السبت، أكتوبر 27، 2007

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية

افتتاحية العدد 20 ـ 21 من نشرة "الصين بعيون عربية"
"وجهة النـظر العلمية للتنمية" هي الرسالة التي حملها المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني، أكبر الأحزاب الصينية، وأكبر الأحزاب في العالم مع أعضائه الذين يزيد عددهم على الثلاثماية وستين مليوناً.
رسالة دخلت إلى الدستور الصيني وعبرت عن نفسها بالسعي لإضفاء نكهة صينية على كل شيء في العالم: الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والديموقراطية على الطريقة الصينية، والنمو من خلال الأرقام الصينية.. العملاقة.
وبقدر ما كان المؤتمر الذي رسم الطريق التي ستسير عليها الصين خلال السنوات الخمس المقبلة فرصة لإظهار التفرد الصيني، فهو كان أيضاً مجالاً لبحث الكثير من المشاكل التي تعاني منها هذه الكتلة البشرية العملاقة التي تشهد في داخلها كل ما يمكن تخيله من تناقضات: الثراء الفاحش مقابـل الفقر المدقع، النقاش الحيوي المترافق مع الانضباط الصارم، التوق إلى مستقبل التفوق مع التخوف من العجز عن تلبية الحاجات المتعاظمة.
ومع التغيرات البارزة التي شهدتها القيادة الصينية خلال المؤتمر تبين وجود رغبة حقيقية في تجديد الطاقم الحاكم لمواكبة التحديات المستقبلة مع ضمان تحكم الأمين العام للحزب هو جين تاو ـ الذي سيبقى في موقعه لخمس سنوات قادمة ـ بالتوجهات الرئيسية للبلاد، وربما بمن سيأتي بعده في الموقع والمهمة، وهو ما يشير إلى تنبه كبير إلى المخاطر الجدية التي تفرزها عملية التنمية العملاقة التي تشهدها الصين.
وإذا كان من غير المتوقع أن يتخذ مؤتمر للحزب الشيوعي قراراته بغير الإجماع الذي يخفي تحته الكثير من الاختلاف في وجهات النظر حول السبل الأنجع لمعالجة مشكلات البلاد، فإنه من اللافت للنظر أن يحضر في مؤتمر لحزب شيوعي الأمين العام السابق للحزب المؤتمر، بما يشير إلى حصول تداول طبيعي للسلطة وتجديد للقيادة الحزبية بطريقة ”ديموقراطية“ بعيداً عن الوفاة وعن الانقلاب، وربما هذا ما يعطي صورة واضحة عن ”الطبعة الصينية“ من الديموقراطية.
لقد أكدت الجلسة الختامية للمؤتمر التي انعقدت الأحد ـ بعد سبعة أيام حامية من النقاشات الداخلية ـ تصميم الحزب ”على دفع مزيد من التنمية المتناسقة على اسس التناغم الاجتماعي وحماية البيئة وترشيد استهلاك الطاقة فضلا عن التوسع الاقتصادي“.
إنها كلمات بسيطة ولكنها تعتبر خطة عمل متكاملة لن يستطيع أحد معرفة مدى نجاح تطبيقها إلا بعد خمس سنوات، عندما ينعقد المؤتمر الثامن عشر في التيبت، وعندها ربما تكون الصين قد أصبحت فعلاً الاقتصاد الأول في العالم.. إن لم تكن باتت القوة العظمى الكبرى.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: