هناك مثل لا يمكن إدراجه في هذا المكان، لأسباب كثيرة، فحواه أن الإنسان غير الشريف يكون أفصح ما يكون عندما يحاضر عن الشرف، ولمن يعرف نصّه أن يستظهره في نفسه حرصاً على أخلاق الجمهور.
يحضر هذا المثل إلى ذهني وأنا أسمع الذين يتحدثون عن الديمقراطية، فيما هم يقودون "رعاياهم" كالقطعان.
يقولون إن أبناء الشعوب في الأنظمة التوتاليتارية لا يتمكنون من التفكير فينقادون إلى قادة بعينهم دون النظر إلى ما يرتكبونه، مروّجين لأنفسهم بأنهم أصحاب الحوار في دولهم ومنظماتهم وتنظيماتهم ودكاكينهم.
يزعمون أن هذا التأييد العارم لشخص بعينه نابع من قلّة وعي، في حين هم يصادرون الهواء الذي يتنفسه أنصارهم، ويمارسون عليهم أقسى أساليب التعامل بين الإقطاعيين والأقنان، بين السادة والعبيد.
لا أحد يفكر إلا هم، لا أحد يقرر إلا هم، لا أحد يتكلم إلا بما يريدونه هم، لا أحد يملك إلا ما يسمحون له هم بحيازته، لا أحد يعرف إلا ما يرغبون هم له بمعرفته..
ثم يأتون ويتحدثون عن الديموقراطية وعن الولاء وعن الطاعة العمياء.
أفّ لكم، عندما تحاضرون عن العفاف.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق