لقد راقبت صورهم، جميعهم، وأعدت النظر فيها، فوجدتهم جميعاً يضحكون.
الجنود القتلى.. يضحكون، الجندي الأسير يضحك، والأسير المستوطن الذي يدرس في كلية عسكرية يضحك، والجنود الذين يستعدون للعدوان.. يضحكون.
هل هناك سر ما؟
هل هي صدفة؟
سألت فسمعت أكثر من رأي، فلم أستطع أن أتبنى واحداً من الآراء التي طرحها الزملاء والرفاق والأصحاب.
ودلّني شعوري الداخلي إلى رأي شعرت براحة معه:
هذه الضحكات ليست بريئة.
القصد هو أن الذين يحضّرون لتوزيع صور الجنود والمستوطنين، أو الذين يوزعون صورهم بعد مقتلهم أو أسرهم، يتعمدون أن ينتقوا الصور التي يبدو فيها هؤلاء والابتسامة العريضة على وجوههم، وكأن هناك أمراً عسكرياً يصدر، عليهم تنفيذه، بأن يكونوا ضاحكين، حتى وهم يموتون.. أو يؤسرون.
يريدون أن يظهروا للعالم، أن هؤلاء أبرياء، جاء "الإرهاب" وقتلهم، وحرمهم من "حياة سعيدة" كانوا يعيشونها.
وبغض النظر عن مدى السعادة الحقيقية التي يعيشونها، وهم يتنعمون باغتصاب أرضنا وحقوقنا، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو ببساطة:
على من يضحكون؟
ربما الذين أجبروهم على أن تكون صورهم بعد الموت والأسر ضاحكة، كانوا يضحكون على العالم.. وعليهم أيضاً.
ولكن هؤلاء أيضاً ستوزع صورهم يوماً.. وسنرى إذا ما سيكونون فيها ضاحكين.
محمود ريا
الجمعة، يونيو 30، 2006
السبت، يونيو 17، 2006
الحقيقة والمستقبل
هل يمكن أن يخدع أحدنا كل الناس، طول الوقت؟
المعادلة المعروفة هي أنه يمكن لشخص ما أن يخدع كل الناس بعض الوقت، أو أن يخدع بعض الناس طول الوقت، فيما يدخل دمج "الخداعين" ليتحول إلى خداع دائم لكل الناس في دائرة المستحيلات.
لوهلة بدا أن عملية الخداع حققت نجاحاً مطلقاً، وأن ما يراد له أن يصبح واقعاً بات من أكثر الأمور واقعية، وأن السياق المعطى للأمور فرض نفسه إلى درجة أن أحداً لم يعد يتجرأ على وضع ظلال له، فضلاً عن التشكيك به أو نقضه.
كذلك، سيبقى كثيرون مقتنعين إلى الأبد بأن الرواية التي قدمت لهم هي الواقع، وأن أي وقائع تظهر في المقبل من الأيام ليست أكثر من ترّهات، ولن يتراجعوا عن ذلك.
وبين هذه المعادلة وتلك، بدا أن السحر الذي مورس على الناس بدأ يضعف، وأن الحقائق بدأت بالظهور وأن الصورة في الأيام المقبلة ستكون مختلفة عن الصورة التي رسموها ووضعوها على العيون بدون ترك أي فسحة للتمييز بين الألوان الحقيقية والمدخلات المزوّرة.
السحر بدأ يضعف، والوقائع أخذت بالبروز من تحت ركام التضليل، والمستقبل سيكشف، أو سيكتشف، الحقيقة.
محمود ريا
المعادلة المعروفة هي أنه يمكن لشخص ما أن يخدع كل الناس بعض الوقت، أو أن يخدع بعض الناس طول الوقت، فيما يدخل دمج "الخداعين" ليتحول إلى خداع دائم لكل الناس في دائرة المستحيلات.
لوهلة بدا أن عملية الخداع حققت نجاحاً مطلقاً، وأن ما يراد له أن يصبح واقعاً بات من أكثر الأمور واقعية، وأن السياق المعطى للأمور فرض نفسه إلى درجة أن أحداً لم يعد يتجرأ على وضع ظلال له، فضلاً عن التشكيك به أو نقضه.
كذلك، سيبقى كثيرون مقتنعين إلى الأبد بأن الرواية التي قدمت لهم هي الواقع، وأن أي وقائع تظهر في المقبل من الأيام ليست أكثر من ترّهات، ولن يتراجعوا عن ذلك.
وبين هذه المعادلة وتلك، بدا أن السحر الذي مورس على الناس بدأ يضعف، وأن الحقائق بدأت بالظهور وأن الصورة في الأيام المقبلة ستكون مختلفة عن الصورة التي رسموها ووضعوها على العيون بدون ترك أي فسحة للتمييز بين الألوان الحقيقية والمدخلات المزوّرة.
السحر بدأ يضعف، والوقائع أخذت بالبروز من تحت ركام التضليل، والمستقبل سيكشف، أو سيكتشف، الحقيقة.
محمود ريا
الخميس، يونيو 15، 2006
I admit
I admit that I have made an error.
Science has conquered me and proven that I have at times been writing that which was proven scientifically inaccurate.
On this point, a few months ago I wrote that the bodies discovered in the area of Majdal Anjar may be the remains of martyrs who died during the Zionist rancorous bombardment on the international road of Beirut/Damascus at the time of the Zionist invasion of Lebanon in 1982.
My writing was not based on substantiated evidence. Instead, it was based on personal experience of my own and the testimony of the some witnesses as well as the topic of a fellow journalist whose professional integrity I trust.
I simply adopted this viewpoint in order to remind the people of the possibility of the potential existence of these bodies in that area, unlike the sheer “truth” about which the drummers banged their drums and the pipers blew their pipes at the time—since they wanted to tie these bodies to the “tutelage reign”. They also banned any speech from waiting the investigation and scientific pursue of the truth irrespective of the intimidation and defamation that was practiced against the people and against those who use their brains before being drawn into the campaign of incitement against Syria.
However, the facts failed me.
How could I have known that these bodies have existed in Tal El-Nabi Auzeir for 300 years, before the emergence of this parasitic February class that is investing everything, even the bones of the dead?
How could I wait the results of the investigation while I witnessed the invasion of the misguiding information and the flood of the informative propaganda that overwhelmed almost everything?
I admit that I have made an error.
But they have sinned. Will they admit?
Mahmoud Raya
Science has conquered me and proven that I have at times been writing that which was proven scientifically inaccurate.
On this point, a few months ago I wrote that the bodies discovered in the area of Majdal Anjar may be the remains of martyrs who died during the Zionist rancorous bombardment on the international road of Beirut/Damascus at the time of the Zionist invasion of Lebanon in 1982.
My writing was not based on substantiated evidence. Instead, it was based on personal experience of my own and the testimony of the some witnesses as well as the topic of a fellow journalist whose professional integrity I trust.
I simply adopted this viewpoint in order to remind the people of the possibility of the potential existence of these bodies in that area, unlike the sheer “truth” about which the drummers banged their drums and the pipers blew their pipes at the time—since they wanted to tie these bodies to the “tutelage reign”. They also banned any speech from waiting the investigation and scientific pursue of the truth irrespective of the intimidation and defamation that was practiced against the people and against those who use their brains before being drawn into the campaign of incitement against Syria.
However, the facts failed me.
How could I have known that these bodies have existed in Tal El-Nabi Auzeir for 300 years, before the emergence of this parasitic February class that is investing everything, even the bones of the dead?
How could I wait the results of the investigation while I witnessed the invasion of the misguiding information and the flood of the informative propaganda that overwhelmed almost everything?
I admit that I have made an error.
But they have sinned. Will they admit?
Mahmoud Raya
الجمعة، يونيو 09، 2006
اعتراف.. ولكن!
أعترف أنني أخطأت.
لقد غلبني العلم، وبيّن أنني أكتب أحياناً ما يثبت علمياً عدم دقته.
في هذه الزاوية، كتبت قبل أشهر أن ما اكتشف من جثث في منطقة مجدل عنجر قد يعود لشهداء قضوا في القصف الصهيوني الحاقد على طريق بيروت الشام خلال الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.
لم يكن ما كتبته مستنداً إلى دليل حسي، وإنما هو ارتكز إلى قرينة تجربة شخصية عشتها، وشهادة بعض الشهود وموضوع صحافي كتبه زميل أثق بنزاهته المهنية.
وتبنيت وجهة النظر هذه فقط كي أذكّر الناس بإمكانية وجود احتمال آخر لوجود هذه الجثث في تلك المنطقة، غير "الحقيقة" المطلقة التي طبّل لها المطبّلون وزمّر المزمّرون في تلك الأيام، والتي أرادت ربط هذه الجثث بـ"عهد الوصاية"، ومنعت أي حديث عن انتظار التحقيق والبحث العلمي عن الحقيقة بعيداً عن التهويل والتخوين الذي مورس ضد الناس، وبحق من حاول أن يعمل عقله قليلاً قبل أن ينساق في حملة التحريض ضد سوريا.
ولكن الحقائق خذلتني.
ومن أين لي أن أعرف أن هذه الجثث موجودة في تل النبي عزير من ثلاثمئة سنة، أي من قبل ظهور هذه الطبقة الشباطية الطفيلية التي تستثمر كل شيء حتى عظام الموتى؟
وكيف كان بإمكاني أن أنتظر نتائج التحقيق وأنا أرى اجتياح المعلومات المضللة وطوفان البروباغندا الإعلامية يكاد يطغى على كل شيء.
لقد ارتكبت خطأً، وأعترف.
هم ارتكبوا خطيئة.. فهل يعترفون؟
محمود ريا
لقد غلبني العلم، وبيّن أنني أكتب أحياناً ما يثبت علمياً عدم دقته.
في هذه الزاوية، كتبت قبل أشهر أن ما اكتشف من جثث في منطقة مجدل عنجر قد يعود لشهداء قضوا في القصف الصهيوني الحاقد على طريق بيروت الشام خلال الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.
لم يكن ما كتبته مستنداً إلى دليل حسي، وإنما هو ارتكز إلى قرينة تجربة شخصية عشتها، وشهادة بعض الشهود وموضوع صحافي كتبه زميل أثق بنزاهته المهنية.
وتبنيت وجهة النظر هذه فقط كي أذكّر الناس بإمكانية وجود احتمال آخر لوجود هذه الجثث في تلك المنطقة، غير "الحقيقة" المطلقة التي طبّل لها المطبّلون وزمّر المزمّرون في تلك الأيام، والتي أرادت ربط هذه الجثث بـ"عهد الوصاية"، ومنعت أي حديث عن انتظار التحقيق والبحث العلمي عن الحقيقة بعيداً عن التهويل والتخوين الذي مورس ضد الناس، وبحق من حاول أن يعمل عقله قليلاً قبل أن ينساق في حملة التحريض ضد سوريا.
ولكن الحقائق خذلتني.
ومن أين لي أن أعرف أن هذه الجثث موجودة في تل النبي عزير من ثلاثمئة سنة، أي من قبل ظهور هذه الطبقة الشباطية الطفيلية التي تستثمر كل شيء حتى عظام الموتى؟
وكيف كان بإمكاني أن أنتظر نتائج التحقيق وأنا أرى اجتياح المعلومات المضللة وطوفان البروباغندا الإعلامية يكاد يطغى على كل شيء.
لقد ارتكبت خطأً، وأعترف.
هم ارتكبوا خطيئة.. فهل يعترفون؟
محمود ريا
الخميس، يونيو 08، 2006
False victories
The Arabs have been incompetent, and have compensated for their incompetence by launching great slogans and claiming false victories as well as recording large numbers of losses within the lines of the Zionist enemy. Later, the facts came to reveal that what happened on the field was unlike the slogans, contradicted with the victories and that the numbers recorded were very far from the real numbers.
Some tried to say that this pattern of dealing with the conflict and its outcomes fountains from the Arab soul that tends to exaggerate and talk at random.
Others insisted that these Arab exaggerations represented the case of all the tardy and negligent people throughout the world, for they fill the gap of their actions with words and furnish the desert of reality with dreams.
Some Arabs never changed for reasons unknown to them. They continued in the same way and maintained the same state in which they were born and lived with their ancestors.
Some Arabs are now turning words into deeds, and their numbers are being regarded as irrefutable documents; and their evaluations of the developments have become the official story of the events.
There is more. The exaggeration has transformed to become a method of the enemy to deal with the events; and the numbers which the Zionists remember are now being regarded as a “joke” by the world media means.
What has changed?
What has changed is that the Arabs, whose words are being believed, are now creating the events, steering the paths, and making the decisions. On the other hand, the enemy is now reacting.
The enemy has become incompetent, exaggerating and hallucinating; and claiming false victories.
Mahmoud Raya
Some tried to say that this pattern of dealing with the conflict and its outcomes fountains from the Arab soul that tends to exaggerate and talk at random.
Others insisted that these Arab exaggerations represented the case of all the tardy and negligent people throughout the world, for they fill the gap of their actions with words and furnish the desert of reality with dreams.
Some Arabs never changed for reasons unknown to them. They continued in the same way and maintained the same state in which they were born and lived with their ancestors.
Some Arabs are now turning words into deeds, and their numbers are being regarded as irrefutable documents; and their evaluations of the developments have become the official story of the events.
There is more. The exaggeration has transformed to become a method of the enemy to deal with the events; and the numbers which the Zionists remember are now being regarded as a “joke” by the world media means.
What has changed?
What has changed is that the Arabs, whose words are being believed, are now creating the events, steering the paths, and making the decisions. On the other hand, the enemy is now reacting.
The enemy has become incompetent, exaggerating and hallucinating; and claiming false victories.
Mahmoud Raya
العدو والانتصارات الوهمية
كان العرب عاجزين، وكانوا يسدون عجزهم بإطلاق شعارات كبرى وادعاء انتصارات وهمية، وتسجيل أرقام هائلة من الخسائر في صفوف العدو الصهيوني.. ثم تأتي الوقائع لتكشف أن ما يحصل على الأرض معاكس للشعارات، ومناقض للانتصارات، وبعيد كل البعد عن الأرقام الحقيقية.
حاول البعض القول إن هذا النمط من التعامل مع الصراع ونتائجه نابع من الذات العربية التي تميل إلى المبالغة والتهويل وإطلاق الكلام على عواهنه.
وأصر البعض الآخر على أن هذه المبالغات العربية هي حال كل القاصرين والمقصرين في كل أنحاء العالم، فهم يسدون بالكلام ثغرات الفعل، ويفرشون بالأحلام صحراء الواقع.
بعض العرب لم يتغيروا، ولم يعرفوا لماذا لم يتغيروا، لأنهم استمروا كما كانوا، وبقوا على الحال التي وُلدوا عليها، وعاش عليها آباؤهم.
وبعض العرب باتوا يقولون ما يفعلون، وباتت أرقامهم تؤخذ بمثابة مستندات لا تقبل الرد، وصارت تقويماتهم للتطورات تصبح هي الرواية الرسمية للأحداث.
لا بل أكثر من ذلك، لقد انتقل التهويل ليصبح وسيلة العدو للتعامل مع الأحداث، وصارت الأرقام التي يذكرها الصهاينة تُعامل كـ"مزحة" من قبل وسائل الإعلام العالمية.
فما الذي تغير؟
ما تغير أن العرب الذين تصدق أقوالهم باتوا هم الذين يصنعون الأحداث، وهم الذين يوجهون المسارات، وهم الذين يتخذون القرارات.. وصار العدو يعمل برد الفعل.
صار العدو عاجزاً، وأخذ يبالغ ويهذي.. ويدعي انتصارات وهمية.
محمود ريا
حاول البعض القول إن هذا النمط من التعامل مع الصراع ونتائجه نابع من الذات العربية التي تميل إلى المبالغة والتهويل وإطلاق الكلام على عواهنه.
وأصر البعض الآخر على أن هذه المبالغات العربية هي حال كل القاصرين والمقصرين في كل أنحاء العالم، فهم يسدون بالكلام ثغرات الفعل، ويفرشون بالأحلام صحراء الواقع.
بعض العرب لم يتغيروا، ولم يعرفوا لماذا لم يتغيروا، لأنهم استمروا كما كانوا، وبقوا على الحال التي وُلدوا عليها، وعاش عليها آباؤهم.
وبعض العرب باتوا يقولون ما يفعلون، وباتت أرقامهم تؤخذ بمثابة مستندات لا تقبل الرد، وصارت تقويماتهم للتطورات تصبح هي الرواية الرسمية للأحداث.
لا بل أكثر من ذلك، لقد انتقل التهويل ليصبح وسيلة العدو للتعامل مع الأحداث، وصارت الأرقام التي يذكرها الصهاينة تُعامل كـ"مزحة" من قبل وسائل الإعلام العالمية.
فما الذي تغير؟
ما تغير أن العرب الذين تصدق أقوالهم باتوا هم الذين يصنعون الأحداث، وهم الذين يوجهون المسارات، وهم الذين يتخذون القرارات.. وصار العدو يعمل برد الفعل.
صار العدو عاجزاً، وأخذ يبالغ ويهذي.. ويدعي انتصارات وهمية.
محمود ريا
Double Message; Conclusive Retaliation
The Zionists have waited a long time, hoping that their aspirations will be spontaneously achieved in Lebanon. They gambled on the success of those who embraced the US flag in Lebanon, hoping that they will achieve that which they could not; and they employed for this aim all their military, political and media means.
However, Washington asked Tel Aviv to give the agents a chance to carry out their tasks, but they could not fulfill their commitments. Hence, the issue that worries the Zionists – with the Americans behind – remains unsolved, the horizon remains blocked, and the broad hopes failed because of the steadfastness of the Lebanese nation and the firmness of its resistance against all attempts of intimidation and temptation.
The Zionists lost hope hence, desperation can be a motive to carry out mad actions, a part of which is “the re-testing of the same experience,” with an attempt to take the matters into their own hands.
This is where the direct Israeli involvement in the developments of the Lebanese arena came raw and devoid of any attempt at covering, reaching the extent that drove the enemy and ally to say that the Zionist acts last Sunday represent a term that must be used by “those concerned” during the next round of dialogue, which will include only the issue of the defensive strategy of Lebanon.
After widening their aggression on Lebanon, the Zionists wanted to send a threatening message to the resistance and a supportive message to the opposite side on the Lebanese arena, hoping that these two messages will succeed in adjusting the “balanced” symmetry of forces on the Lebanese arena, and add weight to the viewpoint of one team against another.
However, the facts, which were collected after the dust of the Zionist shelling coupled with the dust of the hostile informative intimidation cleared off, indicated that the Zionist aspirations were not achieved, and that they fell again into the trap.
On the military level, the calculations of the reality on field did not match the dreams of the generals who are sitting in their head quarters in “the Zionist depth” or inside the HQ of Jalil division that was bombed. Those residing inside felt the truth of the resisting act that intercepted the hostile employment of combat mediums of high style.
Instead of having the new equation based on the Zionist capacity and the resisting frustration, the resistance fighters thwarted the Zionist plan and forced the enemies in a tangible form to change the tactics used in the fortifications and outposts in the north!
And although the “military mail box” had returned the message to its posters with the necessary “clarifications,” yet, the “political box” received the message to the extent of expressing a welcoming of this intervention, even if it had to be a form of condemning the Zionist attacks on the Lebanese areas in order to send poisoned messages in all the directions as well as launch the political and media horns to start violent attacks on the choice of the resistance and its arms.
Those who wondered – and still wonder – about the use of the resistance continuation can learn a lesson from the events last week to reach the conviction that the resistance is the only method of retaliation against the Zionist messages that are full of hatred, destruction and evilness. And that the resistance alone can “surprise” the enemy and prevent it from encroaching upon Lebanon and its dignity, sovereignty, liberty and independence. This is exactly the meaning of the Day of the Resistance and Liberation which Lebanon celebrated this year as one of the best holidays, although it did not gain the blessing of those in authority to be officially marked as a holiday.
Mahmoud Raya
However, Washington asked Tel Aviv to give the agents a chance to carry out their tasks, but they could not fulfill their commitments. Hence, the issue that worries the Zionists – with the Americans behind – remains unsolved, the horizon remains blocked, and the broad hopes failed because of the steadfastness of the Lebanese nation and the firmness of its resistance against all attempts of intimidation and temptation.
The Zionists lost hope hence, desperation can be a motive to carry out mad actions, a part of which is “the re-testing of the same experience,” with an attempt to take the matters into their own hands.
This is where the direct Israeli involvement in the developments of the Lebanese arena came raw and devoid of any attempt at covering, reaching the extent that drove the enemy and ally to say that the Zionist acts last Sunday represent a term that must be used by “those concerned” during the next round of dialogue, which will include only the issue of the defensive strategy of Lebanon.
After widening their aggression on Lebanon, the Zionists wanted to send a threatening message to the resistance and a supportive message to the opposite side on the Lebanese arena, hoping that these two messages will succeed in adjusting the “balanced” symmetry of forces on the Lebanese arena, and add weight to the viewpoint of one team against another.
However, the facts, which were collected after the dust of the Zionist shelling coupled with the dust of the hostile informative intimidation cleared off, indicated that the Zionist aspirations were not achieved, and that they fell again into the trap.
On the military level, the calculations of the reality on field did not match the dreams of the generals who are sitting in their head quarters in “the Zionist depth” or inside the HQ of Jalil division that was bombed. Those residing inside felt the truth of the resisting act that intercepted the hostile employment of combat mediums of high style.
Instead of having the new equation based on the Zionist capacity and the resisting frustration, the resistance fighters thwarted the Zionist plan and forced the enemies in a tangible form to change the tactics used in the fortifications and outposts in the north!
And although the “military mail box” had returned the message to its posters with the necessary “clarifications,” yet, the “political box” received the message to the extent of expressing a welcoming of this intervention, even if it had to be a form of condemning the Zionist attacks on the Lebanese areas in order to send poisoned messages in all the directions as well as launch the political and media horns to start violent attacks on the choice of the resistance and its arms.
Those who wondered – and still wonder – about the use of the resistance continuation can learn a lesson from the events last week to reach the conviction that the resistance is the only method of retaliation against the Zionist messages that are full of hatred, destruction and evilness. And that the resistance alone can “surprise” the enemy and prevent it from encroaching upon Lebanon and its dignity, sovereignty, liberty and independence. This is exactly the meaning of the Day of the Resistance and Liberation which Lebanon celebrated this year as one of the best holidays, although it did not gain the blessing of those in authority to be officially marked as a holiday.
Mahmoud Raya
الأحد، يونيو 04، 2006
الرسالة المزدوجة.. والرد الحاسم
انتظر الصهاينة كثيراً أن تتحقق أهدافهم في لبنان من تلقاء نفسها، وراهنوا على نجاح حاملي اللواء الأميركي في لبنان في أن يقوموا عنهم بما حاولوا أن يقوموا به هم، واستخدموا من أجله كل ما يملكون من وسائل عسكرية وسياسية وإعلامية.
ولكن الوكلاء الذين طلبت واشنطن من تل أبيب أن تعطيهم فرصة للقيام بما هو مطلوب منهم، عجزوا عن الوفاء بتعهداتهم، وبقي الموضوع الذي يقلق الصهاينة ـ ومن ورائهم الأميركيون ـ عالقاً بلا حل، وبقي الأفق مسدوداً، والآمال العريضة سقطت عند صمود الشعب اللبناني وثبات مقاومته أمام كل محاولات التهويل والإغراء.
يئس الصهاينة، واليأس دافع لارتكاب أعمال مجنونة، منها إعادة "تجريب المجرّب"، ومحاولة تحقيق الأهداف باليد.
من هنا كان الدخول الإسرائيلي المباشر على تطورات الساحة اللبنانية فجاً وخالياً من أي محاولة للتغطية، إلى درجة دفعت العدو والصديق للقول إن ما قام به الصهاينة يوم الأحد الماضي هو مفردة للاستخدام ممن "يعنيهم الأمر" في جولة الحوار القادمة، التي يفترض أن يكون موضوع الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان الموضوع الوحيد على طاولتها.
لقد أراد الصهاينة من توسيع عدوانهم على لبنان توجيه رسالة تهديد إلى المقاومة ورسالة تأييد إلى الطرف المقابل لها على الساحة اللبنانية، عسى أن تنجح هاتان الرسالتان في تعديل ميزان القوى "المتوازن" على الساحة اللبنانية، وتغليب وجهة نظر فريق على فريق آخر.
ولكن المعطيات التي جُمعت بعد انجلاء غبار القصف الصهيوني وغبار التهويل الإعلامي المعادي الذي رافقه، تشير إلى أن ما أراده الصهاينة لم يتحقق، وأنهم وقعوا مرة أخرى في الفخ.
على الصعيد العسكري لم تطابق حسابات الواقع الميداني أحلام الجنرالات القابعين في مقر قيادتهم في "العمق الصهيوني" أو في قيادة فرقة الجليل التي تعرضت للقصف، ولمس المقيمون فيها حقيقة الفعل المقاوم في مواجهة الاستخدام المعادي لوسائط قتالية من الطراز الرفيع.
وبدل أن تكون المعادلة الجديدة قائمة على القدرة الصهيونية والإحباط المقاوم، أحبط المقاومون الخطة الصهيونية وأجبروا الأعداء بشكل ملموس على تغيير التكتيكات المستخدمة في التحصين والتمركز في الشمال!
وإذا كان "صندوق البريد العسكري" قد رد الرسالة إلى مرسليها مع "التوضيحات" اللازمة، فإن "الصندوق السياسي" استقبل الرسالة إلى درجة الإعراب عن الترحيب بهذا التدخل، ولو من باب استخدام إدانة الاعتداءات الصهيونية على المناطق اللبنانية من أجل توجيه رسائل مسمومة في كل الاتجاهات، وإطلاق الأبواق السياسية والإعلامية لشن حملات عنيفة على خيار المقاومة وعلى سلاحها.
يمكن للذين كانوا ـ وما زالوا ـ يتساءلون عن جدوى بقاء المقاومة أن يستفيدوا من الذي حصل خلال هذا الأسبوع كي يقتنعوا بأن المقاومة هي الرد الوحيد على الرسائل الصهيونية المملوءة حقداً ودماراً وخبثاً، وأنها الوحيدة التي تستطيع أن "تفاجئ" العدو وتمنعه من التطاول على لبنان وكرامته وسيادته وحريته واستقلاله.. وهذا هو بالضبط معنى عيد المقاومة والتحرير الذي احتفل به لبنان هذا العام كأفضل ما يمكن أن يكون الاحتفال، حتى لو لم يحظَ ببركة الإعلان عنه عيداً رسمياً من قبل من بيدهم الأمر.
محمود ريا
ولكن الوكلاء الذين طلبت واشنطن من تل أبيب أن تعطيهم فرصة للقيام بما هو مطلوب منهم، عجزوا عن الوفاء بتعهداتهم، وبقي الموضوع الذي يقلق الصهاينة ـ ومن ورائهم الأميركيون ـ عالقاً بلا حل، وبقي الأفق مسدوداً، والآمال العريضة سقطت عند صمود الشعب اللبناني وثبات مقاومته أمام كل محاولات التهويل والإغراء.
يئس الصهاينة، واليأس دافع لارتكاب أعمال مجنونة، منها إعادة "تجريب المجرّب"، ومحاولة تحقيق الأهداف باليد.
من هنا كان الدخول الإسرائيلي المباشر على تطورات الساحة اللبنانية فجاً وخالياً من أي محاولة للتغطية، إلى درجة دفعت العدو والصديق للقول إن ما قام به الصهاينة يوم الأحد الماضي هو مفردة للاستخدام ممن "يعنيهم الأمر" في جولة الحوار القادمة، التي يفترض أن يكون موضوع الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان الموضوع الوحيد على طاولتها.
لقد أراد الصهاينة من توسيع عدوانهم على لبنان توجيه رسالة تهديد إلى المقاومة ورسالة تأييد إلى الطرف المقابل لها على الساحة اللبنانية، عسى أن تنجح هاتان الرسالتان في تعديل ميزان القوى "المتوازن" على الساحة اللبنانية، وتغليب وجهة نظر فريق على فريق آخر.
ولكن المعطيات التي جُمعت بعد انجلاء غبار القصف الصهيوني وغبار التهويل الإعلامي المعادي الذي رافقه، تشير إلى أن ما أراده الصهاينة لم يتحقق، وأنهم وقعوا مرة أخرى في الفخ.
على الصعيد العسكري لم تطابق حسابات الواقع الميداني أحلام الجنرالات القابعين في مقر قيادتهم في "العمق الصهيوني" أو في قيادة فرقة الجليل التي تعرضت للقصف، ولمس المقيمون فيها حقيقة الفعل المقاوم في مواجهة الاستخدام المعادي لوسائط قتالية من الطراز الرفيع.
وبدل أن تكون المعادلة الجديدة قائمة على القدرة الصهيونية والإحباط المقاوم، أحبط المقاومون الخطة الصهيونية وأجبروا الأعداء بشكل ملموس على تغيير التكتيكات المستخدمة في التحصين والتمركز في الشمال!
وإذا كان "صندوق البريد العسكري" قد رد الرسالة إلى مرسليها مع "التوضيحات" اللازمة، فإن "الصندوق السياسي" استقبل الرسالة إلى درجة الإعراب عن الترحيب بهذا التدخل، ولو من باب استخدام إدانة الاعتداءات الصهيونية على المناطق اللبنانية من أجل توجيه رسائل مسمومة في كل الاتجاهات، وإطلاق الأبواق السياسية والإعلامية لشن حملات عنيفة على خيار المقاومة وعلى سلاحها.
يمكن للذين كانوا ـ وما زالوا ـ يتساءلون عن جدوى بقاء المقاومة أن يستفيدوا من الذي حصل خلال هذا الأسبوع كي يقتنعوا بأن المقاومة هي الرد الوحيد على الرسائل الصهيونية المملوءة حقداً ودماراً وخبثاً، وأنها الوحيدة التي تستطيع أن "تفاجئ" العدو وتمنعه من التطاول على لبنان وكرامته وسيادته وحريته واستقلاله.. وهذا هو بالضبط معنى عيد المقاومة والتحرير الذي احتفل به لبنان هذا العام كأفضل ما يمكن أن يكون الاحتفال، حتى لو لم يحظَ ببركة الإعلان عنه عيداً رسمياً من قبل من بيدهم الأمر.
محمود ريا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)