السبت، أبريل 26، 2008

النكبة

النكبة
ما هي؟؟
أين حصلت؟؟؟
من الذي نَكَب؟
من الذي نُكِب؟
من ضربت؟
أرضاً أم شعباً
أمة أم كرامة؟
هل من يعلم؟
هل من يتذكر؟
بالأمس سألني أحدهم عن النكبة، ما هي ، متى حصلت، ما الفرق بينها وبين النكسة...
لم تزعجني أسئلته، بالعكس، لقد سررت، لأن هناك من يتذكر "النكبة" في ظل مسلسل النكبات التي تعيشها أمتنا كل يوم.
لا يزال يسأل عن النكبة الأساس التي أنتجت كل النكبات.
ماذا يعرف جيل اليوم عن النكبة؟ عن الرعب والموت؟ عن اليأس والإحباط؟ عن البطولة والكرامة والصمود؟
كيف ننسى ونتلهّى عن النكبة بصنع نكبات بأيدينا؟
ماذا تعني لك النكبة أيها العربي والمسلم؟
هل هناك شيء في ما نعيش فيه خارج النكبة؟
أنا ولدت في عام النكسة، وما زلت غير قادر أن أشرح لأولادي كيف نستطيع تقبّل حصولها ونحن هذه الأمة التي تمتد من هناك إلى هناك، فكيف بالنكبة، كيف يمكن شرح حصولها؟
محمود ريا

جيش يُقهر.. ويُهزم.. ويُحطّم

كان كمينا محكماً، وبغض النظر عن تفاصيله، فهو قد أذلّ لواء جفعاتي، طليعة ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي.
كمين قطاع غزة الجديد أذلّ ـ بالمعنى الحقيقي ـ "إسرائيل" كلها، بعسكرها وسياسييها، وجعلهم يفتشون عن أي وسيلة لإخفاء حقيقة ما اعترف الصهاينة أنه "إبادة وحدة كاملة من لواء النخبة".
لا يحتاج البحث عن أسلوب التعمية على هذه الجريمة إلى وقت طويل، فأسلوب الصهاينة معروف و"مجرّب": مجازر بحق المدنيين، كباراً وصغاراً، واستهداف للصحافة التي تمنع كل المواثيق الدولية المس بها، وتدمير الحجر بعد قتل البشر.
ولكن هل نفى هذا الإجرام الصهيوني حقيقة أن الجيش الصهيوني بات يتعرض لكمائن محكمة، وأصبح كل جبروته العسكري عاجزاً عن حماية جنوده على الأرض؟
لقد بدأ الجيش الإسرائيلي إجراءات تحقيق فورية في أسباب هذه "الفاجعة"، وبغضّ النظر عن النتائج التي ستظهر من خلال هذا التحقيق، فإن الواقع يقول إن الجيش الإسرائيلي صار مجموعة من مرتكبي الأخطاء الذين ينتظرون دورهم لإظهار مواهبهم في الوقوع بين أيدي المقاومين.
إنه جيش يُقهر.. ويُهزم.. ويُحطّم.
محمود ريا

الاثنين، أبريل 14، 2008

ماكين ومعلوف.. وبوش بينهما

محمود ريا
يا من يئستم من بوش.. انتظروا ماكين...
هذه هي الرسالة التي يحملها وليد معلوف ـ الأميركي من أصل لبناني، والذي يعمل في وكالة التنمية الدولية الأميركية ـ لمن بدأ يحس أن جورج بوش قد يكون عاجزاً عن فعل شيء، أو أنه سيغادر موقعه قبل أن يضرب الضربة الكبرى.
القلق على بوش ـ ومنه ـ مشروع، لا بل يمكن القول إن الخوف بات متمكناً من الذين وضعوا كل مستقبلهم في سلّته بانتظار قيامه بما يمنعهم من السقوط إلى الأبد في مستنقعات التاريخ الآسنة.
بات الرئيس الأميركي في لحظاته الأخيرة، ولا يفصل بينه وبين الخروج عاجزاً إلا أيام أو أسابيع، وهو لا يبدو أنه يملك القدرة على تنفيذ ما وعد به أو تحقيق ما بشّر منتظريه بأنه سيحققه، وإذا قرر أن يفعل الآن.. فالنجاح ليس مضموناً لجانبه، والفشل هو الأقرب إليه.
ضرب إيران ليس في متناول بوش، والإيعاز للكيان الصهيوني كي يضرب لبنان وسوريا لا يتحرك على لسانه، وبالتالي فإن "محور الشر" لن يتحطم، وأحلام حلفاء الإدارة الأميركية في لبنان والمنطقة لن تصبح حقيقة واقعة.
ماذا يفعل هؤلاء الذين كانوا، وما يزالون، يراهنون على انتصار "محور الخير" وهيمنة المشروع الأميركي في المنطقة؟
اليأس يتسرب إلى نفوسهم، والرغبة في ترك كل شيء والانسحاب قبل "الطوفان" أمر يدغدغ مخيلاتهم، وشوارع نيويورك ـ بـ "كل خيراتها" ـ يسمعونها تناديهم.
ولكن لا، انتظروا.
هذا هو أول ديبلوماسي أميركي يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة باللغة العربية، والمحرك الأبرز للقرار 1559 و"اللبناني الأصيل" (بالرغم من تأمركه الوقح) الذي طالب باستقلال لبنان وسيادته وحريته.. هذا هو وليد معلوف يقدم لكم الحل: انتظروا ماكين.
جون ماكين هو مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، وهو خليفة جورج بوش وحامل أفكاره ومتبني "منطلقاته الفكرية" ومخططاته الاستراتيجية، وهو مرشح للفوز بمقعد زميله وداعمه بوش، وإذا فاز، فانتظروا الفرج.
قال ماكين لوليد المعلوف شخصياً إنه "سيخرج حزب الله" من لبنان.
ببساطة، وبكل هدوء وثقة وعنفوان، ماكين سيفعل ما عجز عنه بوش ومن سبق بوش ومن سيأتي ما بعد بعد بوش.
وهو أوصل هذه الرسالة بـ "البريد المستعجل"، عبر وليد المعلوف المناضل الأميركي اللبناني من أجل لبنان.
جميل أن يحلم الإنسان، وأجمل منه أن يطير في الفضاء بحثاً عن لحظات فرح يفتقدها على الأرض، على أن لا تكون أحلامه من النوع الذي سيتحول إلى كوابيس.
وجميل أن يترقى لبناني في مراتب الإدارة الأميركية حتى يصبح ديبلوماسياً يتكلم من على منبر الأمم المتحدة، ولكن الأجمل من ذلك أن يعرف الموضوع الذي يتحدث عنه ويكون في كلامه منطقياً وواقعياً.. ولبنانياً.
حزب الله سيخرج من لبنان؟؟ ماكين سيخرج حزب الله من لبنان؟ بأي طريقة، وكيف يمكن أن يخرج شعب من أرضه، أم كيف يمكن أن تُسلب كرامة من أصحابها، أو أن تحرم أمة من مجدها؟
كيف يمكن لذاك القادم من وراء البحار، ولذاك الراحل إليه، أن يقررا أن حزب الله سيخرج من لبنان، وأي مستوى من السذاجة والغباء يحط في عقولهما حتى يمكن لهما أن يحلما ـ مجرد حلم ـ بهذه الطريقة؟
لقد جرب غيركما قبلكما، وذاق لوعة التجربة.
فليفز ماكين برئاسة أميركا.. واللوعة نفسها ستكون بانتظاره في لبنان.

الجمعة، أبريل 11، 2008

غزة (تناور)

ليست العملية البطولية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية يوم الأربعاء الماضي الأولى من نوعها، وربما لا تتربع على مرتبة الصدارة في جدول حجم الخسائر التي أوقعتها في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، ولا هي ضربت مركزاً حساساً لم يضرب ربما قبل الآن. بالرغم من كل ذلك فهي عملية مميزة وتحمل صفات تعطيها أهمية لم تكن لغيرها من العمليات.
لقد أوقعت العملية قتيلين صهيونيين (حسب اعتراف العدو) وهذا عدد يؤخذ بعين الاعتبار، نظراً لحجم الاحتياطات الصهيونية في المنطقة المستهدفة، وتمكن المقاومون خلال العملية من الوصول إلى منطقة مهمة أمنياً، ومن ثم العودة بعد تنفيذ عمليتهم، وهذا نجاح آخر لا بد أن يوضع في الحساب.. ولكن ليس هذا كل شيء.
توقيت العملية يحمل ميّزتين أساسيتين تعكسان وضعاً استثنائياً وحساساً.
الميّزة الأولى تتعلق بالوضع الذي تعيشه غزة بشكل عام، وهي التي تخضع لحصار خانق يريد قهر البشر وإذلالهم ومنعهم من التنفس، فضلاً عن العيش بشكل طبيعي، ما يجعل التفكير بالمقاومة ومواجهة العدو خارج إطار أي تفكير.
والحصار ليس إسرائيلياً خالصاً، وإن كان ينبع من قرار إسرائيلي، فهناك دول عربية تبدي كل فخر لمشاركتها في الحصار، فيما مسؤولوها يكررون التهديد يوماً بعد يوم بتكسير عظام الفلسطينيين (أرجلهم وأيديهم) إذا فكروا بكسر الحصار، وهم أعلنوا حالة الاستنفار فعلاً لمواجهة أي محاولة فلسطينية لفك الطوق عن غزة.
وبالرغم من كل هذا الضغط ومن محاولات القهر ومن كل ما يمكن تخيّله من مضايقات، لا يزال الفلسطينيون يخططون وينسّقون وينفّذون عمليات عسكرية لمقاومة الاحتلال، وينجحون في تحقيق أهدافهم منها.
هذه واحدة تحسب لمنفذي هذه العملية الناجحة التي ارتعد كيان العدو منها، ولكنها ليست الوحيدة، فهناك شيء آخر يتعلق بالزمان، هو الذي دفع الجيش الإسرائيلي ربما لشن حملة رد مجنونة على العملية طاولت المدنيين ولم تنجح في منع عودة المقاومين ـ إلا واحداً منهم ـ سالمين.
التوقيت الذي نفّذت فيه عملية ناحال عوز حساس جداً، فالعملية جاءت بينما كان قادة العدو في "ذروة" استنفارهم في إطار المناورة الكبرى التي ينفذها سكان الكيان الإسرائيلي، والتي حملت اسم "المنعطف ـ2"، حيث كانت كل الأجهزة العسكرية والأمنية جاهزة للتصدي لأي هجوم يتعرض له هذا الكيان، فإذا بـ"الصفعة" تأتي قوية، ومن جانب من كان الصهاينة يتحضرون لمواجهتهم.
إنه خرق خطير إذاً، تماماً كما وصفته المصادر الإسرائيلية، ولا ينفع أبداً التلطّي وراء الشكاوى لمجلس الأمن، التي لن تغيّر واقع وجود هؤلاء الصهاينة على الأرض الفلسطينية، وحتى على الأراضي المحتلة عام 1967، ما يجعل حق مقاومة المحتلين غير مقيّد بأي قيد في القانون الدولي وفي شرعة الأمم المتحدة.
عملية الأربعاء خطيرة فعلاً، لدرجة تجعلها تستحق البحث المعمّق من قادة العدو في كيفية حصولها و"ظروف نجاحها"، وربما يبحثون طويلاً أيضاً في كيفية منع حصول عمليات أخرى مماثلة لها، لأن عمليات كهذه تضع قدرة الردع الصهيونية كلها موضع تساؤل، وتفتح الباب واسعاً على السؤال عن جدوى المناورات الكبرى وكيفية مواجهة "أخطار" أكبر وأعمق سيواجهها هذا الكيان فيما لو فكّر بتنفيذ تهديداته بالاعتداء على مناطق أخرى قريبة وبعيدة، لا تعاني من الحصار المطبق الذي يواجهه قطاع غزة، وتستطيع القوى الحيّة فيها توجيه ضربات أكثر إيلاماً وأبعد مدى وأوسع صدى من عملية نحال عوز، ولكنها تنطلق من الروحية نفسها التي حرّكت المقاومين الفلسطينيين الذين تخلوا عن كل الخلافات الداخلية للتنسيق معاً والتخطيط معاً والهجوم معاً.. والنجاح معاً.
إنها مناورة غزة التي تغلّبت على كل مناورات الاحتلال وأبطلتها وكشفت مدى هشاشتها.
محمود ريا

أوركسترا..

يحتار المراقب وهو يفتش عن القائد والمقود، المقرر والمنفّذ، الرأس.. والتابع.
يصبح البحث عن المفكّر والمفكَّر عنه أكثر تعقيداً، عندما يتلاقى عدة أطراف فجأة على رفض الحل.
من واشنطن ووزيرة خارجيتها التي لا تحسن صنعاً إلا رفع رأسها إلى الأعلى عند كل طرح يقدّم للوصول إلى قواسم مشتركة على الساحة اللبنانية، إلى باريس ووزير خارجيتها هو الآخر الذي يكثر من الحديث ويكثر من الندم حتى بات المرء يعجز عن تعداد نداماته مع تواتر تصريحاته.
وينتقل الرفض إلى عاصمة العرب الأكبر التي يطلق المتحدث باسم رئيسها "لا" رافضة لأي بحث بحل قبل تحقيق "الحلم الرئاسي" في لبنان، ومن ثم إلى عاصمة الاعتدال التي تؤوي الهاربين وتستقبل الوافدين وتزوّدهم بكل ما يمكن من أسلحة الـ"لا" والـ"كلا" والـ"ممنوع" والـ"مرفوض".
ومن هناك إلى بيروت التي يتصاعد فيها صهيل خيل المتمردين على أي مبادرة، والرافضين لأي تسوية، والمنتظرين حضور الغائب وعودة المسافر وإياب صديق العم سام كي يعلنوا بالفم الملآن: لا للحوار.
هل هذا التطابق في "الآراء" طبيعي وعفوي، أم أنه مقرّر ومقدّر؟
إنها أوركسترا.. تدار بعصا.
محمود ريا

الثلاثاء، أبريل 08، 2008

مناورات رهن الاختبار.. والانهيار

هي أيام خمسة، كل دقيقة منها تمر، تضع هذا الاحتمال على محك الواقع. فهل يفعلها هؤلاء المغفّلون؟

بقلم محمود ريا
إنهم يناورون.. حسناً.. (فليناوروا) وليكثروا من المناورات، وليجعلوا لمناوراتهم ما يشاؤون من الأسماء ومن الصفات، وليضعوا لها ما يشاؤون من الترتيبات ومن التراتبيات.
وإن كانت المناورة الأضخم منذ قيام كيانهم؟
وماذا في كون مناورتهم ستشمل كل فلسطين من الجليل إلى النقب؟
وأي انعكاس للتدريبات والاستعدادات والتكتيكات والتعليمات؟
وهل يظنون أنهم بكل هذا الصراخ وكل هذا الحراك سيفعلون ما عجزوا أن يفعلوه بالحديد والنار، وبطائرات الحقد التي دكّت المنازل وقتلت الأطفال ودمّرت أثر الحياة؟
هل يعتقدون أنهم سينزعون الرعب الذي زرعته حرب تموز في قلوبهم وأنبتته في خلايا عقولهم ليضعوه في قلوبنا وفي عقولنا؟
إنهم مخطئون، ومتوهمون، وهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من تحقيق هذا الحلم.. ولكنهم يحاولون.
لم يبقَ أمامهم إلا أن يحاولوا، عسى أن تنجح معهم المحاولة، بعد طول فشل واستفحال يأس.
عسى أن يتمكنوا من الخروج من قمقم العجز الذي حبسوا ماردهم الجبّار فيه، فبات ينتظر من يكسر القمقم بعد طول حبس.
ولكن ماذا يفعل طول الأمل مع سوء العمل؟
ماذا يستطيع التمني أن يقدّم لمن جرّب ثم جرّب، ولم يحصد إلا الخيبة والفشل؟
كيف يمكن تحطيم هذا القيد الذي بات يمسك بالمعصم فيشلّ كل حركة ويمنع أي فعل؟
هذه المناورات لن تفعل شيئاً، إلا أن تكون إعداداً لعدوان يمسح غبرة الذل التي تعلو جباه القادة وتلوّث نجوم الضباط وتحبط آمال السياسيين.
.. إلا أن تكون مقدمة لفعل كبير يريدون أن يحققوا من خلاله مرة واحدة ما عجزوا عن تحقيقه مرات ومرات طوال سنوات.
.. إلا أن تكون قراراً بالدخول في المغامرة الكبرى والمقامرة العظمى والامتحان الأخير.
وهي أيام خمسة، كل دقيقة منها تمر، تضع هذا الاحتمال على محك الواقع. فهل يفعلها هؤلاء المغفّلون؟
هل يضعون انفسهم وكيانهم ومستقبلهم أمام حقيقة المعركة الفاصلة والمسار الأخير؟
هل يجرؤون على التعرض للعقاب الذي يعده لهم أولياء الله، والذي سيأتيهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون، وبما يتوقعون أو لا يتوقعون؟
لن يجرؤوا، لن يصل بهم الغباء إلى حدّ المغامرة بكل شيء.
ولكن ماذا إذا فعلوا؟
إنها لحظة انزياحهم النهائي نحو الفصل الأخير من تاريخهم.
إنه الوعد الإلهي بالنصر الكبير والتام، لأمة آلت على نفسها أن تكون في مواجهة الظلم والقتل والتسلط والاستكبار.
إنهم يضعون أنفسهم أمام الاختبار..
ولينتظروا نتيجته.

كفى.. أرجوكم كفى..

قُتل فتى في ربيع العمر جرّاء إطلاق النار في الهواء خلال إلقاء رئيس الحكومة غير الشرعية فؤاد السنيورة كلمة عشية انعقاد القمة العربية.
البعض رأى في هذا الحدث فرصة لتوجيه الانتقادات للرئيس السنيورة على خلفية هذه الجريمة التي ارتكبها أنصاره.
بعض آخر ـ وأنا منهم ـ يرى أن ملف الرئيس السنيورة تجاه اللبنانيين لن يصبح أكثر سواداً بسبب هذه الحادثة، لأن ما ارتكبه يكفي لتسويد كل الأفق على امتداده.
هذا البعض يحاول أن ينظر إلى المسألة بمجملها وأن يطلق صرخة حقيقية، صرخة من أحرف ثلاثة: كفى.
دعونا نستفيد من هذه الحادثة المؤلمة كي نضع حداً للاستهتار بحياة الناس وبأعصابهم كلما خرج زعيم على شاشة التلفزيون، حيث تنطلق القذائف والرصاصات والمفرقعات لتشوّه كل شيء حتى كلمة الزعيم نفسه.
المثير للانتباه أن كل زعيم يظهر على الشاشة يبدأ خطبته أو مقابلته بدعوة أنصاره إلى عدم إطلاق النار تحية له، فماذا يريد مطلقو النار أن يقولوا؟
هم إما يقولون إن أوامرك غير مطاعة وكلامك "غير مسموع"، أو أنهم يقولون للناس إن ما يقوله الزعيم في العلن مخالف لما يقوله في السر، فهل يقبل الزعماء هذه أو تلك على أنفسهم؟
كفى.. أرجوكم كفى.. ودعوا الناس يستمتعون بالخطب.. بدل أن يتوجهوا إلى المستشفيات لعلاج ضحايا الرصاص الأعمى.. إذا بقي العلاج ممكناً.
محمود ريا