ليس هناك ضرورة لانتظار بيان يصدر عبر الانترنت أو يذاع عبر فضائية ما لتوجيه إصبع الاتهام نحو "فكر" معين بالمسؤولية عن الجريمة الفظيعة التي شهدها العراق يوم الأربعاء الماضي.
إن متابعة بسيطة لما ينشره حاملو هذا "الفكر" على منتدياتهم ومواقعهم الإلكترونية المتكاثرة كالفطر، تعطي صورة واضحة عن مدى استعدادهم لارتكاب هذه الجريمة وما هو أفظع منها، من دون أي رادع أو وازع.
لماذا كل هذا الحقد؟ وعلى أي أسس دينية وأخلاقية يُبنى؟
إن مراجعة سريعة لـ"المبنى" الذي يقوم عليه ما يمكن تسميته اصطلاحاً فكرهم، هو الكره للجميع، والحقد على الجميع، وتمني الموت للجميع.. ولغة المخاطبة الوحيدة التي يفهمون مفرداتها ويخاطبون العالم بها، هي لغة التكفير والتنفير والرفض والتحقير.
وهذا لا يستهدف طائفة بعينها، وإنما قليل من الاحتكاك مع هؤلاء يحوّل شراراتهم إلى جميع الطوائف، وحتى إلى الطائفة التي يزعمون الانتماء إليها. لا بل إن الكراهية تمتد إلى التيار نفسه الذي يقاتلون الآخرين باسمه، فترى هذا يدّعي الصفاء وينفيه عن ذاك "الملوّث"، ويرد عليه ذاك شاهراً سلاح الولاء والبراء بشكل أعمى، من دون أي تأصيل فقهي لمضمونه.
هؤلاء آفة العالم الإسلامي وبلاء المسلمين، وخطرهم يمتد على كل الساحة، والتهوين من مدى شرّهم يؤدي إلى استفحال خطرهم.
فهل من يلتفت قبل فوات الأوان؟
محمود ريّا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق