أحدهم ذكر من يخاطبه بالاسم، الآخر اكتفى بـ "تجهيله" مع استعمال كلامه ليرد عليه، أما الأخير الذي جاء متأخراً فقد كان أكثر باطنية، واكتفى بالرد على مضمون الكلام دون أن يشير إلى مصدره.
هي أوركسترا منسّقة، لعب كل واحد منهم دوره فيها، فلم "ينشّز" أو يخرق النوتة، لأن ملَكَة الإبداع لم تجد طريقها إليهم بعد.
ما ذنبهم إذا كانت الموسيقى التي طُلب منهم أن يؤدوها هي موسيقى صاخبة، أميركية المصدر وصهيونية الهوى؟
ما حيلتهم وهم لا يكادون يفقهون من النوتة أكثر من مفرداتها، دون علم بالنتيجة التي تصدر عنها.
لم يكن ما أدّاه هؤلاء سمفونية من الموسيقى الكلاسيكية التي تبث الهدوء في النفوس، أو تصاحب الكلام الجميل، فتزيده عمقاً وجمالاً.
كان ما "اقترفته" أصواتهم تهييجاً وزعيقاً لا يمكن أن يثير رضا إلا لدى أولئك الواقفين على تخوم الوطن حاملين سكاكينهم لينشبوا نصالها بين أبنائه.
كلهم، بعضهم، ثلثاهم أو ثلثهم، فتحوا في جسد الوطن مفازاً للتوتر، ومجالاً للهياج الذي لا يعرف أحد إلى أين يؤدي.
قالوا الشعر، ولبسوا العباءات، ومسحوا العرق بأيديهم أو بأيدي آخرين، وفي كل ذلك كانوا يحاولون التنطح لكي يقارنهم البعض بالأصل، فما أفلحوا.
إنهم نشاز.. فكيف يفلحون؟
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق