كما غلّف الصهاينة فشلهم في لبنان بارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء، ها هم يكررون الفعلة نفسها في قطاع غزة: فشل مطلق في تحقيق أهداف العدوان (الذي يبدو أنه لا يزال في مراحل أولية) يقابل بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء.
وكما خرج في لبنان من ينظر إلى خسائر المدنيين متناسياً الفشل الصهيوني، تخرج اليوم أصوات تتباكى على الشعب الفلسطيني، ولا تذكر شيئاً عن صموده وقوته في مواجهة محاولة الإخضاع البشعة التي تمارس بحقه.
شعب لبنان صمد بوجه العدو، وبوجه من يقفون وراء العدو، وبوجه من تغاضوا عن جرائم العدو من العرب، تحقيقاً لمصالح ضيقة وبحثاً عن سلامة موهومة، وانتصر بالرغم من الضحايا ومن الدمار.
الشعب الفلسطيني يواجه هؤلاء أنفسهم، العدو والأميركيين والأوروبيين من ورائه، والعرب الصامتين والشامتين والمحاصِرين، ويصمد.. أي ينتصر.
"في لبنان (تموز ـ آب) وفي غزة (تشرين الثاني) لم تتحقق أهداف واضحة (للصهاينة) يمكن قياس نتائج العملية بناءً عليها"
هذا ما قاله عوزي بنزمان في مقال نشرته صحيفة هآرتس يوم الأربعاء الماضي تحت عنوان: "عارضُ لبنان ملموس في غزة".
فليبحث العرب عن فرصة جديدة مع الفلسطينيين كما فعلوا في لبنان، قبل أن يخسروا الفرصة الأخيرة.
محمود ريا