آمال عريضة ارتسمت في أذهان اللبنانيين بعد التطورات التي شهدها بلدهم، وابتسامات مشرقة حاكتها الشفاه التي انتظرت كثيراً الابتسام.
الأرقام جاءت لتعزز هذه الآمال، في ظل الحديث عن مئات الآلاف من السيّاح الذين حجزوا مقاعد لهم على الطائرات المتجهة إلى لبنان، حتى وصل الأمر إلى تصاعد الشكوى من العجز عن إيجاد مقعد فارغ واحد على أي طائرة قادمة من عدد من العواصم إلى بيروت.
الخطاب الرئاسي كان مشجعاً أيضاً، اهتمام بالصناعة والزراعة وتحريك دورة الانتاج.. أي أن البلد سيشهد تباطؤاً في سيره الحثيث نحو الهاوية.
المؤشرات المحيطة مشجعة بدورها، عشرات المليارات من الدولارات البترولية لا تجد مكاناً لاستثمارها، وهي حبست طويلاً عن لبنان وقد آن الأوان كي تعود إليه حاملة معها بعض ترطيب لحلق الخزينة اللبنانية الذي يكاد يجف عطشاً إلى الاستثمارات والدولارات.
كل ذلك بات الآن مهدداً.
بالسياسة، العقبات المستترة بدأت بالظهور، والقطب المخفية لم تعد مخفية، بل هي تحولت إلى شروط وتهديدات وانقلبت محاولات توتير وإقفال طرقات، والآتي ربما يكون أعظم.
في الاقتصاد، الناس باتوا في مرحلة الاختناق الكامل، وربما تأتي الاستثمارات والمساعدات في وقت يكون متأخراً جداً عن قدرة الشعب اللبناني على الاستفادة منها.. الناس ماتوا جوعاً أو يكادون، فرغت جيوبهم، ورواتبهم لا تكفي الأيام الأولى من الشهر... وكل الأسعار إلى المزيد من الغلاء.
في الخدمات.. يأس. الكهرباء التي تشكّل عصب الحياة ومحرك الاقتصاد والحاجة الأساسية للناس في خبر كان.. تقنين بلا تقنين، أو بالأحرى انقطاع بلا انتظام، فلا يعرف اللبناني متى تأتي الكهرباء ومتى تذهب، والمعلومات تتحدث عن موجة انقطاع كبرى، نتيجة عدم فتح الاعتمادات اللازمة لشراء الفيول. أما البديل فهو أكثر مرارة، فالمولدات الخاصة ـ التي بات الاشتراك فيها فرض عين على من لا يزال يجد بعض رمق في راتبه ـ تعمل على المازوت، وصفيحة المازوت بات سعرها أعلى من سعر صفيحة البزين في ظاهرة لم نسمع عنها في كل ما مرّ علينا من سنين.
النتيجة؟
النتيجة أن هناك من يريد أن ييئس اللبنانيين، وأن يحرمهم من أن يحسوا بالراحة، وأن يجعلهم يعتقدون أن ما حققوه من إنجازات سياسية خلال الفترة الماضية هو وهم، وأن من قاد مسيرة التعطيل خلال السنوات الأخيرة قادر على أن يتركهم على قارعة انتظار الحلول القادمة من الخارج.
من يفرض الشروط، ومن يسمع لها شريكان في جريمة خنق حلم الفرح لدى اللبنانيين.
حاربوا المجرمين.
محمود ريا
الأرقام جاءت لتعزز هذه الآمال، في ظل الحديث عن مئات الآلاف من السيّاح الذين حجزوا مقاعد لهم على الطائرات المتجهة إلى لبنان، حتى وصل الأمر إلى تصاعد الشكوى من العجز عن إيجاد مقعد فارغ واحد على أي طائرة قادمة من عدد من العواصم إلى بيروت.
الخطاب الرئاسي كان مشجعاً أيضاً، اهتمام بالصناعة والزراعة وتحريك دورة الانتاج.. أي أن البلد سيشهد تباطؤاً في سيره الحثيث نحو الهاوية.
المؤشرات المحيطة مشجعة بدورها، عشرات المليارات من الدولارات البترولية لا تجد مكاناً لاستثمارها، وهي حبست طويلاً عن لبنان وقد آن الأوان كي تعود إليه حاملة معها بعض ترطيب لحلق الخزينة اللبنانية الذي يكاد يجف عطشاً إلى الاستثمارات والدولارات.
كل ذلك بات الآن مهدداً.
بالسياسة، العقبات المستترة بدأت بالظهور، والقطب المخفية لم تعد مخفية، بل هي تحولت إلى شروط وتهديدات وانقلبت محاولات توتير وإقفال طرقات، والآتي ربما يكون أعظم.
في الاقتصاد، الناس باتوا في مرحلة الاختناق الكامل، وربما تأتي الاستثمارات والمساعدات في وقت يكون متأخراً جداً عن قدرة الشعب اللبناني على الاستفادة منها.. الناس ماتوا جوعاً أو يكادون، فرغت جيوبهم، ورواتبهم لا تكفي الأيام الأولى من الشهر... وكل الأسعار إلى المزيد من الغلاء.
في الخدمات.. يأس. الكهرباء التي تشكّل عصب الحياة ومحرك الاقتصاد والحاجة الأساسية للناس في خبر كان.. تقنين بلا تقنين، أو بالأحرى انقطاع بلا انتظام، فلا يعرف اللبناني متى تأتي الكهرباء ومتى تذهب، والمعلومات تتحدث عن موجة انقطاع كبرى، نتيجة عدم فتح الاعتمادات اللازمة لشراء الفيول. أما البديل فهو أكثر مرارة، فالمولدات الخاصة ـ التي بات الاشتراك فيها فرض عين على من لا يزال يجد بعض رمق في راتبه ـ تعمل على المازوت، وصفيحة المازوت بات سعرها أعلى من سعر صفيحة البزين في ظاهرة لم نسمع عنها في كل ما مرّ علينا من سنين.
النتيجة؟
النتيجة أن هناك من يريد أن ييئس اللبنانيين، وأن يحرمهم من أن يحسوا بالراحة، وأن يجعلهم يعتقدون أن ما حققوه من إنجازات سياسية خلال الفترة الماضية هو وهم، وأن من قاد مسيرة التعطيل خلال السنوات الأخيرة قادر على أن يتركهم على قارعة انتظار الحلول القادمة من الخارج.
من يفرض الشروط، ومن يسمع لها شريكان في جريمة خنق حلم الفرح لدى اللبنانيين.
حاربوا المجرمين.
محمود ريا