وقتها في هذا البلد الذي لم يعد يحتمل المتاجرة به في سوق الوصايات الدولية.
من أجل ذلك يرى الفرق بينه وبين "غيره" ملخصاً باختلاف بين من يريد في هذا البلد أن تسود قيم الوطن والمواطن، فيما يرى أن هذا "الغير" يريد أن تبقى العلاقة علاقة شركة وزبائن، وشتّان بين هذين النوعين من العلاقات.
البسمة الأكبر عند الجنرال تتلمسها عندما يتحدث عن التفاهم الذي وقعه مع "السيد حسن" كما سمّاه أكثر من مرة في اللقاء، إذ أن هذا التفاهم ألغى أي إمكانية لعودة لبنان إلى الوراء، وألغى بشكل نهائي إمكانية حصول أي فتنة في لبنان، وخلق استقراراً يقوم على مبدأ قبول الجميع بالجميع وأرسى قواعد لم يستطع مؤتمر الحوار أن يخرج عنها، فتبناها ولو معدّلة في أكثر من مكان وحول أكثر من قضية.
ولماذا لا يبتسم، طالما "أننا نمثل ثمانين بالمئة من الشعب اللبناني بامتداد على ثمانين بالمئة من الأرض اللبنانية؟"، وطالما "أننا اخترقنا الحاجز الطائفي؟".
لدى الجنرال حديث كثير عن الأكثرية والأقلية، وعن المجلس الدستوري والطعون، وعن العلاقات مع سوريا التي ثبت في موقفه منها على مدى السنوات فيما "الآخرون هم الذين غيّروا مواقفهم"،
ماذا لو وصل "الجنرال الثالث" إلى بعبدا، وماذا سيتغير؟
الإصلاح، سيتحقق الإصلاح الذي يريده اللبنانيون، قد تكون هناك مرحلة صعبة، ولكنها مرحلة محدودة بوقت، وبعدها يكون.. الفرج.
محمود ريا

الاثنين، مايو 08، 2006

Bush's castle

What kind of dreams force the Americans to place their capital in a deal that can only lose regardless of time?
The $592 millions may be insignificant compared to the billions which Washington lost in its war on Iraq. Yet, wasting this amount of money in order to build "the largest US embassy in the world" remains tainted with silliness next to the US administration's attempt to provide evidence that the building which it is constructing in the capital city of Iraq, Baghdad, will be of true and complete use in the years to come .
The Americans are preparing this building to represent the center or the real regime for Iraq in the future. Therefore, they are implementing all methods that may contribute to rendering it a serviceable and entertaining center with a level that must fit the rulers of a large country like Iraq. A similar situation occurred when Saddam built his many palaces scattered throughout the different regions, which became floating dust, scattered after his collapse. Then, he was satisfied with a small cell, the walls of which may cave in further and further to turn into nothing but a mere grave.
Today, the Americans are ambitious and seek to make their presence on the Iraqi land immortal as Saddam did earlier, becoming the immortal leader of that country even if he had to crush the skulls of his own people.
Saddam has collapsed and the Americans will not remain. All that they can gain in the future is a simple apartment where a mission that administers the American interests can reside in the embassy of a neutral country in Baghdad, exactly as happened 28 years ago in Tehran.
On the other hand, the embassy, or "Bush's castle" as the Iraqis like to call it, symbolizes the occupation at present. In the future, it will symbolize nothing but the American defeat in this part of the world.
Mahmoud Raya

السبت، مايو 06، 2006

قصر بوش

أي أحلام تستبد بالأميركيين، حتى يضعوا أموالهم في صفقة لا بد أن تكون خاسرة، ولو طال الزمن.‏
قد يكون مبلغ 592 مليون دولار تافهاً أمام مئات المليارات التي خسرتها واشنطن في حربها على العراق، ولكن يبقى التفريط بمبلغ كهذا من أجل إقامة "أكبر سفارة أميركية بالعالم" مشوباً بشبهة السَّفَه حتى تستطيع الإدارة الأميركية تقديم أدلة على أن البناء الذي تشيده في العاصمة العراقية بغداد سيكون له استخدام حقيقي وكامل في السنوات المقبلة.‏
الأميركيون يعدّون هذا البناء ليكون مركز الحكم الحقيقي للعراق في المستقبل، وهم لذلك يجهزونه بكل الوسائل التي تساهم في جعله مركزاً خدمياً وترفيهياً على مستوى يليق.. بحكّام بلد كبير مثل العراق، تماماً كما كان يفعل صدام بقصوره الكثيرة التي نثرها في مختلف الأنحاء، لتصبح هباءً منثوراً بعد سقوطه المدوي، وليكتفي بعد ذلك بزنزانة صغيرة، قد تضيق عليه أكثر في الفترة المقبلة لتتحول إلى مجرد قبر.‏
واليوم يطمح الأميركيون لكي يخلّدوا وجودهم على الأرض العراقية كما كان صدام من قبلهم يطمع بتحوله إلى القائد الخالد لذلك البلد ولو على جماجم أبناء شعبه.‏
صدام سقط، والأميركيون لن يبقوا، وجلّ ما يمكن أن يحصلوا عليه في المستقبل شقة تقيم فيها بعثة رعاية المصالح الأميركية في سفارة دولة محايدة في بغداد، تماماً كما حصل قبل أكثر من ثمانية وعشرين عاماً في طهران.‏
أما السفارة، أو "قصر بوش" كما يسميها العراقيون، فهي رمز للاحتلال الآن، ولن تكون في المقبل من الأيام إلا رمزاً للهزيمة الأميركية في هذه المنطقة من العالم.‏
محمود ريا‏

الخميس، مايو 04، 2006

"Yellow Dragon" Visits" Homeland of "Uncle Sam":America Confused About Dealing with “Perilous Chance”

While the Chinese President Hu Jintao resided on American land during his first official visit to the USA since he received his position, the US administration was still reviewing the dossiers of his first visit to the American continent last November.
However, the interest was not focused on the rounds of the past alone. In addition, it focused on the steps which China took in its talks with Australia – the US distinguished ally – pertaining to the investment of the Australian Uranium mines. For the first time, the US administration hears the spokesman of the Australian Foreign Ministry saying that his country did not need the permission of the US administration regarding each step it may take.
From the “past” to the future, the Americans have been accurately observing the following stations on the rounds of the Chinese president, which led him to each of Saudi Arabia in Asia as well as to Morocco, Nigeria and Kenya in Africa.
What are the similarities of all these stations? Why does the US focus on observing the Chinese movement around the world?
The secret lurks in one word: energy.
The US concern towards the Chinese movement, which is concomitant with the flow of the Chinese investments worldwide, has its justifications from the US administration angle. It mainly launches from a dilemma which this administration faces as its precedent administrations and the administrations that will succeed. How will it deal with Chinese power which has gone out of its control pertaining to its multi-faced and multi-dimensional progression?
At the very moment of receiving the Chinese President for the first time on US land, division overwhelms the attitude of the cream and centers of research as well as the US officials as they answer simple questions: What is China with respect to us? Is it an enemy (present or future)? Is it a challenge that must be contained through finding the different adequate means? Is it a chance that must be exploited to enhance the US gains on the level of the state and individuals?
Anyone who presents these suggestions will find or not find those who will support him. There are different viewpoints and each team relies on the facts it possesses and will regard them from its own angle.
For example, let us regard the issue of energy. We will find that there is a kind of understanding among the majority of the US viewpoints which reflects a concern towards the Chinese policy regarding the energy issue.
This concern does not stop at the Chinese growing consumption of petrol, which reaches at present more than 6 million barrels a day, and may reach 10 million barrels in year 2010. The concern increases to touch on the Chinese ambitious project that is based on the principle of constructing 3 new nuclear plants each year for the next 20 years. This means gigantic consumption of raw uranium worldwide.
However, this viewpoint finds some protestors in the same US. This is why the voices were raised to criticize the concern that was frankly expressed by the US President George Bush pertaining to the energy policy in China.
These voices are ironically asking: How can the US be concerned about the effects, which the Chinese consumption of oil may reflect on the prices, environment and world economy, when the US is consuming almost three times the amount of the Chinese consumption of oil, knowing that the number of the population in the US does not even exceed a quarter of that of China?
Nonetheless, the US concern does not only fountain from the direct effects of the Chinese consumption of oil; rather, from the means which Beijing is employing in order to obtain larger quantities of this vital substance.
For instance, the US keeps sending multi-national oil companies to invest in the petrol sources of the poor and growing countries without giving consideration to the human beings that live around the petrol wells. On the other hand, China, at the beginning of its “petrol campaign”, sends teams that construct infrastructure and offer health services as well as opening its universities for the students of the “targeted” counties. Hence, it would offer to the countries, with which it wishes to establish good rapport, an irresistible and integrated “prescription of growth”, giving the yellow dragon incomparable supremacy in competing with the western privileges.
At this point, the story surfaced regarding the concern that is overwhelming the American mediums pertaining to the commercial and political rapport that is growing indescribably fast with the states of Latin America, particularly those which oppose the USA. The rapport is also growing with African states, which are almost becoming – according to the category that came from Washington – US protectorates.
Perhaps the digital language can clarify the picture further. For example, the size of the commercial exchanges between the states of Latin America and China has doubled four times since 2000 to reach $50 billions. Besides, half of the Chinese foreign investments go directly to Latin America. This figure, the Chinese officials say, may reach $100 billions by the end of this decade.
Also in Africa, the sum of the commercial exchange between Africa and China rose from $12 millions in 1950 to reach $39.74 millions in 2005. The evidence is in the Chinese exports that excelled the US exports in the continent in 2003 pertaining to size and volume.
This Chinese “daring” in the zones, which were regarded by the US as its rear garden (Latin America), or in China's future quest (Africa) after snatching it from the claws of the French unjust influence, led to the holding of elevated meetings between officials of the two countries (The USA and China). The “problem” was discussed with all of its aspects. The US did not forget to open the dossier of China’s armament of the countries of Latin America and the different African countries. This issue incited many reservations at the US officials because it drew from their hands the monopoly card pertaining to the strengthening of the regimes which they like and the besieging of the officials whom they dislike.
In addition, the dossier of arming the other countries does not veil another US real concern which Washington leaders keep trying to conceal from time to time using diplomatic terms, still, this attempt does not hinder the matter from brilliantly surfacing. This is the US concern towards China becoming a real superpower, a superpower that competes with the US on the strategic level, not only on the economic level.
This concern was apparent in the strategic report of the US national security that was published by Washington last March. It included clear warnings about the “danger” which China holds towards the US on the strategic level. This issue incited a violent reaction from Beijing. It was expressed by the spokesman of the Chinese foreign ministry, Qin Gang, who said, “China has expressed its strong resentment towards these wrong actions of the US and has presented protests in strong language to the US side.”
The American information formally disseminated or leaked to the media as part of a programmed campaign that aims to favor a certain viewpoint inside the US, indicated that China is hiding the real sum of its military expenditure. Sources of the US ministry of war estimate that the Chinese military budget reaches $90 billions. Meanwhile, the official figures, which the Chinese ministry of defense is circulating, do not exceed $3 billions.
All these matters were presented at the dialogue table during the visit of the Chinese president to Washington. The visit was unfruitful, as it seemed, in finding solutions regarding the existing problems between the two countries, certainly topped by the issue of the deficit in the commercial balance between Washington and Beijing, which is strongly sloping in favor of the yellow dragon. This does not mean that this situation will inflict direct and real damages on the country of Uncle Sam, which will receive a great share of the income that reaches the Chinese land because several companies that work on the Chinese soil are originally American.
Although figure $202 billions (representing the US commercial deficit towards China in 2005) may be a fascinating number, yet some strategic intellectuals see in this economic relationship, a pressurizing factor on the Chinese policy more than on the US policy because the Chinese economic growth that passed 10% during the first quarter is mainly tied to exports to the US. This means that China depends on the US markets in order to preserve the strength of its economy.
In the shade of these interlaced and forked relations between the giant countries, the visit of Hu Jintao to Washington and his sixth meeting with George W. Bush, since he sat in the Chinese chair in 2003 – Bush visited China last November and there were other summits – was an attempt to draw a new roadmap that may lead to the clarification of the US stance towards China, providing that China draws its road towards the top on the level of the world.

what happened will happen again

George W. Bush is the only one left in this world to use the term “Cedars Revolution” to describe the events in Lebanon last year.
Even the leaders of the Zionist entity are bored from using this term because they suddenly discovered that it did not mean anything on the land of realty.
The Zionists – and Americans – encouraged the changes which Lebanon witnessed over the past year of 2005, thinking that these changes will lead to the achievement of that which they could not achieve, hoping that it will happen through the force of politics, eliminating the resistance, spiritually, willingly, mannerly, or militarily.
At present, someone seems to have bumped into the wall. Hence, he returned to say: “It’s not, what, where, something, this is.”
These words were written in Hebrew a few days ago by Eyal Zeser, an expert in the Syrian and Lebanese affairs, in the newspaper of Yediot Ahronot.
These words can be translated as: what happened will happen again.
This means no change, no “progress”, no achievement of the Zionist rosy hopes that the Lebanese will ruin their homes by their own hands after the Zionists failed to do so through their giant war machines.
He who remains in Lebanon is thinking with a Bushist mentality, and is after demands which are the same Zionist demands (without this necessarily meaning that he is one of them or even cooperating with them). What he is being told in eloquent Arabic, which lacks any English, French or Hebrew accent, is this: what happened will happen again.

Mahmoud Raya

الاثنين، مايو 01، 2006

"ما كان هو ما سيكون"

لم يبق في العالم من يستعمل مصطلح "ثورة الأرز" لوصف ما حصل في لبنان خلال العام الماضي إلا جورج دابليو بوش.‏
حتى قادة الكيان الصهيوني ملّوا من استعمال هذا المصطلح الذي اكتشفوا فجأة أنه بات لا يعني شيئاً على أرض الواقع.‏
لقد شجع الصهاينة ـ والأميركيون ـ التغييرات التي شهدها لبنان على مدى العام 2005 ظناً منهم أن هذه التغييرات ستؤدي إلى تحقيق ما عجزوا هم عن تحقيقه، سواء بالقوة أو بالسياسة: القضاء على المقاومة، روحاً وإرادة وموقفاً وسلاحاً.‏
اليوم، يبدو أن هناك من اصطدم بالحائط، فعاد ليقول:‏
"ما ها ياهو شي يهيي".‏
هي كلمات بالعبرية كتبها الخبير الصهيوني بالشؤون السورية واللبنانية أيال زيسر في صحيفة يديعوت أحرونوت قبل أيام.‏
يمكن ترجمة هذه الكلمات على الشكل التالي: ما كان هو الذي سيكون.‏
أي لا تغيير، لا "تقدم"، لا تحقيق للآمال الصهيونية الوردية بأن يخرب اللبنانيون بيوتهم بأيديهم بعد أن عجز الصهاينة عن تخريبها بآلتهم الحربية العملاقة.‏
أما من بقي في لبنان يفكر بعقلية بوشية، ويطالب بمطالب لا يطلبها إلا الصهاينة (دون أن يعني هذا بالضرورة أنه منهم أو ينسق معهم) فما يقال له بعربية فصحى، ليست فيها أي لكنة إنكليزية أو فرنسية أو عبرية هو التالي: ما كان هو الذي سيكون.‏
محمود ريا‏

الجمعة، أبريل 28، 2006

التنين الأصفر في بلاد العم سام: أميركا مرتبكة في التعامل مع "الفرصة الخطرة"


بينما كان الرئيس الصيني هيو جنتاو مقيماً على الأرض الأميركية في زيارته الرسمية الأولى إلى الولايات المتحدة منذ تسلمه منصبه، كانت الإدارة الأميركية لا تزال تراجع ملفات الجولة التي قام بها جنتاو في القارة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.‏
ولكن الاهتمام لم يكن منصباً على هذه الجولة من الماضي فقط، وإنما أيضاً على الخطوات التي قطعتها الصين في محادثاتها مع أوستراليا ـ الحليفة المميزة لواشنطن ـ حول استثمار مناجم اليورانيوم الأوسترالية، حيث سمعت الإدارة الأميركية لأول مرة المتحدث باسم وزارة الخارجية في كانبيرا وهو يقول إن بلاده ليست مضطرة للحصول على إذن الإدارة الأميركية حول كل خطوة تقوم بها.‏
ومن "الماضي" إلى المستقبل، كان الأميركيون يتابعون بدقة أيضاً المحطات التالية من جولة الرئيس الصيني، والتي قادته إلى كل من السعودية في آسيا، والمغرب ونيجيريا وكينيا في أفريقيا.‏
ما الذي يجمع بين كل هذه المحطات، ولماذا توزع الولايات المتحدة اهتماماتها في ملاحقة الحركة الصينية حول العالم؟‏
السر يكمن في كلمة واحدة: الطاقة‏
القلق الأميركي من الحركة الصينية المتلازمة مع دفق للاستثمارات الصينية حول العالم له ما يبرره من منظور الإدارة الأميركية، وهو ينطلق بالأساس من معضلة تواجه هذه الإدارة، كما التي سبقتها والتي ستليها، وهي كيفية التعامل مع القوة الصينية التي خرجت عن السيطرة في نموها المختلف الأوجه والمتعدد الاتجاهات.‏
وفي لحظة استقبال الرئيس الصيني لأول مرة على الأرض الأميركية كان الانقسام لا يزال هو سيد الموقف لدى النخب ومراكز البحوث والمسؤولين في الولايات المتحدة في الإجابة عن سؤال بسيط: ما هي الصين بالنسبة لنا، هل هي عدو (حالي أو مستقبلي)، هل هي تحدّ ينبغي إيجاد الوسائل المناسبة لاحتوائه، هل هي فرصة لا بد من اغتنامها من أجل تعزيز المكاسب الأميركية على مستوى الدولة وعلى مستوى الأفراد؟‏
كل طرح من هذه الطروحات له من يؤيده في الولايات المتحدة، وتختلف وجهات النظر بين هذا الفريق وذاك حسب المعطيات التي يملكها كل طرف، وحسب الزاوية التي ينظر منها إلى الأمور.‏
فلنأخذ منظور الطاقة مثلاً، فنجد أن هناك نوعاً من التفاهم لدى أغلبية وجهات النظر الأميركية على القلق من السياسة الصينية تجاه موضوع الطاقة.‏
ولا يقف القلق عند الاستهلاك الصيني المتنامي للبترول، والذي يزيد حالياً عن ستة ملايين برميل يومياً، وقد يصل في العام 2010 إلى عشرة ملايين برميل، وإنما يتوسع ليشمل القلق من المشروع الصيني الطموح الذي يقوم على أساس إنشاء ثلاثة مفاعلات نووية جديدة كل عام خلال السنوات العشرين المقبلة، وهو ما يعني امتصاصاً ضخماً لخامات اليورانيوم في أنحاء العالم.‏
إلا أن وجهة النظر هذه تجد من يعارضها في الولايات المتحدة نفسها، ولذلك علت أصوات تنتقد القلق الذي أبداه الرئيس الأميركي جورج بوش صراحة حول سياسة الطاقة في الصين.‏
وتتساءل هذه الأصوات بسخرية: كيف يمكن للولايات المتحدة أن تقلق من الآثار التي يتركها استهلاك الصين للنفط على الأسعار وعلى البيئة وعلى الاقتصاد العالمي، في حين أن الولايات المتحدة تستهلك حوالى ثلاثة أضعاف الاستهلاك الصيني من النفط، في حين أن عدد سكانها لا يزيد عن ربع عدد سكان الصين؟‏
إلا أن القلق الأميركي لا ينبع فقط من الآثار المباشرة للاستهلاك الصيني للنفط، وإنما من الوسائل التي تستعملها بكين للحصول على كميات أكبر من هذه المادة الحيوية.‏
ففي حين ترسل الولايات المتحدة الشركات المتعددة الجنسيات من أجل استثمار الموارد البترولية من الدول الفقيرة والنامية دون النظر إلى ما يحيط بآبار البترول من بشر، ترسل الصين في طليعة "حملتها البترولية" فرق إنشاء البنى التحتية وتقديم الخدمات الصحية وتفتح جامعاتها لطلاب الدول "المستهدفة"، فتقدم للدول التي ترغب في إقامة علاقات شراكة معها "وصفة تنمية" متكاملة لا يمكن مقاومتها، الأمر الذي يعطي التنين الأصفر تفوقاً لا يقارن في التنافس مع الامتيازات الغربية.‏
من هنا كان الحديث عن القلق الذي يسود الآن الأوساط الأميركية من العلاقات التجارية والسياسية التي تتنامى بسرعة تفوق الوصف مع دول أميركا اللاتينية، ولا سيما مع تلك التي تقف في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك مع دول أفريقيا التي يكاد بعضها تصبح ـ حسب الوصف القادم من واشنطن ـ محميات أميركية.‏
ولعل في لغة الأرقام بعض توضيح للصورة، فحجم المبادلات التجارية بين دول أميركا اللاتينية والصين تضاعف أربع مرات منذ سنة 2000 ليصل إلى 50 مليار دولار، كما أن نصف استثمارات الصين الخارجية المباشرة تقريباً يذهب إلى أميركا اللاتينية، وهو رقمٌ يقول المسؤولون الصينيون إنه قد يصل إلى 100 مليار دولار بنهاية العقد الحالي.‏
وفي أفريقيا ارتفع حجم التبادل التجارى الصينى الافريقي من 12 مليون دولار اميركي عام 1950 الى 39.74 مليار دولار اميركي عام 2005. وليس أدل على ذلك من تفوق الصادرات الصينية على الأميركية للقارة في عام 2003, من حيث الحجم والسعة.‏
وقد أدى هذا "التطاول" الصيني على مناطق كانت الولايات المتحدة تعتبرها حديقتها الخلفية (أميركا اللاتينية)، أو أنها تسعى لجعلها كذلك في المستقبل بعد اقتناصها من براثن النفوذ الفرنسي الطاغي (أفريقيا) إلى عقد اجتماعات مكثفة بين مسؤولين من الدولتين (الولايات المتحدة والصين). وقد تمت مناقشة "المشكلة" من جوانبها كافة، ولم تنسَ الولايات المتحدة فتح ملف تسليح بكين لدول أميركا اللاتينية والدول الأفريقية المختلفة، وهو أمر يثير الكثير من التحفظ لدى المسؤولين الأميركيين، لأنه يسحب من يدهم ورقة احتكار تقوية من يشاؤون من الأنظمة، ومحاصرة من لا يعجبهم من المسؤولين.‏
على أن ملف تسليح الدول الأخرى لا يحجب قلقاً أميركياً آخر، أو لنقل إنه القلق الأميركي الحقيقي الذي يحاول قادة واشنطن تغليفه من حين لآخر بالعبارات الدبلوماسية دون أن يمنع ذلك من ظهوره إلى العلن بشكل فاقع، ألا وهو القلق من الصين كقوة عظمى حقيقية، أي قوة عظمى منافسة للولايات المتحدة على المستوى الاستراتيجي، وليس على المستوى الاقتصادي فحسب.‏
وقد برز هذا القلق واضحاً في التقرير الاستراتيجي للأمن القومي الأميركي الذي نشرته واشنطن في شهر آذار/ مارس الماضي، والذي تضمن تحذيرات واضحة من "الخطر" الذي تشكله الصين للولايات المتحدة على المستوى الاستراتيجي، وهو الأمر الذي أثار رد فعل عنيفاً في بكين، وقد عبر عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين كانغ الذي قال "إن الصين اعربت عن امتعاضها الشديد إزاء هذه الأفعال الخاطئة من جانب الولايات المتحدة، وقدمت احتجاجات شديدة اللهجة إلى الجانب الأميركي".‏
وتشير المعلومات الأميركية الموزعة بشكل رسمي، أو المسرّبة إلى وسائل الإعلام ضمن حملة مبرمجة تهدف إلى تغليب وجهة نظر على أخرى داخل الولايات المتحدة، إلى أن الصين تخفي الرقم الحقيقي لإنفاقها العسكري، وتقدر مصادر وزارة الحرب الأميركية الميزانية العسكرية للصين بتسعين مليار دولار، في حين تعلن الأرقام الرسمية التي توزعها وزارة الدفاع الصينية أن هذا الرقم لا يزيد عن ثلاثين مليار دولار.‏
كل هذه القضايا كانت على طاولة الحوار خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني إلى واشنطن، والتي لم تنجح على ما يبدو في إيجاد حلول للعديد من المشاكل القائمة بين البلدين وعلى رأسها بلا شك مسألة العجز في الميزان التجاري بين واشنطن وبكين والذي يميل بشدة لمصلحة التنين الأصفر، دون أن يعني ذلك ضرراً مباشراً وحقيقياً لبلاد العم سام التي تأخذ حصة كبيرة من المردود الذي يصل إلى الأرض الصينية، كون العديد من الشركات التي تعمل على تلك الأراضي هي في الأصل شركات أميركية.‏
وإذا كان رقم 202 مليار دولار (العجز التجاري الأميركي تجاه الصين عام 2005) هو رقم خيالي فعلاً، فإن بعض المفكرين الاستراتيجيين يرون في هذه العلاقة الاقتصادية عامل ضغط على السياسة الصينية يفوق ما يشكله من ضغط على الولايات المتحدة، لأن النمو الاقتصادي الصيني الذي زاد عن العشرة بالمئة في الربع الأول من هذا العام مرتبط بشكل أساسي بالتصدير إلى الولايات المتحدة، مع ما يعنيه ذلك من ارتهان صيني للأسواق الأميركية من أجل الحفاظ على قوة اقتصادها.‏
في ظل هذه العلاقات المتشابكة والمتفرعة بين البلدين العملاقين، تبدو زيارة هيو جنتاو إلى واشنطن ولقاؤه السادس مع جورج دابليو بوش منذ تسلمه الرئاسة في الصين عام 2003 (بوش زار الصين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وجرت اللقاءات الأخرى في لقاءات قمة مختلفة) كمحاولة لرسم خارطة طريق جديدة تقود إلى توضيح الموقف الأميركي من الصين، ما دام أن الصين قد رسمت طريقها نحو الوصول إلى القمة على مستوى العالم.‏
محمود ريا‏

الثلاثاء، أبريل 25، 2006

“This is economy stupid,”

The Chinese President Hu Jintao began his visit to the U.S., arriving from the far west of the country. He chose the city of Seattle to be his first station.
The geographic factor may play a significant role in defining the line of the visit because the Chinese President crossed the Pacific Ocean to reach the country of Uncle Sam. He had to land in the west before moving to the capital city.

However, the meetings that took place in that city, which is more than 4000 km from Washington DC, urge one to think about the reasons of choosing this course of the journey. The guest president preferred – or perhaps was determined – to meet the founder of Microsoft Company, Bill Gates, before meeting President George Bush. He also visited the factory of the giant aircrafts Boeing, before endorsing the record of honor in the white bureau of the White House. This issue perhaps “discloses” the main aims behind this visit.

Anyhow, all that the Chinese President will receive from his American counterpart will not be as comforting as that which he received from his other “counterpart” Gates. In Seattle, they spoke about ways of future cooperation whereas in Washington the talks will be – something like reprehension – regarding the pressure which China causes to the world oil market as a result of its accelerating demand of energy, which may reach 10 million barrels a day in year 2010, reported the New York Times.

“This is economy stupid,” they said it once to Bush the father when he was defeated in the presidential elections in 1991. And it must be repeated to Bush the son, as he lives the moments of the accelerating collapse before the Chinese president and the world.