هل هناك من يصغي للرأي العام في لبنان؟
هل هناك من يتبنى الديموقراطية فعلاً لا قولاً، وممارسة لا تنظيراً؟
هل هناك من يقرأ "مزاج" الشارع، فيكيّف سياساته على أساس ما يريده الشعب الذي يحكم الحاكمون باسمه؟
لنأخذ التعامل مع استطلاعات الرأي وسيلة لمعرفة مدى ارتباط تحركات المسؤولين بما يريده المواطنون.
لقد نشرت الزميلة "الأخبار" استطلاعاً للرأي بعد انتهاء الاعتداءات العسكرية الصهيونية الواسعة على لبنان، وكانت الأرقام التي حملها هذا الاستطلاع كافية لأن تجعل أي مسؤول يقف بقوة في مواجهة الضغوط الدولية والمناورات الدبلوماسية الهادفة إلى سلب لبنان انتصاره وتحويل ما حصل إلى هزيمة سياسية.
واللافت أن الاستطلاع الذي أجراه مركز بيروت للأبحاث شرّح النتائج، وأظهر حقيقة أن معظم اللبنانيين من مختلف الطوائف يعتبرون أن ما حصل هو انتصار شامل للبنان، مع ما يستتبعه ذلك من اتخاذ إجراءات تكون بحجم هذا الانتصار على مستوى التعامل مع الوضع السياسي الناشئ عن العدوان الصهيوني.
وإذ يبدو أن ما يحصل على الأرض لا "يتناسب" مع نظرة اللبنانيين للواقع، فإن الدعوة مفتوحة للمعنيين من أجل إعادة قراءة الاستطلاع الذي يشهد الجميع بمهنيته ودقته، أو إجراء استطلاعات أخرى تكون "موثوقة" من قبل المعنيين، ومن ثم العمل في السياسة كما يرى المواطنون لا كما يظن السياسيون أن المواطنين يرون.
محمود ريا