قد يكون أبناء الجيل الجديد قد تعرفوا الى الهوكر هنتر لأول مرة قبل أيام، حيث شاهدوها تقوم بطلعات تجريبية في سماء العاصمة بيروت وضواحيها للمشاركة في عرض الاستقلال، ولذلك فهم لا يعرفون عنها وعن شكلها الكثير.
ولكن ابن تلك المنطقة من البقاع اللبناني، الواقعة على تخوم مطار رياق العسكري، يعرف طائرة الهوكر هنتر "قطعة قطعة"، ويميز هديرها عن هدير كل الطائرات الأخرى، ويميز شكلها من بين كل الأشكال، فهي مطبوعة في ذهنه مثل وجه أمه وأبيه، وهو الذي
عاش معها بشكل يومي، يصحو على صوت إقلاعها، ويقضي الساعات على سطح منزله، يراقب تحركاتها، مصفقاً لبطولات طياريها وهم يقومون ببعض الحركات البهلوانية، ومحلقاً في أحلامه معها إلى فوق، إلى أعالي السماء.
هو يعرف الهوكر هنتر، ويتذكر الفوجا ميستر، ولا تذهب من ذهنه صورة تلك الطائرة وهو يراها تهوي في السهول القريبة، كما انه لا ينساها تحلق بجناحيها الخلفيين المميزين.
أما الصورة التي لا تفارقه أبداً فهي لتلك الطائرة المثلثة الأجنحة التي كان يشاهدها تخترق سماء بلدته فيطير فرحاً ويزهو فخراً وهو يحس أن بلده يمتلك من عناصر القوة ما قد يساعده على رد جزء من العدوان الجوي الصهيوني المتواصل على أهله ومواطنيه في كل مكان.
كانت الميراج في سماء لبنان كحلم يتحقق، وربما من أجل ذلك حولوها إلى حلم موؤود.
واليوم، تعود الهوكر هنتر إلى الأجواء لتثير كل هذه الأشجان، وليتساءل معها ابن ذلك البقاعي الذي عاصر الطائرة في عزّها: لماذا لا يملك بلدنا طائرات من تلك التي نسمع عنها ونرى صورها، فتحمي أجواءنا وتمنع عدونا من استهدافنا؟
لماذا تخلّت دولتنا عن الميراج، ولم تؤمّن ما هو بتطورها أو أحدث منها، وأي قرار "دولي" يمنع عنا أن نكون بمستوى الأمم القادرة على حماية سيادتها؟
لقد أسقطت الهوكر هنتر مرة طائرة صهيونية، وهي تطير اليوم لتذكرنا بوجوب أن يكون لدينا ما يكافئ طائرات العدو فيسقطها من الجو، أو ما يشل فاعليتها من الأرض، المهم أن يكون لدينا شيء.
محمود ريا
ولكن ابن تلك المنطقة من البقاع اللبناني، الواقعة على تخوم مطار رياق العسكري، يعرف طائرة الهوكر هنتر "قطعة قطعة"، ويميز هديرها عن هدير كل الطائرات الأخرى، ويميز شكلها من بين كل الأشكال، فهي مطبوعة في ذهنه مثل وجه أمه وأبيه، وهو الذي
عاش معها بشكل يومي، يصحو على صوت إقلاعها، ويقضي الساعات على سطح منزله، يراقب تحركاتها، مصفقاً لبطولات طياريها وهم يقومون ببعض الحركات البهلوانية، ومحلقاً في أحلامه معها إلى فوق، إلى أعالي السماء.
هو يعرف الهوكر هنتر، ويتذكر الفوجا ميستر، ولا تذهب من ذهنه صورة تلك الطائرة وهو يراها تهوي في السهول القريبة، كما انه لا ينساها تحلق بجناحيها الخلفيين المميزين.
أما الصورة التي لا تفارقه أبداً فهي لتلك الطائرة المثلثة الأجنحة التي كان يشاهدها تخترق سماء بلدته فيطير فرحاً ويزهو فخراً وهو يحس أن بلده يمتلك من عناصر القوة ما قد يساعده على رد جزء من العدوان الجوي الصهيوني المتواصل على أهله ومواطنيه في كل مكان.
كانت الميراج في سماء لبنان كحلم يتحقق، وربما من أجل ذلك حولوها إلى حلم موؤود.
واليوم، تعود الهوكر هنتر إلى الأجواء لتثير كل هذه الأشجان، وليتساءل معها ابن ذلك البقاعي الذي عاصر الطائرة في عزّها: لماذا لا يملك بلدنا طائرات من تلك التي نسمع عنها ونرى صورها، فتحمي أجواءنا وتمنع عدونا من استهدافنا؟
لماذا تخلّت دولتنا عن الميراج، ولم تؤمّن ما هو بتطورها أو أحدث منها، وأي قرار "دولي" يمنع عنا أن نكون بمستوى الأمم القادرة على حماية سيادتها؟
لقد أسقطت الهوكر هنتر مرة طائرة صهيونية، وهي تطير اليوم لتذكرنا بوجوب أن يكون لدينا ما يكافئ طائرات العدو فيسقطها من الجو، أو ما يشل فاعليتها من الأرض، المهم أن يكون لدينا شيء.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق