في المأثور أن القضاة أربعة أصناف، ثلاثة منهم في النار والرابع (لوحده) في الجنة.
أما الأنواع الثلاثة من القضاة الذين هم في النار فهم:
ـ قاض يحكم بالباطل ويعرف إنه يحكم بالباطل.
ـ قاض يحكم بالباطل ويظن أنه يحكم بالحق.
ـ قاض يحكم بالحق وهو يظن أنه يحكم بالباطل.
أما القاضي الذي هو في الجنة فهو ذلك الذي يحكم بالحق وهو يعرف أنه يحكم بالحق.
يتبادر إلى الذهن هذا الحديث في لحظة يحتل فيها القضاء والقضاة والمتقاضون والمقضي لهم والمقضي بهم.. والمقضي عليهم كل مساحة الصورة، فلا يتركون لغيرهم إلا القليل القَليل من الاهتمام.
وتتداعى في قلوب الرجال كل ما يعرفونه عن عدالة القضاء في التاريخ وهم يسمعون العجب العجاب عن قضاة رشَوا أو رُشوا من أجل أن يقلبوا حقاً باطلاً أو أن يقلبوا باطلاً حقاً.
وإذا كانت المراحل لم تصل إلى حد التحاكم وبقيت عند حد التحقق، فإن أول الطريق يدل على آخره، وما "يوضع في الدست سنجده في المغرفة" كما كانت جدتي تقول، مستخدمة لهجتها القرويّة المحببة.
ليس لنا إلا أن نسأل: في عصر أي نوع من القضاة نحن، وهل نصل إلى الحق نتيجة قضائهم، وهل تخرج الحقيقة بيضاء ناصعة من هذا الكم من العفن ومن الكواليس والدهاليز السوداء التي لا يعرف أحد ما يدور فيها.. إلا عندما تخرج بين الفينة والأخرى الروائح التي تزكم الأنوف؟
هل سنصل إلى الحقيقة؟
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق