الخميس، يناير 03، 2008

انتظروا البسمة

تزاحمت المناسبات على اللبناني حتى كادت تجعل كل أيامه في هذه الفترة عطلات وإجازات، ولكنها أبداً لم تنجح في أن تجعل أيامه أعياداً وساعاته ساعات فرح وانشراح.
فقد العيد عند اللبناني معناه وبات يعيش في الفراغ.
اللبناني.. والعيد باتا في فراغ، لا شيء يسده، لا أمل ولا مال ولا رئيس ولا سيادة ولا دستور ولا كيان ولا دولة. أضحى اللبناني يعيش في العدم، ومن العدم، يبحث عن شيء فلا يجد شيئاً، ينتظر حدثاً فلا يرى أي حدث.
والعيد لم يعد مقترناً بصفاته، لم يعد مباركاً ولا مجيداً ولا سعيداً، ونهاية سنة وبداية أخرى لم تعد تشكل محطة لانطلاقة جديدة نحو الأفضل.
إذا نجح هؤلاء المتربعون على سدّة الحكم بالتزوير وبالبهورة وبالدعم الخارجي في شيء، فهو في تمكنهم من خنق التطلع إلى الأفضل في نفس اللبناني، ودفعه إلى الانطواء على ما بين يديه خوفاً من أن يفقد كل شيء.
ولكن..
إن نجاحاً كهذا ليس له نهاية إلا السقوط، فلا التزوير يبقى ولا البهورة تحمي ولا الدعم الخارجي يبقي على الكرسي.
اقتربت نهايتهم، واقتربت أيام العيد الحقيقي برحيلهم عن مواقعهم التي تسلطوا عليها.. ولا بد أن تعود البسمة التي سرقوها إلى الوجوه.
انتظروا البسمة.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: