كيف تستطيع أن تسير وراء الذي لا يفي ولا يلتزم بعهد، ولا يقف عند وعد؟
كيف تقبل بأن تولّي عليك من يرفع يدك في النهار ويطعن ظهرك في الليل؟
كيف تضع مستقبلك بين يدي من لم يصدق في الماضي، ولا هو صادق في الحاضر، ولا يتوقع أن يصدق في المستقبل؟
إنها أحجية حقيقية، تلك التي تنتج عن انتظار الأمان ممن لا أمان له مع الصديق والحليف، وبشكل أولى مع المواطن والمخالف.
بالأمس وقفوا أمام الجماهير رافعين الأيدي في عهد ووعد، مؤكدين على السير معاً إلى الاستحقاق، مصدرين البيانات الرسمية التي تدعو إلى التصويت للائحة "زي ما هي".
واليوم ينبري جهابذتهم للدعوة إلى خرق اللائحة، جهاراً نهاراً، على صفحات الجرائد، دون خوف أو خشية.
أعلنوا اللائحة في طرابلس، وطلبوا من المواطن أن ينتخبها، ثم طلبوا منه مرة أخرى أن يخرقها، وأن يشكل لائحته الخاصة، وأن يضع على رأسها فلاناً، في نقض صريح وواضح للموقف العلني الرسمي الذي صدر في بيان عليه الختم والشعار.
وفي الشوف، يتعاهدون مع فريق، ثم يتركون مرشحهم للتصويت له، في نقض صريح وواضح للتعاهد مع فريقهم، ولا يرون في ذلك بأساً، ولا يعتبرون ذلك خيانة وخروجاً على المعهود من الالتزام بالعهود.
وفي مناطق أخرى، يتباحثون مع مجموعة لها حضورها، فيأخذون ويعطون، ويتوافقون ثم ينقضون، ويتحالفون ثم يتراجعون، وبالنهاية يتركون شركاءهم على قارعة الطريق كالمخدوعين.
كيف يمكن إيداع المستقبل بين يدي من ينسى في لحظة ما قاله، في حين أن شعاره أنه لن ينسى "والسما زرقا"؟
لقد برهن هؤلاء مرة بعد مرة أنهم لا مستقبل عندهم إلا لهم، في حين أن من يسير معهم وبجانبهم وخلفهم وتحتهم يبقى خارج المستقبل، بل ربما يصبح خارج الوجود.
محمود ريا
الانتقاد/ العدد 1346 ـ 15 أيار/ مايو 2009
كيف تقبل بأن تولّي عليك من يرفع يدك في النهار ويطعن ظهرك في الليل؟
كيف تضع مستقبلك بين يدي من لم يصدق في الماضي، ولا هو صادق في الحاضر، ولا يتوقع أن يصدق في المستقبل؟
إنها أحجية حقيقية، تلك التي تنتج عن انتظار الأمان ممن لا أمان له مع الصديق والحليف، وبشكل أولى مع المواطن والمخالف.
بالأمس وقفوا أمام الجماهير رافعين الأيدي في عهد ووعد، مؤكدين على السير معاً إلى الاستحقاق، مصدرين البيانات الرسمية التي تدعو إلى التصويت للائحة "زي ما هي".
واليوم ينبري جهابذتهم للدعوة إلى خرق اللائحة، جهاراً نهاراً، على صفحات الجرائد، دون خوف أو خشية.
أعلنوا اللائحة في طرابلس، وطلبوا من المواطن أن ينتخبها، ثم طلبوا منه مرة أخرى أن يخرقها، وأن يشكل لائحته الخاصة، وأن يضع على رأسها فلاناً، في نقض صريح وواضح للموقف العلني الرسمي الذي صدر في بيان عليه الختم والشعار.
وفي الشوف، يتعاهدون مع فريق، ثم يتركون مرشحهم للتصويت له، في نقض صريح وواضح للتعاهد مع فريقهم، ولا يرون في ذلك بأساً، ولا يعتبرون ذلك خيانة وخروجاً على المعهود من الالتزام بالعهود.
وفي مناطق أخرى، يتباحثون مع مجموعة لها حضورها، فيأخذون ويعطون، ويتوافقون ثم ينقضون، ويتحالفون ثم يتراجعون، وبالنهاية يتركون شركاءهم على قارعة الطريق كالمخدوعين.
كيف يمكن إيداع المستقبل بين يدي من ينسى في لحظة ما قاله، في حين أن شعاره أنه لن ينسى "والسما زرقا"؟
لقد برهن هؤلاء مرة بعد مرة أنهم لا مستقبل عندهم إلا لهم، في حين أن من يسير معهم وبجانبهم وخلفهم وتحتهم يبقى خارج المستقبل، بل ربما يصبح خارج الوجود.
محمود ريا
الانتقاد/ العدد 1346 ـ 15 أيار/ مايو 2009
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق