محمود ريا
خلال مشاهدة نابعة من الصدفة لمسلسل "الفرسان" المصري على شاشة إحدى الفضائيات العربية وقعت على مشهد يحمل الكثير من الإسقاطات على واقعنا الحالي.
كان جنكيز خان، خان التتار الأعظم، يخوض حرباً ضد أحد سلاطنة المسلمين محمود الغزنوي، ولم يستطع هزيمته في معركة بينهما، فحمل ثأراً كبيراً عليه، وبدل أن يعدّ العدة لحربه الجديدة على الغزنوي، انقلب إلى الجانب الآخر من المنطقة التي يسيطر عليها، وأعطى أبناءه، قادة جيشه، مئات الآلاف من الجنود كي يهاجموا إمبراطور الصين ـ الذي لم يعاونه في حربه على الغزنوي ـ وأعطاهم مهلة سنة فقط ليحتلوا الصين، كي يعودوا بعد ذلك إلى المعركة الأساسية، معركة الثأر من السلطان المسلم.
لم نرَ، فيما شاهدناه، كيف كان الاستعداد في بلاط السلطان محمود لمواجهة خاقان التتار في الحرب المقبلة حتماً، ولكننا شاهدنا حجم الثأر الذي يعتمل في نفس الخاقان، والحقد الذي ينبع من عيونه، وهو يستعجل أبناءه العودة من أجل خوض المعركة الفاصلة.
اليوم،هناك عدو فشل في معركته تجاه بلدنا، ولم يحقق أهدافه بالرغم من كل الدمار الذي سبّبه إجرامه، وهو بعد كل هذه السنوات يفصح عمّا يدور في "بلاطه" من تحضيرات لـ "معركة الثأر"، فهل يعقل أن نسمع أصواتاً تدعو إلى التخلي عن الاستعداد لمواجهته، لا بل أن نتخلى عن كل ما نملكه من قوى يمكننا من خلالها أن نصد عدوانه.
قد لا يجرؤ العدو على ارتكاب فعل حماقة تجاه بلدنا، ولكن هل هناك من يجرؤ لأن يدعونا للركون إلى هذا الاحتمال، دون أن يسأل نفسه: لماذا يفكر العدو كثيراً قبل أن يقوم بأي خطوة عدوانية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق