(الكاريكاتور من جريدة الانتقاد الالكترونية بريشة الصديق عبد الحليم حمود)
لو قالوا لنا لكنّا جهّزنا أنفسنا، لبسنا أحلى الثياب، ووضعنا أغلى العطور، ووقفنا بالصف، لا بل جماعات وراء جماعات، لنستقبل مبعوثة حمامة السلام بوش إلى ديارنا العامرة.
لو أنهم فقط أعلمونا بالزائرة وبالزيارة، لكنا أدرنا الأعراس ونزلنا إلى باحات الدبكة والحوربة، ولبقينا نسير على رجل واحدة من المطار إلى كل مكان حطّت فيه الوزيرة المهيوبة، عسى أن نحظى ببعض نظرة أو ننعم ببسمة، فهي وزعت الكثير منها.. وطبعاً لا نطمح إلى أكثر من ذلك، فالقبلات مخصصة لأولئك الذين يعرفون كيف ينفذون الأوامر على نحو دقيق.. وكلما كانت الاستجابة سريعة ومريحة، كان العناق أكثر علنية و"صدقاً".
لقد رأينا ذلك في السابق، شاهدناه في عز الأزمة، عندما كانت بيوتنا تضرب، وأطفالنا يقتلون، وكانت القنابل الأميركية تنهمر على قرانا ومدننا، وكانت الحرب الإسرائيلية المدارة من السيد بوش والآنسة كونداليزا تحاول أن تسلبنا مقاومتنا وكرامتنا وقرارنا، يومها شاهدنا ضيفتنا (المفاجئة) تعبّر عن عواطفها الكبيرة لمن يفترض أن يكون رئيس حكومتنا، لا رئيس حكومة العدو الذي يقصفنا، ويومها سألنا: لماذا هذا التكريم الزائد عن الحد؟ وفي الأيام التي تلت عرفنا الحقيقة.
اليوم تأتي رايس مرة أخرى، ولكن الحال غير الحال، والأوامر التي اجتهد المرحبون من أجل تنفيذها لم تنفّذ، تاركة الخيبة في نفوس القادمين وفي نفوس "المقيمين".
اليوم تأتي والمؤامرة التي تلت العدوان قد سقطت أيضاً، وتلاشت كل مفرداتها. لا بل بات المشروع الذي يقف وراءها أثراً بعد عين.
من أجل ذلك أتت خفية، وأتت فجأة، ولو استطاعت لأتت خلسة.
فهي لا تتوقع صنوف التطبيل والتزمير، ولا ترتقب الزغاريد والتهليل، وإنما كل ما تتوقعه غضبة شعب عانى الكثير منها ومن إدارتها ومن نظامها، ومن أجل ذلك اختصرت الاستقبالات الرسمية واكتفت بمرور سريع، فالمريب يكاد يقول خذوني.
لو عرفنا أنها آتية لاستقبلناها كما يليق.
على كل حال، لا مانع من أن نقول لها ما في قلوبنا:
لا أهلاً بك كونداليزا.
محمود ريا
لو أنهم فقط أعلمونا بالزائرة وبالزيارة، لكنا أدرنا الأعراس ونزلنا إلى باحات الدبكة والحوربة، ولبقينا نسير على رجل واحدة من المطار إلى كل مكان حطّت فيه الوزيرة المهيوبة، عسى أن نحظى ببعض نظرة أو ننعم ببسمة، فهي وزعت الكثير منها.. وطبعاً لا نطمح إلى أكثر من ذلك، فالقبلات مخصصة لأولئك الذين يعرفون كيف ينفذون الأوامر على نحو دقيق.. وكلما كانت الاستجابة سريعة ومريحة، كان العناق أكثر علنية و"صدقاً".
لقد رأينا ذلك في السابق، شاهدناه في عز الأزمة، عندما كانت بيوتنا تضرب، وأطفالنا يقتلون، وكانت القنابل الأميركية تنهمر على قرانا ومدننا، وكانت الحرب الإسرائيلية المدارة من السيد بوش والآنسة كونداليزا تحاول أن تسلبنا مقاومتنا وكرامتنا وقرارنا، يومها شاهدنا ضيفتنا (المفاجئة) تعبّر عن عواطفها الكبيرة لمن يفترض أن يكون رئيس حكومتنا، لا رئيس حكومة العدو الذي يقصفنا، ويومها سألنا: لماذا هذا التكريم الزائد عن الحد؟ وفي الأيام التي تلت عرفنا الحقيقة.
اليوم تأتي رايس مرة أخرى، ولكن الحال غير الحال، والأوامر التي اجتهد المرحبون من أجل تنفيذها لم تنفّذ، تاركة الخيبة في نفوس القادمين وفي نفوس "المقيمين".
اليوم تأتي والمؤامرة التي تلت العدوان قد سقطت أيضاً، وتلاشت كل مفرداتها. لا بل بات المشروع الذي يقف وراءها أثراً بعد عين.
من أجل ذلك أتت خفية، وأتت فجأة، ولو استطاعت لأتت خلسة.
فهي لا تتوقع صنوف التطبيل والتزمير، ولا ترتقب الزغاريد والتهليل، وإنما كل ما تتوقعه غضبة شعب عانى الكثير منها ومن إدارتها ومن نظامها، ومن أجل ذلك اختصرت الاستقبالات الرسمية واكتفت بمرور سريع، فالمريب يكاد يقول خذوني.
لو عرفنا أنها آتية لاستقبلناها كما يليق.
على كل حال، لا مانع من أن نقول لها ما في قلوبنا:
لا أهلاً بك كونداليزا.
محمود ريا