افتتاحية نشرة "الصين بعيون عربية" ـ العدد التاسع
يزداد يوماً بعد يوم حجم التبادل التجاري بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان، ويزداد معه الارتباط بين الاقتصادين الناشطين والناشئين لما تريد الصين الشعبية إبقاءه دولة واحدة، فيما تعمل تايوان ليل نهار لتحويله إلى دولتين مستقلتين منفصلتين.
إنها المعادلة الصعبة التي تحكم العلاقة بين جانبي مضيق تايوان، العلاقة التي بقيت منذ عام 1949 تشهد فترات من التوتر الكبير، الذي يصل إلى حد بروز مخاطر اندلاع حرب عسكرية بين الطرفين، ثم تعود إلى نوع من الهدوء الذي يعتبر ضرورياً من أجل تنمية الروابط الاقتصادية والثقافية بين الطرفين.
واليوم تبدو الصورة أكثر تعقيداً، فالنزعة الاستقلالية ـ الانفصالية تتنامى في تايوان، وهي تتركز في صفوف النخبة السياسية الحاكمة، وترخي بظلالها على الغالبية من أبناء تايوان
الذين يتم تنميتهم على فكرة الاستقلال عن البر الصيني، في حين تتخذ سياسة بكين نحو "المقاطعة المتمردة" منحى أكثر حزماً، وصولاً إلى التهديد بخطوات غير سلمية ستتخذ في حال سارت تايوان في مسار إعلان الاستقلال، مع إمكانية بلوغ هذه الخطوات مرحلة القيام بغزو الجزيرة المتمردة.
وفي ظل هذا الخليط من العناصر المتفجرة يطل الدور الأميركي ليكون عاملاً أساسياً من عوامل التفجير، وليفرض نفسه كواحد من أسباب النفور الصيني مما يحصل على الضفة الأخرى من المضيق، بعد أن كانت الصين ولا تزال تتهم واشنطن بانها المسبب الرئيسي لأزمة تايوان من خلال دعمها المتواصل منذ العام 1949 للمتمردين التايوانيين.
واليوم، مع رفض الأمم المتحدة مرة أخرى لطلب تايوان
الانضمام إليها، تطل القضية الصينية التايوانية من جديد، حيث تقف تايوان متحدية المجتمع الدولي، ومتحدية الصين الأم، ومهددة بالذهاب إلى خيار الاستفتاء، مستفيدة من الصبر الذي تبديه القيادة الصينية في التعامل مع هذه القضية، ومن الدعم الأميركي الخفي، الذي يعمل على إبقاء هذه القضية جرحاً مفتوحاً في الخاصرة الصينية، دون السماح له بأن يصبح فتيلاً لتفجير حرب عسكرية لا تبدو بعيدة عن الحصول، وخصوصاً أن الدولة الصينية الأم تنفي أي نية لها للقيام بأي نشاط حربي في العالم، إلا باتجاه تايوان فيما لو حاولت فرض انفصالها كأمر واقع على المجتمع الدولي.
إنه "اللعب بالنار" الذي لا بد من وضع حد له، قبل أن يحرق كل شيء في شرق الكرة الأرضية، وربما في الكرة الأرضية كلها.
محمود ريا
يزداد يوماً بعد يوم حجم التبادل التجاري بين جمهورية الصين الشعبية وتايوان، ويزداد معه الارتباط بين الاقتصادين الناشطين والناشئين لما تريد الصين الشعبية إبقاءه دولة واحدة، فيما تعمل تايوان ليل نهار لتحويله إلى دولتين مستقلتين منفصلتين.
إنها المعادلة الصعبة التي تحكم العلاقة بين جانبي مضيق تايوان، العلاقة التي بقيت منذ عام 1949 تشهد فترات من التوتر الكبير، الذي يصل إلى حد بروز مخاطر اندلاع حرب عسكرية بين الطرفين، ثم تعود إلى نوع من الهدوء الذي يعتبر ضرورياً من أجل تنمية الروابط الاقتصادية والثقافية بين الطرفين.
واليوم تبدو الصورة أكثر تعقيداً، فالنزعة الاستقلالية ـ الانفصالية تتنامى في تايوان، وهي تتركز في صفوف النخبة السياسية الحاكمة، وترخي بظلالها على الغالبية من أبناء تايوان
الذين يتم تنميتهم على فكرة الاستقلال عن البر الصيني، في حين تتخذ سياسة بكين نحو "المقاطعة المتمردة" منحى أكثر حزماً، وصولاً إلى التهديد بخطوات غير سلمية ستتخذ في حال سارت تايوان في مسار إعلان الاستقلال، مع إمكانية بلوغ هذه الخطوات مرحلة القيام بغزو الجزيرة المتمردة.
وفي ظل هذا الخليط من العناصر المتفجرة يطل الدور الأميركي ليكون عاملاً أساسياً من عوامل التفجير، وليفرض نفسه كواحد من أسباب النفور الصيني مما يحصل على الضفة الأخرى من المضيق، بعد أن كانت الصين ولا تزال تتهم واشنطن بانها المسبب الرئيسي لأزمة تايوان من خلال دعمها المتواصل منذ العام 1949 للمتمردين التايوانيين.
واليوم، مع رفض الأمم المتحدة مرة أخرى لطلب تايوان
الانضمام إليها، تطل القضية الصينية التايوانية من جديد، حيث تقف تايوان متحدية المجتمع الدولي، ومتحدية الصين الأم، ومهددة بالذهاب إلى خيار الاستفتاء، مستفيدة من الصبر الذي تبديه القيادة الصينية في التعامل مع هذه القضية، ومن الدعم الأميركي الخفي، الذي يعمل على إبقاء هذه القضية جرحاً مفتوحاً في الخاصرة الصينية، دون السماح له بأن يصبح فتيلاً لتفجير حرب عسكرية لا تبدو بعيدة عن الحصول، وخصوصاً أن الدولة الصينية الأم تنفي أي نية لها للقيام بأي نشاط حربي في العالم، إلا باتجاه تايوان فيما لو حاولت فرض انفصالها كأمر واقع على المجتمع الدولي.
إنه "اللعب بالنار" الذي لا بد من وضع حد له، قبل أن يحرق كل شيء في شرق الكرة الأرضية، وربما في الكرة الأرضية كلها.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق