لقد راقبت صورهم، جميعهم، وأعدت النظر فيها، فوجدتهم جميعاً يضحكون.
الجنود القتلى.. يضحكون، الجندي الأسير يضحك، والأسير المستوطن الذي يدرس في كلية عسكرية يضحك، والجنود الذين يستعدون للعدوان.. يضحكون.
هل هناك سر ما؟
هل هي صدفة؟
سألت فسمعت أكثر من رأي، فلم أستطع أن أتبنى واحداً من الآراء التي طرحها الزملاء والرفاق والأصحاب.
ودلّني شعوري الداخلي إلى رأي شعرت براحة معه:
هذه الضحكات ليست بريئة.
القصد هو أن الذين يحضّرون لتوزيع صور الجنود والمستوطنين، أو الذين يوزعون صورهم بعد مقتلهم أو أسرهم، يتعمدون أن ينتقوا الصور التي يبدو فيها هؤلاء والابتسامة العريضة على وجوههم، وكأن هناك أمراً عسكرياً يصدر، عليهم تنفيذه، بأن يكونوا ضاحكين، حتى وهم يموتون.. أو يؤسرون.
يريدون أن يظهروا للعالم، أن هؤلاء أبرياء، جاء "الإرهاب" وقتلهم، وحرمهم من "حياة سعيدة" كانوا يعيشونها.
وبغض النظر عن مدى السعادة الحقيقية التي يعيشونها، وهم يتنعمون باغتصاب أرضنا وحقوقنا، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو ببساطة:
على من يضحكون؟
ربما الذين أجبروهم على أن تكون صورهم بعد الموت والأسر ضاحكة، كانوا يضحكون على العالم.. وعليهم أيضاً.
ولكن هؤلاء أيضاً ستوزع صورهم يوماً.. وسنرى إذا ما سيكونون فيها ضاحكين.
محمود ريا
هناك تعليق واحد:
يا سلاح مصــدي أمـتـي تعــــدي
فوق الحـــــدود وترد ارضـــــي
يا ســـلاح مصدي
م اللي اشتــــــراك بفلوس وطنــــا
و يارت رمـــاك لأ دا أنت ضـدي
يا سلاح مصدي
نفض غبــــارك بين نهــــارك
بــدد ظــــلام الليـــّل وعــدي
يا سلاح مصدي
بادفــــع ضـرايب واّكل عجـــايــب
علشــــان نجـيبــــك وأنت تصـدي!!
يا سلاح مصدي
أوعــاك تقـــولي مـــش لاقـــي راجــــل
لشهـــادته عاجـــل من أصل جــــدي
يا سلاح مصدي
يا ملـــــوك طـــوائف مـن أهـل طـائـف
باعــوا القضــــية وقت التحـــــــدي
يا سلاح مصدي
انســـــي الجيـــوش وانســـــي الكـــروش
فـــوق العــــروش تـت..اك وتـجــــري
يا سلاح مصدي
20/7/2006
القاهرة-مصر
منصور
إرسال تعليق