كلما وُقّعت وثيقة تفاهم في هذا البلد ارتفعت أصوات الفتنويين.. وانحسر أثرهم.
الأصوات المعترضة التي صدرت من أكثر من جهة، تهاجم الوثيقة التي وُقّعت بين حزب الله ومجموعة أساسية من التيارات السلفية في لبنان تدل على مسألتين مهمتين:
الأولى: هي أن هذه الوثيقة أصابت مقتلاً من الذين لا يريدون لأبناء البلد أن يتفاهموا وأن يتقاربوا وأن يقضوا على الأجواء الملتبسة التي تسمح للفتنة بالنمو وبالاستفحال، إلى حدّ تهديد الوطن وأهله وكيانه.
الثانية: أن الضربة الثانية كانت أقوى بكثير من الضربة الأولى على رأس الذين يريدون عزل المقاومة وتحويلها إلى كيان منبوذ في البلد، بالرغم من أن الضربة الأولى المتمثلة بوثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والتي وُقّعت في السادس من شباط/ فبراير عام 2006 لم تكن خفيفة الوقع، وإنما كان أثرها ثقيلاً على رؤوسهم إلى الدرجة التي جعلت من حياة الراغبين في عزل المقاومة مجموعة من الكوابيس المتنقلة التي لم تنتهِ حتى الآن.
ما يراه هؤلاء أن مساحة اللعب بالمشاعر، والبهلوانيات على الحبال المذهبية والطائفية والتحريض والنفخ والتهييج، والعبث بالثوابت الوطنية والمصالح العامة، من أجل تحقيق مصالح شخصية وانتخابية ضيقة، باتت مساحة قليلة المساحة، وهي تتقلص يوماً بعد يوم، وبالتالي فإن الأرض التي يقفون عليها باتت لا تسعهم، وهم مجبرون على اتخاذ خيار من اثنين: إما الانتقال إلى أرض الوفاق والتفاهم والتوحّد من أجل مصلحة الوطن، أو ترك الأرض وما عليها للوفاقيين الحقيقيين الذين يبذلون كل جهد من أجل إنقاذ الوطن مما يعتريه من مظاهر انقسام وتشتت.
الخيار صعب إذا كان قرارهم سيخرج من ذواتهم، أما في الواقع، وهم الذين لا يتحركون إلا عبر جهاز تحكم باللغتين العربية (المعتدلة) والإنكليزية (باللكنة الأميركية) فإن اتخاذا قرار بالانضمام إلى خط الوفاق والمصالحة الوطنية سيكلفهم الكثير عند أسيادهم، لذا تجدهم ينتفضون ليعلنوا بكل وقاحة رفضهم لوثيقة التفاهم وللتفاهم وللأطراف الذين وقّعوه.
كيف يستطيع شخص أن يجاهر برفض الاتفاق بين اللبنانيين؟
إنه سؤال جوابه واضح: إنه لا يريد مصلحة اللبنانيين.
محمود ريا
الأصوات المعترضة التي صدرت من أكثر من جهة، تهاجم الوثيقة التي وُقّعت بين حزب الله ومجموعة أساسية من التيارات السلفية في لبنان تدل على مسألتين مهمتين:
الأولى: هي أن هذه الوثيقة أصابت مقتلاً من الذين لا يريدون لأبناء البلد أن يتفاهموا وأن يتقاربوا وأن يقضوا على الأجواء الملتبسة التي تسمح للفتنة بالنمو وبالاستفحال، إلى حدّ تهديد الوطن وأهله وكيانه.
الثانية: أن الضربة الثانية كانت أقوى بكثير من الضربة الأولى على رأس الذين يريدون عزل المقاومة وتحويلها إلى كيان منبوذ في البلد، بالرغم من أن الضربة الأولى المتمثلة بوثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والتي وُقّعت في السادس من شباط/ فبراير عام 2006 لم تكن خفيفة الوقع، وإنما كان أثرها ثقيلاً على رؤوسهم إلى الدرجة التي جعلت من حياة الراغبين في عزل المقاومة مجموعة من الكوابيس المتنقلة التي لم تنتهِ حتى الآن.
ما يراه هؤلاء أن مساحة اللعب بالمشاعر، والبهلوانيات على الحبال المذهبية والطائفية والتحريض والنفخ والتهييج، والعبث بالثوابت الوطنية والمصالح العامة، من أجل تحقيق مصالح شخصية وانتخابية ضيقة، باتت مساحة قليلة المساحة، وهي تتقلص يوماً بعد يوم، وبالتالي فإن الأرض التي يقفون عليها باتت لا تسعهم، وهم مجبرون على اتخاذ خيار من اثنين: إما الانتقال إلى أرض الوفاق والتفاهم والتوحّد من أجل مصلحة الوطن، أو ترك الأرض وما عليها للوفاقيين الحقيقيين الذين يبذلون كل جهد من أجل إنقاذ الوطن مما يعتريه من مظاهر انقسام وتشتت.
الخيار صعب إذا كان قرارهم سيخرج من ذواتهم، أما في الواقع، وهم الذين لا يتحركون إلا عبر جهاز تحكم باللغتين العربية (المعتدلة) والإنكليزية (باللكنة الأميركية) فإن اتخاذا قرار بالانضمام إلى خط الوفاق والمصالحة الوطنية سيكلفهم الكثير عند أسيادهم، لذا تجدهم ينتفضون ليعلنوا بكل وقاحة رفضهم لوثيقة التفاهم وللتفاهم وللأطراف الذين وقّعوه.
كيف يستطيع شخص أن يجاهر برفض الاتفاق بين اللبنانيين؟
إنه سؤال جوابه واضح: إنه لا يريد مصلحة اللبنانيين.
محمود ريا