لا خبر في ما تناقلته وسائل الإعلام، إنه مجرد تقرير لواقع.. مجرم ذهب لعند سادته المجرمين وعاد ليواصل إجرامه.
لا جديد في هذه الحركة التي حاول بعض الإعلام إصباغ هالة عليها، ووصل البعض إلى السؤال: كيف تستقبل الإدارة الأميركية مجرماً محكوماً عليه بالإعدام وما زال سجله العدلي بلا تنظيف بعد، بالرغم من المحاولات المبذولة أمام القضاء لتنظيفه؟
مجرد طرح هذا السؤال مسيء.
إذا لم تستقبل الإدارة الأميركية ـ كل الإدارات الأميركية والحالية منها على وجه التحديد ـ المجرمين فمن تستقبل؟
إذا لم يكن كل واحد يقع على من هم من جنسه، فعلى من يقع؟
تحتضن إدارة بوش من هم على شاكلتها، وتزيد في احتضانها لهم إذا كانوا من المنفذين المطيعين لمخططاتها، ويصبح الاحتضان يشابه الاندماج إذا كان الزائر من نوعية هذا الزائر الذي راح أخيراً إلى حيث كان يحلم.
قد يكون هناك جديد في ما سيأتي به من هناك.. مجرد جديد في التفاصيل، لأن الخطوط العريضة معروفة: عرقلة، سد الأفق، منع التلاقي، حَجر الحوار.. وتخريب البلد.
هذا معتمد من قبل الزائر، وهو ينفذه مع أقرانه بكل حماسة، ومفردات التنفيذ تتكرر في كل يوم، وتتجدد مع كل مبادرة.
قيل إنه أتى مرتاحاً جداً من زيارته، ولا يمكن الشك بهذه الراحة، فهو قد ذهب إلى أسياده وعاد من عندهم بما يطمئنه على استمرار دوره في معادلة المماطلة والتعطيل والتخريب.
وربما جلب معه خبراً يقيناً حول مستقبل قريب ينتظره هو ومن معه هنا في هذا البلد.
ربما قالوا له إنهم ما زالوا ينوون أن يقوموا بما ترددوا طويلاً في القيام به خوفاً من نتائجه، ووعدوه بأن ما سيحصل سيريحه هو وجماعته وسيجعلهم يحكمون وهم نائمون ملء الجفون.
ربما صار على علم بالسيناريو وبالخرائط، وعلى علم بالدور المطلوب منه ومن اضرابه على الأرض كي يكتمل المخطط.
ربما سامحوه هو وشلّته على تقصيرهم في حق القوة العظمى ووكيلتها في المنطقة في ذلك الصيف الذي أرادوا فيه خلق شرق أوسط جديد، فإذا بهم يرتدّون على أعقابهم أمام مارون الراس وبنت جبيل.
ولكن هذا السماح مرتبط، تماماً ككل سماح من سيد لخادم، بأن يحسن العمل في المرة القادمة.. وهو أعطى وعده هذه المرة.
وكيف يمكن أن يفلت هذه الفرصة من يده، وهو يعلم إنها ـ فعلاً ـ الفرصة الأخيرة؟
لقد رجع حاملاً أحلاماً عريضة، وهو ينتظر لحظة الصفر.
ألا يعلم هذا الخائب ومن معه أن لحظة الصفر ستجعل منهم أصفاراً مهملة.. لو جاءت؟
ألا يعرف أن ما فشل به أسياده قبل الآن لن ينجحوا به الآن، وأنهم ما زالوا يتهيّبون وقد يتراجعون، وعندها لن يكون هناك لا ناصر ولا معين؟
ألا يحسب حساب الأرض التي يعيش عليها، كرامتها وعزتها ورفضها لكل الغزاة ولفظها لكل الأساطيل والمدمرات وحاملات الطائرات؟
لا خبر في ذهابه، ولا خبر في إيابه... وربما لا خبر فيه، فهو في المعادلة الكبرى لا يرقى إلى مستوى الكلمة.. بل خارج المبتدأ والخبر.
محمود ريا
لا جديد في هذه الحركة التي حاول بعض الإعلام إصباغ هالة عليها، ووصل البعض إلى السؤال: كيف تستقبل الإدارة الأميركية مجرماً محكوماً عليه بالإعدام وما زال سجله العدلي بلا تنظيف بعد، بالرغم من المحاولات المبذولة أمام القضاء لتنظيفه؟
مجرد طرح هذا السؤال مسيء.
إذا لم تستقبل الإدارة الأميركية ـ كل الإدارات الأميركية والحالية منها على وجه التحديد ـ المجرمين فمن تستقبل؟
إذا لم يكن كل واحد يقع على من هم من جنسه، فعلى من يقع؟
تحتضن إدارة بوش من هم على شاكلتها، وتزيد في احتضانها لهم إذا كانوا من المنفذين المطيعين لمخططاتها، ويصبح الاحتضان يشابه الاندماج إذا كان الزائر من نوعية هذا الزائر الذي راح أخيراً إلى حيث كان يحلم.
قد يكون هناك جديد في ما سيأتي به من هناك.. مجرد جديد في التفاصيل، لأن الخطوط العريضة معروفة: عرقلة، سد الأفق، منع التلاقي، حَجر الحوار.. وتخريب البلد.
هذا معتمد من قبل الزائر، وهو ينفذه مع أقرانه بكل حماسة، ومفردات التنفيذ تتكرر في كل يوم، وتتجدد مع كل مبادرة.
قيل إنه أتى مرتاحاً جداً من زيارته، ولا يمكن الشك بهذه الراحة، فهو قد ذهب إلى أسياده وعاد من عندهم بما يطمئنه على استمرار دوره في معادلة المماطلة والتعطيل والتخريب.
وربما جلب معه خبراً يقيناً حول مستقبل قريب ينتظره هو ومن معه هنا في هذا البلد.
ربما قالوا له إنهم ما زالوا ينوون أن يقوموا بما ترددوا طويلاً في القيام به خوفاً من نتائجه، ووعدوه بأن ما سيحصل سيريحه هو وجماعته وسيجعلهم يحكمون وهم نائمون ملء الجفون.
ربما صار على علم بالسيناريو وبالخرائط، وعلى علم بالدور المطلوب منه ومن اضرابه على الأرض كي يكتمل المخطط.
ربما سامحوه هو وشلّته على تقصيرهم في حق القوة العظمى ووكيلتها في المنطقة في ذلك الصيف الذي أرادوا فيه خلق شرق أوسط جديد، فإذا بهم يرتدّون على أعقابهم أمام مارون الراس وبنت جبيل.
ولكن هذا السماح مرتبط، تماماً ككل سماح من سيد لخادم، بأن يحسن العمل في المرة القادمة.. وهو أعطى وعده هذه المرة.
وكيف يمكن أن يفلت هذه الفرصة من يده، وهو يعلم إنها ـ فعلاً ـ الفرصة الأخيرة؟
لقد رجع حاملاً أحلاماً عريضة، وهو ينتظر لحظة الصفر.
ألا يعلم هذا الخائب ومن معه أن لحظة الصفر ستجعل منهم أصفاراً مهملة.. لو جاءت؟
ألا يعرف أن ما فشل به أسياده قبل الآن لن ينجحوا به الآن، وأنهم ما زالوا يتهيّبون وقد يتراجعون، وعندها لن يكون هناك لا ناصر ولا معين؟
ألا يحسب حساب الأرض التي يعيش عليها، كرامتها وعزتها ورفضها لكل الغزاة ولفظها لكل الأساطيل والمدمرات وحاملات الطائرات؟
لا خبر في ذهابه، ولا خبر في إيابه... وربما لا خبر فيه، فهو في المعادلة الكبرى لا يرقى إلى مستوى الكلمة.. بل خارج المبتدأ والخبر.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق