لو تمثّل البخل رجلاً لكان "رئيس حكومتنا" فؤاد السنيورة
طبعاً، ليس المقصود إهانة الرجل، وهو نفسه لا يعتبر هذا الكلام إهانة. بالعكس، إنه يرى في ما يقوم به نوعاً من الإدارة المحترفة للموارد، وحفاظاً دقيقاً على المصالح، وربما نوعاً من الخوف على المستقبل.
أما البخل، فهي صفة يطلقها عليه الناس، ليس منذ زمن قريب، وإنما منذ لحظة بروزه في حياتهم، كوزير دولة قبل أن يصبح وزير مال، ومن ثم يقفز إلى موقع رئيس الوزراء، ومن ثم يرقّّيه السيد جورج بوش إلى مرتبة الحاكم بأمره، والرجل الوحيد الذي يتذكر اسمه في لبنان.
اللبنانيون يتذكرون اسمه أيضاً، ولكن مع غصة. عفواً هي ليست غصة واحدة، وإنما مجموعة متكاملة من الغصّات المختلفة الألوان والأشكال: غصة بسبب الضرائب المباشرة وغير المباشرة وذات القيمة المضافة والقيمة غير المضافة، وغصة على الرسوم التي تزداد وتزداد وتزداد، وغصة على الغلاء والأسعار التي لا يضبطها أحد، وغصة على الديون التي تراكمت على اللبنانيين وكان هو مهندس عملية نمائها وتراكمها..
ويمكن لكل لبناني أن ينتقي مجموعة أخرى من النكبات التي حلّت به، والتي يمكن نسبتها إلى فؤاد السنيورة، فهو الذي قاد دفة الحكم إلى المأزق الذي يعيشه لبنان الآن، وهو الذي بكى حين كان يجب أن يصمد، وهو الذي قبّل كوندوليزا رايس عندما كانت طائرات بلادها تشحن الأسلحة إلى الجيش الصهيوني ليقتل بها اللبنانيين، وهو الذي يحتل مكانه في قلب "العزيز جورج دابليو".
ولكن نبقى عند الصفة الأشهر والأوضح ـ وربما الأحب على قلبه ـ لرئيس وزراء الجمهورية اللبنانية، أي صفة البخيل.
والبخيل كما هو كمعروف لا يسقي شربة ماء لعطشان ولو كان مشرفاً على الهلاك، وإن كان من أقرب الأرحام إليه.
يستذكر اللبناني كل مواصفات البخل هذه وهو يسمع الأخبار العجيبة عن استعداد "حكومة بلاده" لتقديم كمية كبيرة من المياه اللبنانية إلى قبرص الجارة العطشى بشكل يومي ومن خلال اتفاقية تمتد على خمس سنوات.
يسأل اللبناني أولاً عن صلاحية هذه الحكومة لتقديم هذا التعهد، وحتى لو كانت شرعية ودستورية وميثاقية (وهي لا تلك ولا تلك ولا تلك)، مع وجود نصوص واضحة في الدستور تجعل صلاحية عقد المعاهدات طويلة الأجل والتي ترتّب أعباء على الخزينة عند مؤسسات أخرى في الدولة اللبنانية.
ويسأل المواطن عن مدى غنى لبنان بالمياه حتى يقدم هذه الكمية إلى قبرص، بينما اللبنانيون يعانون هم أيضاً من العطش، والمثل يقول "البيت أحق بالزيت حتى من الجامع".
ويسأل عن أي ورقة يقدمها فريق السنيورة إلى "إسرائيل" الطامعة بالمياه اللبنانية منذ قيام الكيان الغاصب، عندما يعلن هذا الفريق جهاراً نهاراً أن لبنان لديه فائض من المياه بهذا الحجم يمكنه أن يتصرف به بهذا الاتجاه أو ذاك دون أن يتأثر بهذه العطيّة.
ويصدم اللبنانيون أخيراً عندما يعلمون أن المطروح هو تقديم هذه المياه إلى قبرص.. مجاناً.
يصدمون ويسألون: ما هذا الكرم الحاتمي، ومن أين أتى "رئيس حكومتنا" بهذه الأريحية ليقدم شيئاً ما، أي شيء، مجاناً؟
أي مشروع يختفي وراء هذا الكرم، وأي أيدي تعبث بهذا الملف، وأي فوائد ستجنى، ولأي أشخاص؟
إنها أسئلة برسم "رئيس حكومتنا" الذي نفى الاتفاق على المشروع، ولكنه لم يوضح من أي نار خرج هذا الدخان؟
فؤاد السنيورة بخيل، أمر طبيعي ويمكن تصديقه، بل واليقين به.
فؤاد السنيورة يتكارم، أمر مشبوه، ويجب البحث عن خلفياته، ووضع كل شكوك الدنيا فيه.
فلننتظر لنعلم أي خفايا تقف وراء هذه الصفة الجديدة للمحاسب الذي قفز في ليلة ليلاء ليصبح رئيس حكومة ومن ثم الحاكم في أمره والوحيد الذي يذكره السيد بوش.
طبعاً، ليس المقصود إهانة الرجل، وهو نفسه لا يعتبر هذا الكلام إهانة. بالعكس، إنه يرى في ما يقوم به نوعاً من الإدارة المحترفة للموارد، وحفاظاً دقيقاً على المصالح، وربما نوعاً من الخوف على المستقبل.
أما البخل، فهي صفة يطلقها عليه الناس، ليس منذ زمن قريب، وإنما منذ لحظة بروزه في حياتهم، كوزير دولة قبل أن يصبح وزير مال، ومن ثم يقفز إلى موقع رئيس الوزراء، ومن ثم يرقّّيه السيد جورج بوش إلى مرتبة الحاكم بأمره، والرجل الوحيد الذي يتذكر اسمه في لبنان.
اللبنانيون يتذكرون اسمه أيضاً، ولكن مع غصة. عفواً هي ليست غصة واحدة، وإنما مجموعة متكاملة من الغصّات المختلفة الألوان والأشكال: غصة بسبب الضرائب المباشرة وغير المباشرة وذات القيمة المضافة والقيمة غير المضافة، وغصة على الرسوم التي تزداد وتزداد وتزداد، وغصة على الغلاء والأسعار التي لا يضبطها أحد، وغصة على الديون التي تراكمت على اللبنانيين وكان هو مهندس عملية نمائها وتراكمها..
ويمكن لكل لبناني أن ينتقي مجموعة أخرى من النكبات التي حلّت به، والتي يمكن نسبتها إلى فؤاد السنيورة، فهو الذي قاد دفة الحكم إلى المأزق الذي يعيشه لبنان الآن، وهو الذي بكى حين كان يجب أن يصمد، وهو الذي قبّل كوندوليزا رايس عندما كانت طائرات بلادها تشحن الأسلحة إلى الجيش الصهيوني ليقتل بها اللبنانيين، وهو الذي يحتل مكانه في قلب "العزيز جورج دابليو".
ولكن نبقى عند الصفة الأشهر والأوضح ـ وربما الأحب على قلبه ـ لرئيس وزراء الجمهورية اللبنانية، أي صفة البخيل.
والبخيل كما هو كمعروف لا يسقي شربة ماء لعطشان ولو كان مشرفاً على الهلاك، وإن كان من أقرب الأرحام إليه.
يستذكر اللبناني كل مواصفات البخل هذه وهو يسمع الأخبار العجيبة عن استعداد "حكومة بلاده" لتقديم كمية كبيرة من المياه اللبنانية إلى قبرص الجارة العطشى بشكل يومي ومن خلال اتفاقية تمتد على خمس سنوات.
يسأل اللبناني أولاً عن صلاحية هذه الحكومة لتقديم هذا التعهد، وحتى لو كانت شرعية ودستورية وميثاقية (وهي لا تلك ولا تلك ولا تلك)، مع وجود نصوص واضحة في الدستور تجعل صلاحية عقد المعاهدات طويلة الأجل والتي ترتّب أعباء على الخزينة عند مؤسسات أخرى في الدولة اللبنانية.
ويسأل المواطن عن مدى غنى لبنان بالمياه حتى يقدم هذه الكمية إلى قبرص، بينما اللبنانيون يعانون هم أيضاً من العطش، والمثل يقول "البيت أحق بالزيت حتى من الجامع".
ويسأل عن أي ورقة يقدمها فريق السنيورة إلى "إسرائيل" الطامعة بالمياه اللبنانية منذ قيام الكيان الغاصب، عندما يعلن هذا الفريق جهاراً نهاراً أن لبنان لديه فائض من المياه بهذا الحجم يمكنه أن يتصرف به بهذا الاتجاه أو ذاك دون أن يتأثر بهذه العطيّة.
ويصدم اللبنانيون أخيراً عندما يعلمون أن المطروح هو تقديم هذه المياه إلى قبرص.. مجاناً.
يصدمون ويسألون: ما هذا الكرم الحاتمي، ومن أين أتى "رئيس حكومتنا" بهذه الأريحية ليقدم شيئاً ما، أي شيء، مجاناً؟
أي مشروع يختفي وراء هذا الكرم، وأي أيدي تعبث بهذا الملف، وأي فوائد ستجنى، ولأي أشخاص؟
إنها أسئلة برسم "رئيس حكومتنا" الذي نفى الاتفاق على المشروع، ولكنه لم يوضح من أي نار خرج هذا الدخان؟
فؤاد السنيورة بخيل، أمر طبيعي ويمكن تصديقه، بل واليقين به.
فؤاد السنيورة يتكارم، أمر مشبوه، ويجب البحث عن خلفياته، ووضع كل شكوك الدنيا فيه.
فلننتظر لنعلم أي خفايا تقف وراء هذه الصفة الجديدة للمحاسب الذي قفز في ليلة ليلاء ليصبح رئيس حكومة ومن ثم الحاكم في أمره والوحيد الذي يذكره السيد بوش.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق