مع أن هذه الزاوية تحمل عنوان "بدون تعليق"، إلا أن هناك أخباراً لا يمكن أن تمر دون أن يتوقف المتابع عندها، كالخبر الذي يقول إن السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان صرح بعد زيارته قائد القوات اللبنانية سمير جعجع قائلاً إن بلاده "لن تتدخل في لعبة أسماء المرشحين" في الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
لا بأس من الإشارة قبل "التعليق" عند بعض "التفاصيل الصغيرة" المتعلقة باللقاء، فهو "استمر لمدة تسعين دقيقة"، و"تخللته خلوة بين جعجع وفيلتمان".
كل هذه المعطيات تجعل من الخبر نموذجياً للتعليق عليه، ابتداءًا من أشخاصه، مروراً بـ "ظروفه" وما حصل فيه، وصولاً إلى التصريح بعده.
السفير الأميركي يزور قائد القوات لمدة تسعين دقيقة، هذا يدفع اللبنانيين إلى التعوّذ بالله من الشيطان الرجيم.
السفير الأميركي يعقد خلوة مع قائد القوات، وهذا يدفع الكثيرين إلى تحسس رؤوسهم، وخصوصاً في هذه الظروف الدقيقة، حيث تتصاعد النبوءات عن الاغتيالات، و"أكثرها مصداقية" تلك التي تصدر من معراب.
أما ما يجعل الموقف أكثر غرابة، فهو التصريح الذي صدر عن السفير الأميركي بعد اللقاء، ولا سيما تلك النقطة المتعلقة بـ "عدم تدخل" الولايات المتحدة في لعبة الأسماء المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية.
هذا التصريح يجعل من جملة مستهلكة ومستخدمة كثيراً كجملة "شر البليّة ما يضحك" تستعيد نضارتها، وتقفز إلى الذهن مباشرة، وذلك نظراً لما يحويه هذا التصريح من تناقضات.
فالولايات المتحدة الأميركية التي لم تترك كبيرة ولا صغيرة في لبنان إلا وتدخلت فيها، إلى حد أن "مندوبها السامي" بات يقدم رأيه في تعيين حُجّاب في بلدية نائية في أقصى شمال لبنان أو جنوبه، تتعفف عن التدخل في تحديد اسم رئيس الجمهورية المقبل.
ولا يحلو لهذا المندوب السامي أن يطلق تصريحه إلا من معراب، التي أعلن "نزيلها" أنه هو وحده يحق له أن يحدد من هم "المؤهلون" لمنصب رئاسة الجمهورية من بين الموارنة.
فإذا لم يكن جعجع وفيلتمان يقرران من يريدان رئيساً للجمهورية فماذا كانا يفعلان؟ هل كانا يتناقشان في الاضطرابات في بورما، أم يبحثان أزمة الاحترار العالمي؟
وإذا كان فيلتمان وبلاده بعيدين عن لعبة تحديد الأسماء فهل يتركان لـ "حلفائهما" في لبنان مهمة الدخول في اللعبة؟
وسؤال آخر على الهامش: لماذا تتلاقى تلميحات فيلتمان مع تصريحات أشد المخلصين له في نعي أي إمكانية للتوافق على الساحة اللبنانية، إلى حد وصف إمكانية حصول هذا التوافق بأنه أمر "شبه مستحيل"؟
بعد الضحك من كثرة المرارة، يحق للبناني أن يتوقف قليلاً ليسأل ماذا كان يفعل فيلتمان حقاً عند جعجع، وأي مصائب سنشهدها بعد هذا اللقاء؟
لا بأس من الإشارة قبل "التعليق" عند بعض "التفاصيل الصغيرة" المتعلقة باللقاء، فهو "استمر لمدة تسعين دقيقة"، و"تخللته خلوة بين جعجع وفيلتمان".
كل هذه المعطيات تجعل من الخبر نموذجياً للتعليق عليه، ابتداءًا من أشخاصه، مروراً بـ "ظروفه" وما حصل فيه، وصولاً إلى التصريح بعده.
السفير الأميركي يزور قائد القوات لمدة تسعين دقيقة، هذا يدفع اللبنانيين إلى التعوّذ بالله من الشيطان الرجيم.
السفير الأميركي يعقد خلوة مع قائد القوات، وهذا يدفع الكثيرين إلى تحسس رؤوسهم، وخصوصاً في هذه الظروف الدقيقة، حيث تتصاعد النبوءات عن الاغتيالات، و"أكثرها مصداقية" تلك التي تصدر من معراب.
أما ما يجعل الموقف أكثر غرابة، فهو التصريح الذي صدر عن السفير الأميركي بعد اللقاء، ولا سيما تلك النقطة المتعلقة بـ "عدم تدخل" الولايات المتحدة في لعبة الأسماء المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية.
هذا التصريح يجعل من جملة مستهلكة ومستخدمة كثيراً كجملة "شر البليّة ما يضحك" تستعيد نضارتها، وتقفز إلى الذهن مباشرة، وذلك نظراً لما يحويه هذا التصريح من تناقضات.
فالولايات المتحدة الأميركية التي لم تترك كبيرة ولا صغيرة في لبنان إلا وتدخلت فيها، إلى حد أن "مندوبها السامي" بات يقدم رأيه في تعيين حُجّاب في بلدية نائية في أقصى شمال لبنان أو جنوبه، تتعفف عن التدخل في تحديد اسم رئيس الجمهورية المقبل.
ولا يحلو لهذا المندوب السامي أن يطلق تصريحه إلا من معراب، التي أعلن "نزيلها" أنه هو وحده يحق له أن يحدد من هم "المؤهلون" لمنصب رئاسة الجمهورية من بين الموارنة.
فإذا لم يكن جعجع وفيلتمان يقرران من يريدان رئيساً للجمهورية فماذا كانا يفعلان؟ هل كانا يتناقشان في الاضطرابات في بورما، أم يبحثان أزمة الاحترار العالمي؟
وإذا كان فيلتمان وبلاده بعيدين عن لعبة تحديد الأسماء فهل يتركان لـ "حلفائهما" في لبنان مهمة الدخول في اللعبة؟
وسؤال آخر على الهامش: لماذا تتلاقى تلميحات فيلتمان مع تصريحات أشد المخلصين له في نعي أي إمكانية للتوافق على الساحة اللبنانية، إلى حد وصف إمكانية حصول هذا التوافق بأنه أمر "شبه مستحيل"؟
بعد الضحك من كثرة المرارة، يحق للبناني أن يتوقف قليلاً ليسأل ماذا كان يفعل فيلتمان حقاً عند جعجع، وأي مصائب سنشهدها بعد هذا اللقاء؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق