يقف الإنسان مع نفسه ليسأل: هل هذه هي الأمة التي يمكن الافتخار بالانتماء إليها؟
يستعيد التاريخ، فيرى البطولات والأمجاد، ويأتي إلى الواقع لتتغير الصورة لديه.
من أين يأتي بالفخر؟
من حصار يشدّده بيديه على نفسه، فيقطع عن أبنائه الطعام والدواء، ويعزلهم في قطاع غزة إرضاءً للسيد الصهيوني؟
أم من تداعي الأمم على هذه المنطقة فلا من يصدّ ولا من يردّ، حتى أصبحنا مثالاً لردّ الفعل، واستثناءً للإقدام والفعل بين الشعوب؟
أم من حضور غير فاعل في كل المحافل، فنذهب ونعود كأننا لا كنّا ولا حضرنا، وما أولمبياد بكين عنا ببعيد.
أم من فقر وأميّة وانحدار أخلاق وتخلّف صناعة وزراعة، فيما آلاف المليارات تتدفق بين أيدي بعض الأمة يلهون بها ويقيمون من المشاريع ما لا يسدّ رمقاً ولا يقوّي استقلالاً ولا يجلب عزة وكرامة.
من أين نأتي بالفخر؟
من زعماء لا يعرفون إلا كلمة نعم في مواجهة السيد الأجنبي، ولا يفهمون لغة للتعامل مع شعوبهم إلا القهر والظلم؟
من نُخَب لا ترى إلا مصالحها الذاتية الضيقة، فلا تنظر إلى الأمام ولا تضحّي من أجل بلادها ومجتمعها ومبادئها؟
من فراغ يسود عالم الإبداع والإنتاج والرقي والتقدم، أم من صدأ يعتلي الأسلحة المكدسة بلا هدف إلا إرضاء الصانع والتهويل على أبناء الوطن؟
من سواد يلف الإعلام المتلهي بما يلمع دون أن يكون ذهباً، أم من جفاف يضرب آبار الطاقات الشابة التي باتت لا تؤمن بأوطانها ولا تعمل في سبيل إثبات ذواتها في ساحات التحدي؟
قد يكون أولمبياد بكين، والنتائج العربية المخيّبة هناك، ما أثار هذه الأسئلة، ولكن المسألة أعمق من ذلك، إنها مسألة مسار لا يقود إلا.. إلى الهاوية.
يبقى الأمل في نهضة نعيش أنوارها في مقاومة صامدة في لبنان وشعب صابر على قهر الصهاينة في فلسطين، ومجتمع يحاول الخروج من ربقة الاحتلال الأميركي في العراق.
إنه أمل كبير، ولكن الظلمة التي تعمّ الأمة بحاجة إلى أكثر من بقعة ضوء.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق