افتتاحية العدد السادس والثلاثين من نشرة "الصين بعيون عربية" الأسبوعية الإلكترونية
مرة أخرى يعود ملف رفع الميزانية العسكرية للصين إلى السطح، وهو مرشح لأن يبقى في مقدمة جدول أعمال العلاقات الأميركية الصينية طوال السنوات القادمة.
لم تكد بكين تعلن عن زيادة الميزانية الدفاعية للعام 2008 بنسبـة 17 بالمئة حتى انتفضت الولايات المتحدة موجهة الانتقادات إلى هذا ”الاندفاع الصيني“ إلى تصعيد الأجواء العسكرية، وإلى انعدام الشفافية لدى رجل الدولة الصيني تجاه الموضوع العسكري.
هذا الكلام الأميركي لاقى رداً مناسباً من القيادة الصينية التي رفضت الانتقادات الأميركية ووجهت بالمقابل انتقادات إلى الولايات المتحدة التي يبلغ إنفاقها على التسلح (480 مليار دولار) أكثر من خمسة أضعاف الميزانية التي تقدرها واشنطن للإنفاق العسكري الصيني (حوالي 100 مليار دولار) وما يقارب عشرة أضعاف الرقم الصيني الرسمي لهذا الإنفاق ( 57 مليار دولار).
والصين تزيد على هذه المقارنة بين الميزانيتين الأميركية والصينية للإنفاق العسكري بالقول إن الصين تزيد إنفاقها لخدمة الجنود ورفع مستواهم المعيشي وليس من أجل شراء الطائرات وتكديس المعدات العسكرية.
وتذكّر الصين البنتاغون أيضاً بأن ما تضعه الولايات المتحدة في ميزانيتها العسكرية لا يشمل إنفاق واشنطن على حروبها المختلفة، والذي بلغ أكثر من ثلاثة آلاف مليار دولار خلال السنوات القليلة الماضية.
إذا بين الأرقام الرسمية الصينية المعتدلة جداً وبين الأرقام الأميركية التي تضخّم هذا الإنفاق، تبقى العقدة الأميركية من الصين على تضخمها، وهي التي تظهر في كل حركة أميركية، وفي كل تقرير عسكري صادر عن أي ذراع من أذرع القوة العسكرية الأميركية، حيث تحتل الصين دون غيرها من دول العالم صدارة لائحة الظهور في هذه التقارير.
وإذا كانت الصين تصر على أن جيشها ليس له أي أهداف توسعية، وإنما هدفه فقط هو حماية الحدود الصينية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، فإن التحديات الكبرى التي تواجهها الصين سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى العلاقة مع الضفة الأخرى لمضيق تايوان، تدفع إلى التساؤل عن مغزى إصرار واشنطن على إظهار الصين بمظهر الوحش الذي يستعد لافتراس العالم، والذي يهدد المصالح الأميركية في الكرة الأرضية.
لا شك أن واشنطن تعلم ان المدّ الصيني بات خارج القدرة على إيقافــه، على المستوى السياسي والاقتصادي ، ولذلك هي تلجأ إلى جعـل العالم ينشغل بالأرقام العسكرية الصينية عن مراقبة أرقام النجاح الاقتصادي الصيني، دون ان تستطيع بذلك أن تحوّل الأنظار عن حقيقة الوهن الذي يصيب الامبراطورية الأميركية على مختلف المستويات.
مرة أخرى يعود ملف رفع الميزانية العسكرية للصين إلى السطح، وهو مرشح لأن يبقى في مقدمة جدول أعمال العلاقات الأميركية الصينية طوال السنوات القادمة.
لم تكد بكين تعلن عن زيادة الميزانية الدفاعية للعام 2008 بنسبـة 17 بالمئة حتى انتفضت الولايات المتحدة موجهة الانتقادات إلى هذا ”الاندفاع الصيني“ إلى تصعيد الأجواء العسكرية، وإلى انعدام الشفافية لدى رجل الدولة الصيني تجاه الموضوع العسكري.
هذا الكلام الأميركي لاقى رداً مناسباً من القيادة الصينية التي رفضت الانتقادات الأميركية ووجهت بالمقابل انتقادات إلى الولايات المتحدة التي يبلغ إنفاقها على التسلح (480 مليار دولار) أكثر من خمسة أضعاف الميزانية التي تقدرها واشنطن للإنفاق العسكري الصيني (حوالي 100 مليار دولار) وما يقارب عشرة أضعاف الرقم الصيني الرسمي لهذا الإنفاق ( 57 مليار دولار).
والصين تزيد على هذه المقارنة بين الميزانيتين الأميركية والصينية للإنفاق العسكري بالقول إن الصين تزيد إنفاقها لخدمة الجنود ورفع مستواهم المعيشي وليس من أجل شراء الطائرات وتكديس المعدات العسكرية.
وتذكّر الصين البنتاغون أيضاً بأن ما تضعه الولايات المتحدة في ميزانيتها العسكرية لا يشمل إنفاق واشنطن على حروبها المختلفة، والذي بلغ أكثر من ثلاثة آلاف مليار دولار خلال السنوات القليلة الماضية.
إذا بين الأرقام الرسمية الصينية المعتدلة جداً وبين الأرقام الأميركية التي تضخّم هذا الإنفاق، تبقى العقدة الأميركية من الصين على تضخمها، وهي التي تظهر في كل حركة أميركية، وفي كل تقرير عسكري صادر عن أي ذراع من أذرع القوة العسكرية الأميركية، حيث تحتل الصين دون غيرها من دول العالم صدارة لائحة الظهور في هذه التقارير.
وإذا كانت الصين تصر على أن جيشها ليس له أي أهداف توسعية، وإنما هدفه فقط هو حماية الحدود الصينية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي، فإن التحديات الكبرى التي تواجهها الصين سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى العلاقة مع الضفة الأخرى لمضيق تايوان، تدفع إلى التساؤل عن مغزى إصرار واشنطن على إظهار الصين بمظهر الوحش الذي يستعد لافتراس العالم، والذي يهدد المصالح الأميركية في الكرة الأرضية.
لا شك أن واشنطن تعلم ان المدّ الصيني بات خارج القدرة على إيقافــه، على المستوى السياسي والاقتصادي ، ولذلك هي تلجأ إلى جعـل العالم ينشغل بالأرقام العسكرية الصينية عن مراقبة أرقام النجاح الاقتصادي الصيني، دون ان تستطيع بذلك أن تحوّل الأنظار عن حقيقة الوهن الذي يصيب الامبراطورية الأميركية على مختلف المستويات.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق