الأربعاء، فبراير 13، 2008

على أمل قيامة لبنان

كان اللقاء على الهواء، لأن الطرفين ليس لديهما ما يخفيانه، ولأن العلاقة بينهما، وبين جماهيرهما، أنصع من أن تقتحمها الظلمة.
وكان الموقف أوضح من أن يقدر البعض على فهمه، وهو الذي اعتاد على إطلاق تصريحات باطنها غير ظاهرها، ومعناها يختلف عن ألفاظها.
وكانت الشخصيتان تبعثان في قلوب اللبنانيين، وفي منازلهم، دفئاً افتقدوه منذ تولّى عليهم من ليس في قلبه سوى صقيع الاستقواء بالخارج وجليد البعد عن الناس.
كان السيد والعماد معاً، في الحضور، وفي المواقف، وفي حركات اليدين وبسمات الشفاه.
كان الإعجاب هو السمة المميزة التي يمكن أن تستشفّها من الكلمات ومن النظرات.
لقد بدا إعجاب أحدهما بشخصية الآخر ظاهراً للعيان، من الإنصات الكامل لما يقوله، وتأكيده على مواقفه، وتبنّيهما للمقولة الواحدة: نحن إذا تلاقينا نتلاقى بشرف، وإذا تخاصمنا نتخاصم بشرف.
يصبح الحديث عن "الكيمياء التي تجمع" وعن "ائتلاف الأرواح" تحصيل حاصل، وتأكيد المؤكد، ويصبح ما أحسّه الناس على مدى السنوات الماضية حقيقة واقعة.
إنهما معاً، على الشاشة الواحدة، في الموقع الواحد، وفي الموقف الذي لا يتجزّأ.
السيد والجنرال: بعد "سهرة الأربعاء" بات الناس على أمل قيامة لبنان الجديد.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: