أعترف أنني أخطأت.
لقد غلبني العلم، وبيّن أنني أكتب أحياناً ما يثبت علمياً عدم دقته.
في هذه الزاوية، كتبت قبل أشهر أن ما اكتشف من جثث في منطقة مجدل عنجر قد يعود لشهداء قضوا في القصف الصهيوني الحاقد على طريق بيروت الشام خلال الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.
لم يكن ما كتبته مستنداً إلى دليل حسي، وإنما هو ارتكز إلى قرينة تجربة شخصية عشتها، وشهادة بعض الشهود وموضوع صحافي كتبه زميل أثق بنزاهته المهنية.
وتبنيت وجهة النظر هذه فقط كي أذكّر الناس بإمكانية وجود احتمال آخر لوجود هذه الجثث في تلك المنطقة، غير "الحقيقة" المطلقة التي طبّل لها المطبّلون وزمّر المزمّرون في تلك الأيام، والتي أرادت ربط هذه الجثث بـ"عهد الوصاية"، ومنعت أي حديث عن انتظار التحقيق والبحث العلمي عن الحقيقة بعيداً عن التهويل والتخوين الذي مورس ضد الناس، وبحق من حاول أن يعمل عقله قليلاً قبل أن ينساق في حملة التحريض ضد سوريا.
ولكن الحقائق خذلتني.
ومن أين لي أن أعرف أن هذه الجثث موجودة في تل النبي عزير من ثلاثمئة سنة، أي من قبل ظهور هذه الطبقة الشباطية الطفيلية التي تستثمر كل شيء حتى عظام الموتى؟
وكيف كان بإمكاني أن أنتظر نتائج التحقيق وأنا أرى اجتياح المعلومات المضللة وطوفان البروباغندا الإعلامية يكاد يطغى على كل شيء.
لقد ارتكبت خطأً، وأعترف.
هم ارتكبوا خطيئة.. فهل يعترفون؟
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق