افتتاحية العدد السابع عشر من نشرة "الصين بعيون عربية"
العنوان مثير حتماً، وقد يكون بعيداً عن التحقق في القريب العاجل، ولكن هل هو مستحيل التحقق فعلاً؟
ما يحصل من تطورات متسارعة على صعيد العلاقة بين ”البر الصيني“ و ”الجزيرة المتمردة“ يرجح أن التدهور الذي تشهده هذه العلاقة قد لا يتوقف عند حد، ولاسيما مع وجود زعيم في تايوان يرغب في تحريك الوضع الراكد، والسير في غير اتجاه ”إبقاء الوضع على ما هو عليه“ الذي بقي معتمداً على مدى العقود الماضية.
فمن العمل على إجراء استقتاء حول الاستقلال، إلى تقديم طلبات متكررة لدخول تايوان إلى الأمم المتحدة كـ ”دولة مستقلة“، بدأت الأجواء بالتشنج، وعلت تصريحات القيادة الصينية في بكين إلى حد الحديث عن خيارات أخرى غير المحادثات لمعالجة هذه الأزمة، ولا سيما في ظل القانون الذي أقرّته بكين قبل مدة والذي يتحدث عن خيارات غير سلمية في حال قررت تايوان إعلان استقلالها.
وقد ترافقت هذه التصريحات مع مناورات عسكرية كبيرة أجرتها منطقة شانغهاي، المستهدفة الأولى من قبل تايوان في حال اندلعت الحرب، مع ما يعنيه ذلك من إدخال الخيار العسكري كعامل أساسي في التعامل مع هذا الوضع.
المنطقي أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد، ولا سيما في ظل السعي الصيني إلى الحفاظ على مسيرة التنمية المذهلة التي يشهدها البر الصيني، لأن أي حرب في المنطقة لن تقتصر على نزاع محدود في مضيق تايوان، وإنما قد تتحول إلى حرب عالمية مع التدخل الأميركي المباشر في الأزمة دعماً لتايوان، ومن ثم تدخل الدول الأخرى ذات المصالح المتعددة في المنطقة.
ولكن من قال إن المنطق هو الذي يحكم في هذا العالم، ومن يمكنه التكهن في نتيجة سلسلة من الهزات الصغيرة، وما يمكن أن تؤدي إليه من زلازل؟
هل تندلع شرارة الحرب من المكان الذي لم يتوقعه أحد، فيما العالم ينظر إلى مكان آخر تفوح منه رائحة البارود والنار؟
يبدو أن الصين واعية لمخاطر هذا الواقع، فهل هناك في الجانب الآخر من يعي؟
محمود ريا
* من يرغب بالحصول على النشرة في بريده الالكتروني كل أسبوع يمكنه إرسال رسالة إلى البريد التالي: rayamahmoud1@hotmail.com أو chinainarabic@gmail.com
العنوان مثير حتماً، وقد يكون بعيداً عن التحقق في القريب العاجل، ولكن هل هو مستحيل التحقق فعلاً؟
ما يحصل من تطورات متسارعة على صعيد العلاقة بين ”البر الصيني“ و ”الجزيرة المتمردة“ يرجح أن التدهور الذي تشهده هذه العلاقة قد لا يتوقف عند حد، ولاسيما مع وجود زعيم في تايوان يرغب في تحريك الوضع الراكد، والسير في غير اتجاه ”إبقاء الوضع على ما هو عليه“ الذي بقي معتمداً على مدى العقود الماضية.
فمن العمل على إجراء استقتاء حول الاستقلال، إلى تقديم طلبات متكررة لدخول تايوان إلى الأمم المتحدة كـ ”دولة مستقلة“، بدأت الأجواء بالتشنج، وعلت تصريحات القيادة الصينية في بكين إلى حد الحديث عن خيارات أخرى غير المحادثات لمعالجة هذه الأزمة، ولا سيما في ظل القانون الذي أقرّته بكين قبل مدة والذي يتحدث عن خيارات غير سلمية في حال قررت تايوان إعلان استقلالها.
وقد ترافقت هذه التصريحات مع مناورات عسكرية كبيرة أجرتها منطقة شانغهاي، المستهدفة الأولى من قبل تايوان في حال اندلعت الحرب، مع ما يعنيه ذلك من إدخال الخيار العسكري كعامل أساسي في التعامل مع هذا الوضع.
المنطقي أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد، ولا سيما في ظل السعي الصيني إلى الحفاظ على مسيرة التنمية المذهلة التي يشهدها البر الصيني، لأن أي حرب في المنطقة لن تقتصر على نزاع محدود في مضيق تايوان، وإنما قد تتحول إلى حرب عالمية مع التدخل الأميركي المباشر في الأزمة دعماً لتايوان، ومن ثم تدخل الدول الأخرى ذات المصالح المتعددة في المنطقة.
ولكن من قال إن المنطق هو الذي يحكم في هذا العالم، ومن يمكنه التكهن في نتيجة سلسلة من الهزات الصغيرة، وما يمكن أن تؤدي إليه من زلازل؟
هل تندلع شرارة الحرب من المكان الذي لم يتوقعه أحد، فيما العالم ينظر إلى مكان آخر تفوح منه رائحة البارود والنار؟
يبدو أن الصين واعية لمخاطر هذا الواقع، فهل هناك في الجانب الآخر من يعي؟
محمود ريا
* من يرغب بالحصول على النشرة في بريده الالكتروني كل أسبوع يمكنه إرسال رسالة إلى البريد التالي: rayamahmoud1@hotmail.com أو chinainarabic@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق