ليس معلوماً من أين يستورد هؤلاء حليب السباع، ومن هو المزوّد لهم بهذه المادة النادرة، التي لا يعرفون لها طعماً، ولا يدركون لها انتاجا.
ليس واضحاً كيف استطاعوا ان يمتطوا صهوة كلماتهم وينطلقوا إلى ميادين الهيجا، كذلك الذي وصفه الشاعر:
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطّه السيل من علِ.
كيف انقلب هؤلاء بين ليلة وضحاها إلى مستشرسين، مستنفرين، مستقتلين، بين أيديهم نار وصواريخ، وفي قلوبهم دروع بدل القلوب.
من أعطاهم كل هذا الدعم وكل هذا الزخم وكل هذه القوة وكل هذه القدرة؟
هل استوردوها من أسيادهم الأميركيين، وهم خَدَمَة المشروع الأميركي بإقرارهم واعترافهم؟
ولكن أنّى لهؤلاء الأسياد أن يعطوا ما لا يملكونه، وهم الذين يذوقون مرّ الهزائم في العراق وفي أفغانستان وفي هذه وتلك من أصقاع العالم؟
هل أخذوها عبرة من "حلفائهم" الصهاينة، وهم الذين قاتلوا معهم وكانوا لهم ادلّة وجواسيس وكشافة لتسقّط الأخبار عن المقاومة في حرب تموز؟
ولكن، كيف يعطيهم الصهاينة العبرة، وهم ما زالوا يدرسون عِبَر حرب تموز، وجنودهم لا يجرؤون على ركوب الدبابات التي رأوا أنها باتت توابيت متحركة بهم؟
هل منحهم إياها "ربع الكفافي الحمر" في تلك البلاد، وهم خدم أمرائها، وحَفَظَة عبارة "طال عمرك" يرددونها بالليل والنهار؟
وهل أولئك الأمراء الذين لم يقاتلوا يوماً دفاعاً عن أرض أو عرض، ولم يرفعوا صوتاً على عدو الأمة أو يد، قادرون على أن يهبوا ما لا يعرفون له معنى ولا يملكون له سبيلاً؟
هؤلاء الذين أتخموا أسماعنا في الساعات الماضية بعبارات القوة والعنتريات الفارغة هم إذاً بعيدون عن القدرة على تنفيذ تهديداتهم، بُعد مواقفهم عن الكرامة، ومواقعهم عن القمة، وكلامهم عن الحقيقة.
هؤلاء ببغائيون، لا علاقة لهم بالكلمة التي يقولونها، إنهم يقرأونها من ورقة وضعت أمامهم ليتلوها دون أن يكونوا قد قرأوها ولو مرة واحدة بما يمنعهم من خلط الأبيض والأخضر واليابس والصواريخ والدموع في صفحة واحدة.
لا علاقة لهم بالعبارات التي يطلقونها، فهم مع عجزهم عن القراءة يرددون ما يتلى عليهم في آذانهم، فينتظرون الكلمة وراء الكلمة، وإذا ما تذاكوا و"أبدعوا" لا يكون كلامهم إلا عن النراجيل وعن البرطيل.
هؤلاء الذين سيحاربون؟
هؤلاء هم الذين يهددون؟
هؤلاء الذين بكلمات الحرب يتسلحون؟
هؤلاء منقطعون عن الواقع، ومنقطعون عن الحقيقة، ومنقطعون عن التاريخ، ومن التاريخ يخرج لهم بيت الشعر:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً فأبشر بطول سلامة يا مربع
ليس واضحاً كيف استطاعوا ان يمتطوا صهوة كلماتهم وينطلقوا إلى ميادين الهيجا، كذلك الذي وصفه الشاعر:
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطّه السيل من علِ.
كيف انقلب هؤلاء بين ليلة وضحاها إلى مستشرسين، مستنفرين، مستقتلين، بين أيديهم نار وصواريخ، وفي قلوبهم دروع بدل القلوب.
من أعطاهم كل هذا الدعم وكل هذا الزخم وكل هذه القوة وكل هذه القدرة؟
هل استوردوها من أسيادهم الأميركيين، وهم خَدَمَة المشروع الأميركي بإقرارهم واعترافهم؟
ولكن أنّى لهؤلاء الأسياد أن يعطوا ما لا يملكونه، وهم الذين يذوقون مرّ الهزائم في العراق وفي أفغانستان وفي هذه وتلك من أصقاع العالم؟
هل أخذوها عبرة من "حلفائهم" الصهاينة، وهم الذين قاتلوا معهم وكانوا لهم ادلّة وجواسيس وكشافة لتسقّط الأخبار عن المقاومة في حرب تموز؟
ولكن، كيف يعطيهم الصهاينة العبرة، وهم ما زالوا يدرسون عِبَر حرب تموز، وجنودهم لا يجرؤون على ركوب الدبابات التي رأوا أنها باتت توابيت متحركة بهم؟
هل منحهم إياها "ربع الكفافي الحمر" في تلك البلاد، وهم خدم أمرائها، وحَفَظَة عبارة "طال عمرك" يرددونها بالليل والنهار؟
وهل أولئك الأمراء الذين لم يقاتلوا يوماً دفاعاً عن أرض أو عرض، ولم يرفعوا صوتاً على عدو الأمة أو يد، قادرون على أن يهبوا ما لا يعرفون له معنى ولا يملكون له سبيلاً؟
هؤلاء الذين أتخموا أسماعنا في الساعات الماضية بعبارات القوة والعنتريات الفارغة هم إذاً بعيدون عن القدرة على تنفيذ تهديداتهم، بُعد مواقفهم عن الكرامة، ومواقعهم عن القمة، وكلامهم عن الحقيقة.
هؤلاء ببغائيون، لا علاقة لهم بالكلمة التي يقولونها، إنهم يقرأونها من ورقة وضعت أمامهم ليتلوها دون أن يكونوا قد قرأوها ولو مرة واحدة بما يمنعهم من خلط الأبيض والأخضر واليابس والصواريخ والدموع في صفحة واحدة.
لا علاقة لهم بالعبارات التي يطلقونها، فهم مع عجزهم عن القراءة يرددون ما يتلى عليهم في آذانهم، فينتظرون الكلمة وراء الكلمة، وإذا ما تذاكوا و"أبدعوا" لا يكون كلامهم إلا عن النراجيل وعن البرطيل.
هؤلاء الذين سيحاربون؟
هؤلاء هم الذين يهددون؟
هؤلاء الذين بكلمات الحرب يتسلحون؟
هؤلاء منقطعون عن الواقع، ومنقطعون عن الحقيقة، ومنقطعون عن التاريخ، ومن التاريخ يخرج لهم بيت الشعر:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً فأبشر بطول سلامة يا مربع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق