الاثنين، سبتمبر 05، 2011

تحرك شعبي ضد "وكر الجاسوسية" في عوكر



محمود ريا
أحدث الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مساء الجمعة انعكاسات عديدة وفي أكثر من مكان، ولعلّ رد الفعل الفوري والانفعالي والمأزوم للسفارة الأميركية في بيروت من أول انعكاسات هذا الخطاب.

إلا أن هناك ترددات أخرى كان للخطاب الفضل في إطلاقها، في "الفضاء الافتراضي"، ولا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً "الفايسبوك".
لقد تابع المئات من أعضاء الموقع الخطاب ونقلوا محتواه إلى "أصدقائهم" ونشطت التعليقات والردود، أو ما يسميه أهل الفايسبوك بـ"البوستات" والكومنتات" بحيث أنه جرى تسجيل الآلاف منها خلال مسار الخطاب وبعد انتهائه.

وقامت المجموعات المتعددة على الموقع بتقديم تحليلات وأفكار حول ما قاله "السيد"، وفي مكان ما، كانت الإشادة كبيرة بالجرأة والقدرة على الوقوف في وجه "المحن" دون التهرب والانزواء.

وكل هذا يمكن اعتباره نشاطاً عادياً على موقع بات يشكل عالماً موازياً حقيقياً "يعيش فيه" الآلاف من الناس، ويقضون أيامهم في رحابه وعلى "مائدته".
إلا أن ما يمكن اعتباره نشاطاً مميزاً هو تلك الدعوة التي انطلقت عبر "الفايسبوك"، والتي باتت بسرعة تضم العشرات من "شباب الفايسبوك" والتي تحمل اسم "التحرك الشعبي ضد السفارة الأميركية ـ الهيئة التنظيمية".

هؤلاء الشباب انتظموا في مجموعة "غروب"، من أجل التباحث في كيفية الرد المتكامل على الاختراق الأميركي الفاضح للسيادة اللبنانية، من خلال تحول السفارة الأميركية في بيروت إلى وكر للتجسس، يضم ضباطاً مهمتهم العمل على تجنيد عملاء والحصول على معلومات تخدم عدو لبنان الأول والوحيد: العدو الصهيوني.

"الشباب" ما يزالون في بداية تحركهم، فالخطاب لم يمضِِ عليه ساعات، وكذلك هبّتهم من أجل عمل شيء ملموس، ليس على الانترنت فقط، لإظهار رفض الشعب اللبناني لبقاء هذا الوكر على حاله، يهدد أمن اللبنانيين ويخترق سيادتهم ويخدم عدوّهم دون حسيب أو رقيب.

"الغروب" مقفل حتى الآن، وكان لي شرف الانضمام إليه من خلال دعوة وُجّهت إليّ من مؤسسيه، ومن خلال متابعة الأفكار التي تُطلق على "حائط" الغروب يظهر أنها أفكار لامعة ومبدعة وفي حال بقيت الهمّة على ما هي عليه ـ وستبقى على ما يبدو ـ فهي "ستصنع فرقاً" فعلاً، وستحدث تأثيراً "على الأرض" سيساهم في كشف حقيقة "وكر التجسس"، وفي إظهار حجم جرائمه أمام اللبنانيين والعرب وكل العالم.

بالمناسبة، "الشباب"، من الجنسين، لا ينتمون إلى حزب واحد أو إلى توجه محدد، وإنما بينهم من ينتمي إلى أحزاب، وبينهم من هم غير منتمين، وإنما هم من اتجاهات وطوائف وتوجهات مختلفة، جمعهم حبّهم لمقاومة لبنان في وجه أعدائه، ورفضهم لأساليب الإدارة الأميركية وممثليها في لبنان، التي تقوم على "دس الدسائس والتآمر لمصلحة العدو".

إنه إنجاز يُفترض متابعته ودعمه، كما يُفترض المشاركة في النشاطات التي سيقرّها، والتي ستظهر قريباً جداً على "الفايسبوك"، وعلى الإنترنت وعلى مساحة لبنان كلّه أيضاً.

ليست هناك تعليقات: