قيل في ما مضى إن أفضل الأعمال إماطة الأذى عن الطريق، وحتى اليوم لا يزال هذا القول يحمل قيمته التي لا تخبو وحقيقته التي لا تتغير.
والأذى مختلفٌ أنواعه.. قد يكون حصاة تعيق درب المارّين، وقد يكون قاطع طريق يروّع الآمنين، وقد يكون أي شيء آخر، يمنع الناس من العبور بسلام، ويهدد سلامتهم البدنية والنفسية.
ولكن ما يعترض طريقنا في هذه الأيام أسوأ وأخطر وأكثر سلبية من كل ما مرّ على أسلافنا، بالرغم من أننا نسافر مستخدمين السيارات والحافلات، في حين أنهم كانوا يتكبّدون مشاق السفر على الأقدام أو على الدواب التي يشكل ركوبها معاناة ليس بعدها معاناة.
ما نعاني منه اليوم نوع آخر من الأذى، هو تلك الصور العملاقة الماجنة الخليعة التي تنتشر كالفطر على الطرقات، تحت مسمى الإعلانات، فيما هي ترويج لأحط وأقذر ما في النفس البشرية من انحرافات ووسوسات شيطانية.
هذه الإعلانات التي تحتل الزوايا الحساسة من الطرقات ترافق المسافر في مناطق محددة، ولا سيما على الطرقات الرئيسية، ومنها طريق بيروت شتورة التي يضطر سالكها إلى تلويث عينيه وذهنه ونفسه بمرآها، فلا يستطيع لعينيه تحويلاً عنها وهي التي تقف على قارعة الطريق كي لا يورط نفسه في حادث لا يعلم نتائجه، ولا يمكنه أن ينظر إليها فيتشوه كل ما لديه من صفاء ووضوح رؤية. وهذا كله لو لم تغرِه هذه الصور بالنظر، فكيف إذا انساق معها، فنسي الطريق وما يحمله من أخطار أمامه ومن مفاجآت لا يمكن توقعها؟
لقد طالبت المرجعيات الدينية والأخلاقية في البلد، مرة بعد مرة بوضع حد لظاهرة الفلتان الأخلاقي المتمثل بالإعلانات الماجنة التي تتفاقم مع بداية كل صيف، وتتحول إلى كمائن حقيقية تهدد السلام والأمن العامّين، وفي كل مرة كانت الدعوات هذه تذهب أدراج الرياح، فهل تتكاتف المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية في البلد من أجل المحافظة على أرواح الناس وعلى أذواقهم وعلى أخلاقهم، من الأذى المتربص بهم على أكثر الطرقات حركة في لبنان؟
محمود ريا
ولكن ما يعترض طريقنا في هذه الأيام أسوأ وأخطر وأكثر سلبية من كل ما مرّ على أسلافنا، بالرغم من أننا نسافر مستخدمين السيارات والحافلات، في حين أنهم كانوا يتكبّدون مشاق السفر على الأقدام أو على الدواب التي يشكل ركوبها معاناة ليس بعدها معاناة.
ما نعاني منه اليوم نوع آخر من الأذى، هو تلك الصور العملاقة الماجنة الخليعة التي تنتشر كالفطر على الطرقات، تحت مسمى الإعلانات، فيما هي ترويج لأحط وأقذر ما في النفس البشرية من انحرافات ووسوسات شيطانية.
هذه الإعلانات التي تحتل الزوايا الحساسة من الطرقات ترافق المسافر في مناطق محددة، ولا سيما على الطرقات الرئيسية، ومنها طريق بيروت شتورة التي يضطر سالكها إلى تلويث عينيه وذهنه ونفسه بمرآها، فلا يستطيع لعينيه تحويلاً عنها وهي التي تقف على قارعة الطريق كي لا يورط نفسه في حادث لا يعلم نتائجه، ولا يمكنه أن ينظر إليها فيتشوه كل ما لديه من صفاء ووضوح رؤية. وهذا كله لو لم تغرِه هذه الصور بالنظر، فكيف إذا انساق معها، فنسي الطريق وما يحمله من أخطار أمامه ومن مفاجآت لا يمكن توقعها؟
لقد طالبت المرجعيات الدينية والأخلاقية في البلد، مرة بعد مرة بوضع حد لظاهرة الفلتان الأخلاقي المتمثل بالإعلانات الماجنة التي تتفاقم مع بداية كل صيف، وتتحول إلى كمائن حقيقية تهدد السلام والأمن العامّين، وفي كل مرة كانت الدعوات هذه تذهب أدراج الرياح، فهل تتكاتف المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية في البلد من أجل المحافظة على أرواح الناس وعلى أذواقهم وعلى أخلاقهم، من الأذى المتربص بهم على أكثر الطرقات حركة في لبنان؟
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق