الجمعة، يونيو 05، 2009

بلا مواربة: الانتخابات.. وقلق الانتظار


صعب أن تكتب عن الانتخابات قبل يومين من حصولها.
صعب أن تحاول استقراء الصورة وأنت تغرق في هذا الكم الهائل من التحليلات والتوقعات والتنجيمات التي تتدفق عليك كالطوفان.
صعب أن تصدق أياً من "المحللين" و"الخبراء"، وأنت تتذكر التعريف الطريف للخبير، الذي يقول إن الخبير هو الذي يقول لك اليوم لماذا لم يحصل ما قال لك بالأمس إنه سيحصل!
تنطلق الأرقام، تتصادم ببعضها، تتضارب التوقعات، في هذه الدائرة ستدور الدوائر على هذا، وفي تلك على ذاك. وأنت في وسط الأمواج المتلاطمة، ترغب في أن يسرع الزمن، فتنقضي هذه الساعات الثماني والأربعون، لتتخلص من هذه الجعجعة التي تجعل من مطلقيها نجوماً لامعة لن تلبث أن تنطفئ بسرعة بعد صدور نتائج الانتخابات.
لا يمكن أن تصدق هذا وتكذّب ذاك، وأنت تعلم أن الكثير من هذه "التوقعات" هي "غب الطلب"، تعطى لمن يريدها، مدفوعة الثمن ومعروفة النتيجة مسبقاً، وأن الكثير منها مبني على تخيلات وتحليلات، وأن البعض منها مبني على عيّنات.. تبقى عيّنات لا تستطيع أن تقدم صورة يقينية عن الواقع على الأرض.
من تصدق إذاً، وكيف تعرف النتيجة وأنت الذي تتحرق للوصول إلى ما لم يحصل بعد؟
لعل الأفضل في هذا المجال هو أن تقوم بدورك خلال الساعات القادمة، تجهّز نفسك للقيام بواجبك، وتقدّم خيارك للناس من حولك، عسى أن تقنع أحداً بأن يسير في مسارك، وأن تنتظر يوم الأحد، فهو قادم إن شاء الله، ومن بعده الاثنين ومعه النتائج.
المهم في الموضوع هو أنه بعد النتائج ستحصل تغييرات، ولكن لن تنقلب الدنيا، ولن يكون التغيير سلباً أو إيجاباً هو نهاية المطاف.
المهم أن يترك الجميع صناديق الاقتراع تتكلم، فعندها يكون الخطاب الفصل والقول اليقين.
المهم أن تكون مقتنعاً بخياراتك، وأن الشعب سيعرف ماذا سيختار، قبل الانتخابات وبعدها.. وعندها سترتاح من قلق الانتظار.

محمود ريا

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

ان غداً لناظره قريب

كم من انتخابات
وكم من نتائج
ولا جديد لينا يا أخي

غير معرف يقول...

متميز كالعاده يا غلى
موقع نادى الزمالك تيم