بات اللبنانيون والفيول على عداء مستحكم، إذ ما إن يسمعوا بهذه الكلمة حتى يبدأ الشعور بالحرارة يلهب جلودهم، والعطش لنقطة ماء باردة يسلك طريقه إلى حلقهم، والشوق إلى بعض ضوء في الليالي المعتمة يأخذ من عيونهم كل مأخذ.
هي عداوة بلا سبب، أو هي عداوة من جانب واحد، هم لا يكرهونه، ولا يرغبون بفراقه، ولا يشعرون تجاهه بأي حقد أو ضغينة، وبالرغم من ذلك، فهو يصبح غريمهم و"مسوّد ليلهم" و"مكسّر أرجلهم" التي تعاني من الصعود إلى الطوابق العليا بلا كهرباء، أي بلا مصعد، أي على الأدراج التي تكاد تهترئ من الصعود والنزول عليها.
من الذين اختلق هذه العداوة بين الناس وبينه؟
من الذي جعله سبب تعاسة كثيرين وسارق أحلام الأطفال ومفسد سهرات الشباب؟
الفيول، تلك المادة المهملة في اهتمامات البشر، بات في رأس الأولويات، يسأل عنه الطفل، ويتشاءم من السماع به الكبير والصغير.
فتحت وزارة المال الاعتمادات، لم تفتح الاعتمادات، وصلت البواخر، لم تصل، أفرغت، لم تفرغ، تأمن الفيول لم يتأمن بعد، انقطعت الكهرباء، ما زالت مقطوعة، لم تات بعد، لن تأتي على موعد التقنين المعتاد، لن نراها اليوم، اسهروا في الخارج، فقد يكون هناك نسمة هواء، لا تحلموا بمكيف ولا حتى بمروحة تخفف حرّ الصيف الذي بات على الأبواب.
ليست القصة جديدة، وهذه ليست أول مرة، اعتاد الناس عليها حتى ملّوها. في بلد الإشعاع والنور، بلد السياحة والحضارة والمدنية، بلد التقدم والرقي، لا توجد كهرباء، لأن الاعتمادات لم تفتح ، ولم يصل الفيول إلى المعامل.
آه أيها الفيول، كم من الجرائم ترتكب باسمك.
محمود ريا
هي عداوة بلا سبب، أو هي عداوة من جانب واحد، هم لا يكرهونه، ولا يرغبون بفراقه، ولا يشعرون تجاهه بأي حقد أو ضغينة، وبالرغم من ذلك، فهو يصبح غريمهم و"مسوّد ليلهم" و"مكسّر أرجلهم" التي تعاني من الصعود إلى الطوابق العليا بلا كهرباء، أي بلا مصعد، أي على الأدراج التي تكاد تهترئ من الصعود والنزول عليها.
من الذين اختلق هذه العداوة بين الناس وبينه؟
من الذي جعله سبب تعاسة كثيرين وسارق أحلام الأطفال ومفسد سهرات الشباب؟
الفيول، تلك المادة المهملة في اهتمامات البشر، بات في رأس الأولويات، يسأل عنه الطفل، ويتشاءم من السماع به الكبير والصغير.
فتحت وزارة المال الاعتمادات، لم تفتح الاعتمادات، وصلت البواخر، لم تصل، أفرغت، لم تفرغ، تأمن الفيول لم يتأمن بعد، انقطعت الكهرباء، ما زالت مقطوعة، لم تات بعد، لن تأتي على موعد التقنين المعتاد، لن نراها اليوم، اسهروا في الخارج، فقد يكون هناك نسمة هواء، لا تحلموا بمكيف ولا حتى بمروحة تخفف حرّ الصيف الذي بات على الأبواب.
ليست القصة جديدة، وهذه ليست أول مرة، اعتاد الناس عليها حتى ملّوها. في بلد الإشعاع والنور، بلد السياحة والحضارة والمدنية، بلد التقدم والرقي، لا توجد كهرباء، لأن الاعتمادات لم تفتح ، ولم يصل الفيول إلى المعامل.
آه أيها الفيول، كم من الجرائم ترتكب باسمك.
محمود ريا