مرّ قبل أيام خبر صغير مرور الكرام، فلم يتوقف عنده أحد، ولكنه عاد إلى ذاكرتي لألف سبب وسبب.
رئيس دولة المالديف المؤلفة من آلاف الجزر الصغيرة في المحيط الهندي، يفكر بـ"شراء أو استئجار وطن جديد" لأبناء شعبه، لأن الأرض التي يقيمون عليها ستغمرها مياه البحر في العقود أو السنوات المقبلة، نتيجة عوامل الاحترار العالمي وارتفاع مستوى المحيطات.
يثير هذا الخبر الكثير من القلق لسكان هذه الجزر الذين لا يتجاوزون ثلاثمئة ألف نسمة، باعتبارهم ربما يكونون من أوائل ضحايا تدمير الإنسان للبيئة التي تحتضنه، فإذا بهم يخسرون مكوّناً أساسياً من مكوّنات وجود دولتهم، ألا وهو الأرض.
ولكنه يثير بالمقابل الشعور بالإعجاب بهذا الشعب الصغير الذي قرر أن يتجاوز هذه المحنة موحداً محتفظاً بالمكوّنين الآخرين لوطنه، ألا وهما "الشعب الواحد" و"المؤسسات الموحدة".
هو شعب قرر الانتقال بشكل جماعي إلى منطقة أخرى لإقامة دولة المالديف الجديدة، التي خسرت الجزر لتربح البقاء بعلم ونشيد ومؤسسات وكيان.
هو شعب حضاري تالياً، واعٍ ومتماسك، يعرف معنى العيش المشترك، ويفكر بشكل جماعي من أجل تحقيق مصلحته الوطنية، بعيداً عن التشتت والتمزق والتفرق أيدي سبأ.
فماذا عن شعوب أخرى في العالم، ليس من خطر بيئي ـ حتى الآن ـ يتهدد أرضها بالزوال، في حين ان المكونات الأخرى للوطن تترنح تحت شعارات وطروحات أقل ما يقال فيها انها طروحات تؤدي إلى اضمحلال الوطن وتشتت الكيان؟
ماذا عن الشعب اللبناني مثلاً، الذي يفقد أبناؤه كل يوم ما يمكن أن يجمعهم من أفكار وتطلعات ومصالح مشتركة؟
ماذا عن الشعب اللبناني الذي لا يفكر بعض أبنائه إلا بالفيدرالية والتقسيم والكانتونات والكيانات المجزأة والسلطات المهشمة والمواجهات الطائفية والمنفعية والأخلاقية (اللاأخلاقية)؟
ربما يكون هناك أكثر من دافع يجعل الواحد منا يتمنى أن يكون من أبناء المالديف، ليس أكثرها أن هذا البلد رائع الجمال ـ برغم أن هذا الجمال سيندثر تحت ماء البحر ـ ولا أقلها أن هناك مسؤولين في ذلك البلد يفكرون بمستقبل شعبهم بعد سنوات، لا بمصالحهم الذاتية الضيقة خلال الانتخابات النيابية القادمة.
محمود ريا
رئيس دولة المالديف المؤلفة من آلاف الجزر الصغيرة في المحيط الهندي، يفكر بـ"شراء أو استئجار وطن جديد" لأبناء شعبه، لأن الأرض التي يقيمون عليها ستغمرها مياه البحر في العقود أو السنوات المقبلة، نتيجة عوامل الاحترار العالمي وارتفاع مستوى المحيطات.
يثير هذا الخبر الكثير من القلق لسكان هذه الجزر الذين لا يتجاوزون ثلاثمئة ألف نسمة، باعتبارهم ربما يكونون من أوائل ضحايا تدمير الإنسان للبيئة التي تحتضنه، فإذا بهم يخسرون مكوّناً أساسياً من مكوّنات وجود دولتهم، ألا وهو الأرض.
ولكنه يثير بالمقابل الشعور بالإعجاب بهذا الشعب الصغير الذي قرر أن يتجاوز هذه المحنة موحداً محتفظاً بالمكوّنين الآخرين لوطنه، ألا وهما "الشعب الواحد" و"المؤسسات الموحدة".
هو شعب قرر الانتقال بشكل جماعي إلى منطقة أخرى لإقامة دولة المالديف الجديدة، التي خسرت الجزر لتربح البقاء بعلم ونشيد ومؤسسات وكيان.
هو شعب حضاري تالياً، واعٍ ومتماسك، يعرف معنى العيش المشترك، ويفكر بشكل جماعي من أجل تحقيق مصلحته الوطنية، بعيداً عن التشتت والتمزق والتفرق أيدي سبأ.
فماذا عن شعوب أخرى في العالم، ليس من خطر بيئي ـ حتى الآن ـ يتهدد أرضها بالزوال، في حين ان المكونات الأخرى للوطن تترنح تحت شعارات وطروحات أقل ما يقال فيها انها طروحات تؤدي إلى اضمحلال الوطن وتشتت الكيان؟
ماذا عن الشعب اللبناني مثلاً، الذي يفقد أبناؤه كل يوم ما يمكن أن يجمعهم من أفكار وتطلعات ومصالح مشتركة؟
ماذا عن الشعب اللبناني الذي لا يفكر بعض أبنائه إلا بالفيدرالية والتقسيم والكانتونات والكيانات المجزأة والسلطات المهشمة والمواجهات الطائفية والمنفعية والأخلاقية (اللاأخلاقية)؟
ربما يكون هناك أكثر من دافع يجعل الواحد منا يتمنى أن يكون من أبناء المالديف، ليس أكثرها أن هذا البلد رائع الجمال ـ برغم أن هذا الجمال سيندثر تحت ماء البحر ـ ولا أقلها أن هناك مسؤولين في ذلك البلد يفكرون بمستقبل شعبهم بعد سنوات، لا بمصالحهم الذاتية الضيقة خلال الانتخابات النيابية القادمة.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق