الإحباط الذي يسود صفوف الحكّام العرب من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جورج بوش في الكنيست احتفاءً بالذكرى الستين لقيام الكيان الصهيوني مثير للعجب.
وما يدفع إلى هذا التعجّب أمور:
بداية لا بد من السؤال: ألم يكن الزعماء العرب يعلمون ما هي سياسة بوش وسياسة إدارته وسياسة دولته تجاه القضية الفلسطينية؟؟
لماذا يحبطون من مواقف مكررة ومعادة، قيلت سابقاً وستقال من جديد في المستقبل؟
ما الجديد الذي قاله الرئيس الأميركي وكان هؤلاء العرب غافلين عنه؟ الدعم المطلق للكيان الصهيوني، أم رفض قيام الدولة الفلسطينية، أم التحامل على القوى العربية التي تقاوم الاحتلال الصهيوني، أم إعلان الولاء المطلق للمشروع الصهيوني بتاريخه وحاضره ومستقبله؟
هل كانوا يعتقدون أن جورج بوش جاء ليحتفل بستينية الكيان الصهيوني من خلال إعطائهم بعض حقوق يسترون بها وجوههم أمام شعوبهم، ويخبئون بها عري عجزهم عن المبادرة تجاه تقديم أي دعم ممكن للشعب الفلسطيني المنكوب بإجرام الصهاينة وتواطؤ المسنّدين على كراسي الحكم في البلدان العربية؟
هل كانوا يظنون أن قادة الدول الغربية جاءوا إلى فلسطين في ذكرى اغتصابها، كي ينصفوا الشعب الفلسطيني، أو كي يصححوا خطيئة تاريخية ارتكبها أسلافهم، أو كي يردعوا الظالم عن ظلمه، ودولهم هي التي مدّت هذا الكيان بكل أسباب النشوء، وكل أسباب البقاء، وكل أسباب الارتقاء؟
هل كانوا يتوهمون أن قادة الغرب سيكونون متحيّزين للحق الفلسطيني، في حين أنهم هم ـ القادة العرب ـ أمطروا قيادة الكيان الصهيوني ببرقيات التهنئة في ذكرى "قيام دولة إسرائيل"؟
كيف لزعماء الدول العربية أن يحبطوا من كلمة الرئيس الأميركي في الكنيست الصهيوني، وهم الذين ينفذون حصاراً لا يمكن تخيّله على الشعب الفلسطيني في غزة وفي غير غزة، يبدون من خلاله أكثر قسوة على الفلسطينيين من الصهاينة أنفسهم، في حين هم يمدّون الكيان الصهيوني بالغاز علناً وبالبترول وعوائده بشكل غير مباشر، كي يقوى ويزداد عنجهية وعنصرية؟
كيف لزعماء العرب أن يعبروا عن انزعاجهم من كلمة بوش وهم يقومون بما يتلاءم مع مصالحهم ومصالح سيدهم الأميركي في ضرب كل مقاومة شريفة في فلسطين ولبنان، ويتآمرون على كل من يقول لا للكيان الصهيوني، ويدعمون قوى الانحلال والاستئثار والانصياع للإرادة الأميركية، غير آبهين بنتائج هذه السياسة الخرقاء
التي ترتد على بلدانهم قبل غيرها بالخسارة وبالضياع في أيدي الأجانب الطامعين؟
الزعماء العرب محبطون من بوش، ودليل إحباطهم هو استقبالهم له في عواصمهم استقبال الفاتحين بعد إلقائه الكلمة، والرقص معه قبلها وبعدها، وفتح قصورهم ودورهم ليقيم فيها ويجري اللقاءات ويحوك المؤامرات، وتحويله إلى صاحب المنزل، فيما كانوا هم ـ بين يديه ـ الضيوف.
الزعماء العرب محبطون من كلمة بوش.. إنه ممّا يثير العجب أن يكون لدى هؤلاء الزعماء مشاعر.. وهم الذين باعوا كل شيء.. كل شيء، حتى الشرف والكرامة والمشاعر لبوش ولإدارته ولدولته ولكيانه المدلل الجاثم على صدر فلسطين.. وهل بات لدى العرب إرادة أو أبقوا من أمل لدى أنفسهم ولدى شعوبهم كي يُحبطوا؟
محمود ريا
وما يدفع إلى هذا التعجّب أمور:
بداية لا بد من السؤال: ألم يكن الزعماء العرب يعلمون ما هي سياسة بوش وسياسة إدارته وسياسة دولته تجاه القضية الفلسطينية؟؟
لماذا يحبطون من مواقف مكررة ومعادة، قيلت سابقاً وستقال من جديد في المستقبل؟
ما الجديد الذي قاله الرئيس الأميركي وكان هؤلاء العرب غافلين عنه؟ الدعم المطلق للكيان الصهيوني، أم رفض قيام الدولة الفلسطينية، أم التحامل على القوى العربية التي تقاوم الاحتلال الصهيوني، أم إعلان الولاء المطلق للمشروع الصهيوني بتاريخه وحاضره ومستقبله؟
هل كانوا يعتقدون أن جورج بوش جاء ليحتفل بستينية الكيان الصهيوني من خلال إعطائهم بعض حقوق يسترون بها وجوههم أمام شعوبهم، ويخبئون بها عري عجزهم عن المبادرة تجاه تقديم أي دعم ممكن للشعب الفلسطيني المنكوب بإجرام الصهاينة وتواطؤ المسنّدين على كراسي الحكم في البلدان العربية؟
هل كانوا يظنون أن قادة الدول الغربية جاءوا إلى فلسطين في ذكرى اغتصابها، كي ينصفوا الشعب الفلسطيني، أو كي يصححوا خطيئة تاريخية ارتكبها أسلافهم، أو كي يردعوا الظالم عن ظلمه، ودولهم هي التي مدّت هذا الكيان بكل أسباب النشوء، وكل أسباب البقاء، وكل أسباب الارتقاء؟
هل كانوا يتوهمون أن قادة الغرب سيكونون متحيّزين للحق الفلسطيني، في حين أنهم هم ـ القادة العرب ـ أمطروا قيادة الكيان الصهيوني ببرقيات التهنئة في ذكرى "قيام دولة إسرائيل"؟
كيف لزعماء الدول العربية أن يحبطوا من كلمة الرئيس الأميركي في الكنيست الصهيوني، وهم الذين ينفذون حصاراً لا يمكن تخيّله على الشعب الفلسطيني في غزة وفي غير غزة، يبدون من خلاله أكثر قسوة على الفلسطينيين من الصهاينة أنفسهم، في حين هم يمدّون الكيان الصهيوني بالغاز علناً وبالبترول وعوائده بشكل غير مباشر، كي يقوى ويزداد عنجهية وعنصرية؟
كيف لزعماء العرب أن يعبروا عن انزعاجهم من كلمة بوش وهم يقومون بما يتلاءم مع مصالحهم ومصالح سيدهم الأميركي في ضرب كل مقاومة شريفة في فلسطين ولبنان، ويتآمرون على كل من يقول لا للكيان الصهيوني، ويدعمون قوى الانحلال والاستئثار والانصياع للإرادة الأميركية، غير آبهين بنتائج هذه السياسة الخرقاء
التي ترتد على بلدانهم قبل غيرها بالخسارة وبالضياع في أيدي الأجانب الطامعين؟
الزعماء العرب محبطون من بوش، ودليل إحباطهم هو استقبالهم له في عواصمهم استقبال الفاتحين بعد إلقائه الكلمة، والرقص معه قبلها وبعدها، وفتح قصورهم ودورهم ليقيم فيها ويجري اللقاءات ويحوك المؤامرات، وتحويله إلى صاحب المنزل، فيما كانوا هم ـ بين يديه ـ الضيوف.
الزعماء العرب محبطون من كلمة بوش.. إنه ممّا يثير العجب أن يكون لدى هؤلاء الزعماء مشاعر.. وهم الذين باعوا كل شيء.. كل شيء، حتى الشرف والكرامة والمشاعر لبوش ولإدارته ولدولته ولكيانه المدلل الجاثم على صدر فلسطين.. وهل بات لدى العرب إرادة أو أبقوا من أمل لدى أنفسهم ولدى شعوبهم كي يُحبطوا؟
محمود ريا