إنه الخامس والعشرون من أيار مرة أخرى
هو عيد، بالرغم من الذين يريدون أن يسلبوا عنه صفة العيد.
هو يوم فرح واستذكار للانتصار وأمل بنصر جديد.
يطل على القرى التي ما زالت تحاول الاستيقاظ من حلم الحرية، لتجد نفسها وقد تسربلت العز لباساً، واستظلت المقاومة متراساً، وعاشت الاستقلال واقعاً لا شك فيه، بالرغم من كثرة الشكّاكين.
يطل على البيوت التي دُمر منها الكثير، واستبيح الكثير، فإذا بها اليوم محصّنة في وجه الغازي، مسوّرة برموش أبطال لا يعرفون الاستكانة.
أبطال لا يلتفتون إلى العابثين بالتاريخ، يحاولون رسمه على قياس قاماتهم الواطئة، في ظل امتداد هامات المجاهدين، ولا يتوقفون عند داعين إلى "حياد" في معركة دفاع عن النفس لا تنتهي ما دام العدو يعمل على تسعير عدوانه، وتثبيت احتلاله وتكبيل الأسرى وزرع "الألغام" عميقاً في ترابنا وفي هوائنا وفي سياستنا وفي مستقبلنا.
هي الذكرى إذاً، تعود لا لنحييها قياماً بالواجب ورفعاً للعتب، وإنما لأن في إحياء الذكرى إبقاءً لمعانيها التي أحيت الأمة، وزرعت الأمل بتحرير كل الأرض بعد أن تبين أن تحرير الجزء هو تمهيد لتحرير الكل، وأن الذي يستطيع أن يدحر العدو من شبر من الأرض يمكنه أن يخرجه من كل الأرض.
عيد مبارك، تحرير يُستكمل إن شاء الله، ومقاومة مستمرة حتى تحقيق كل الأهداف.
محمود ريا