قد يكون من غير المناسب الدخول في "الخلاف بين الأخوة" الذي يدور على الأرض الفلسطينية، وبالتحديد في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد يقول البعض إن لكل طرف من الطرفين وجهة نظر يبررها ويقدم لها الأعذار التي قد تقنع هذا ولا "تدخل في رأس" ذاك.
وقد يرى آخرون في "أسلوب التحرير" عند هذا الطرف أفضلية على الأسلوب الذي يطرحه الآخر، بما يعطي الأولوية للمقاومة التي لا خيار غيرها، أو للمفاوضات التي لا بديل عنها من أجل استعادة الأرض وإقامة الدولة.
ويمكن أن يعتبر البعض الموقف من الحصار المفروض على أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء الشعب الفلسطيني "وجهة نظر"، فيدين طرف ويبرر آخر ويشارك ثالث "تحقيقاً للمصلحة الفلسطينية العليا".
كل هذا يمكن تأجيل بت الموقف منه، والاستماع إلى الآراء والآراء المضادة تجاهه، إلا ما حدث منذ أيام في نابلس.
بموقف شخصي ودون أي مراجعة وبعيداً عن أي انعكاس وإهمالاً لأي مساءلة، أعتبر أن اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمجاهد بقي ست سنوات متخفياً عن عيون سلطات الاحتلال، تحت ستار أنه استشهد في المواجهات مع القوات الصهيونية، أعتبر أنه جريمة لا تغتفر، جريمة تتجاوز كل محاولات التبرير، وتستعصي على أي عملية تفسير، لا بل هي تضع القائم بها والمساند لها والمبرر لها في موقع واحد، موقع العمالة الكاملة للاحتلال الصهيوني.
قليل جداً المطالبة بإطلاق سراح المجاهد القسّامي رجب الشريف، لأن جريمة اعتقاله كشفت عن مصيره، وهو الذي كان يتحرك بعيداً عن عيون العدو الصهيوني، وبات إطلاق سراحه الآن مجرد جزء من القضية، فيما الجزء الآخر دخل في دائرة الجريمة التي لا يمكن إصلاح آثارها.
هذا ليس دخولاً في الخلاف بين الأخوة، هذا موقف حق لا بد من وقوفه، كي لا نكون من المشاركين في الجريمة، والساكتين عن الحق، لا بل المؤيدين للباطل والداعمين له.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق