الخميس، مارس 23، 2006
حرب بوش الغبية
"كل من كان يعتقد أن هذه الحرب فكرة جيدة كان على خطأ وعليه الاعتراف بذلك. وأولئك الذين ما زالوا يعتقدون انها فكرة جيدة يتعين عليهم التوجه الى معالجة أنفسهم."
هذا ما يقوله المعلق الأميركي الشهير بوب هيربرت في عموده الذي ينشره مرتين في الأسبوع في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
طبعاً، السيد هيربرت يقصد الحرب الأميركية على العراق، التي يصفها ببساطة بأنها الحرب الحمقاء(mindless war).
ويقول هيربرت في عموده الذي نشر يوم السادس عشر من آذار/ مارس الحالي إن "بحراً من الدماء تم سكبه بسبب حرب بوش الغبية ولا يبدو أن هناك نهاية لهذه المأساة في الأفق".
ويختم المقال بالقول: "يوالي بوش تقييمه بأن الهدف في العراق هو "النصر"، فيما صرح بعض عسكرييه بأن الأمور تسير هناك بصورة حسنة، مما يثبت أنهم ما زالوا يعيشون ذلك الوهم . لقد حان الوقت لإعطاء الحقيقة والواقعية فرصتهما."
ليس هناك ما هو أوضح من هذه الكلمات لشرح المأزق الذي وضع بوش بلاده فيه، ولا هناك أبلغ من "اعتذار" فرانسيس فوكوياما عن مروره في مرحلة سابقة بتجربة كونه من المحافظين الجدد، وقد قال بصراحة إنه كان "على خطأ".
هل هي بداية تراجع أميركي عن "الدعم الأحمق" للعدوان على العراق، وهل هناك رغبة في التراجع عن تأييد إدخال أميركا في حرب مع العالم؟
محمود ريا
الثلاثاء، مارس 21، 2006
الدلال
قيل الكثير عن "الدلال" النووي الأميركي للهند، وتصاعدت الانتقادات في وجهه حتى في واشنطن نفسها.
وسال حبر كثير في الحديث عن ازدواجية المعايير وعن محاباة طرف مقابل التهجم على طرف آخر.
ولم يعد هناك أي جديد في تكرار القول إن ما يحرك القوى الكبرى في العالم هو المصالح وليس المبادئ.
وما بقي بعد في هذا الملف ما يمكن أن يضاف، حيث إنه قتل بحثاً وتعليقاً وتحليلاً واستنتاجاً.
وبالرغم من ذلك، وبعد كل ذلك، لا بد من إعادة التذكير، ولا بد من استمرار الحديث عن هذا العالم الأجرب الذي يخالف كل قواعد المنطق ويخرق كل مبادئ القوانين ونصوصها، دون أن يرف له جفن.
عالم يدخل بالقوة إلى سجن لنقل سجين من معتقل ضيق إلى معتقل آخر أكثر ضيقاً، ويكون المتواطئ معه في هذه الجريمة، هم المكلفون بحماية السجن والسجين.. والسجان.
عالم يمنع دولة موقّّّّّّّّعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية من الحصول على الطاقة النووية السلمية، في حين يقدم مفاعلات نووية بسخاء لدولة لم توقع على هذه المعاهدة، لا بل هي تفاخر بامتلاك الأسلحة النووية التي يفترض أن تكون محرّمة عليها وعلى غيرها من الدول.
أي عالم هذا؟
إنه عالم أجرب حقاً.
وسال حبر كثير في الحديث عن ازدواجية المعايير وعن محاباة طرف مقابل التهجم على طرف آخر.
ولم يعد هناك أي جديد في تكرار القول إن ما يحرك القوى الكبرى في العالم هو المصالح وليس المبادئ.
وما بقي بعد في هذا الملف ما يمكن أن يضاف، حيث إنه قتل بحثاً وتعليقاً وتحليلاً واستنتاجاً.
وبالرغم من ذلك، وبعد كل ذلك، لا بد من إعادة التذكير، ولا بد من استمرار الحديث عن هذا العالم الأجرب الذي يخالف كل قواعد المنطق ويخرق كل مبادئ القوانين ونصوصها، دون أن يرف له جفن.
عالم يدخل بالقوة إلى سجن لنقل سجين من معتقل ضيق إلى معتقل آخر أكثر ضيقاً، ويكون المتواطئ معه في هذه الجريمة، هم المكلفون بحماية السجن والسجين.. والسجان.
عالم يمنع دولة موقّّّّّّّّعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية من الحصول على الطاقة النووية السلمية، في حين يقدم مفاعلات نووية بسخاء لدولة لم توقع على هذه المعاهدة، لا بل هي تفاخر بامتلاك الأسلحة النووية التي يفترض أن تكون محرّمة عليها وعلى غيرها من الدول.
أي عالم هذا؟
إنه عالم أجرب حقاً.
الأحد، مارس 12، 2006
"فانتازيا"
بعض الحقائق تكاد تكون لفرط واقعيتها جزءاً من "فانتازيا" يرسم خطوطها مخرج محترف تخصص بإحياء قصص العرب الجاهلية، وتجسيد مناحراتهم القبلية، بحيث أنك تكاد تراها بالرغم من أنها حدثت قبل مئات السنين.
ما يحصل حولنا في لبنان من "فانتازيات" هو واقع حقيقي لمن لا يريد أن يرى: قائد شرّير يجرّ القبيلة إلى التنازع بالرغم من الإرادة الجامعة لدى أبناء القبيلة وقياداتها لرأب الصدع، ولمّ الشمل، وإحياء الإلفة والمودة بين الأهل، فيما من بيده القرار الفصل في السلم والحرب متردد في وضع ذلك القائد المغامر عند الحقائق التي تتشكل منها تركيبة هذه القبيلة.
قد لا تكون الأمور بهذه البساطة، فهناك القبائل الأخرى القريبة والبعيدة، وهناك مملكة الغرب ومملكة الشرق، اللتان باتتا تعرفان عدد الخرفان في كل قطيع، لا بل إن جواسيسهما يعلمون النعجات الحاملات، وتينك اللواتي وضعن حملهنّ من الخراف.
وهناك قصص الغدر والقتل والاستقواء بهذا وذاك، واللصوص وقطاع الطرق و...
إنها هي نفسها تلك القصص التي نسهر عليها أمام شاشاتنا، مع فرق بسيط، هو أنها لا تذاع في موعد المسلسل اليومي الذي يأتي عادة بعد نشرة الأخبار، وإنما في نشرة الأخبار نفسها!
هل تعي القبيلة وساداتها وكبراؤها أي منزلق ينزلقون؟
محمود ريا
الأربعاء، مارس 08، 2006
after the Neo-Conservatism!
The text that was published by NYT newspaper (February 19, 2006) for the great writer Francis Fukuyama requires an accurate and considerate reading.
The reason is not due to one’s scrutiny of the writer, but also of the content, which bears the title (after the Neo-Conservatism), what is renowned as “The Neo Conservatives”.
The text is a part of a book that was issued by Fukuyama last month, bearing the title: America at Crossroads.
In a few words, the book does not tone with the significance of the text, yet it was wanted for this small area of the paper. Fukuyama says that war on Iraq and the American failure moved the world from the stage of the Neo-Conservatism to a succeeding stage. He suggests advice on how to depart the crisis in which the US involved itself as a result of its political and military behavior towards Iraq and the region.
What is more important than the text is the public poll that was published with it. It bore one question: Did the war on Iraq divide the movement of the Neo Conservatives.
The answers of the participants in the poll were yes and no. Answer “Yes” gained 73% whereas the rest of the 27 went to “No”.
What did Iraq's war do to America?
Reading this text as well as other published texts of several writers and intellectuals gives a clear image about the beginning of the end of the stage of the Neo Conservatives – along with its content of the principles and concepts on the direct US hegemony – in the United States and the world.
The reason is not due to one’s scrutiny of the writer, but also of the content, which bears the title (after the Neo-Conservatism), what is renowned as “The Neo Conservatives”.
The text is a part of a book that was issued by Fukuyama last month, bearing the title: America at Crossroads.
In a few words, the book does not tone with the significance of the text, yet it was wanted for this small area of the paper. Fukuyama says that war on Iraq and the American failure moved the world from the stage of the Neo-Conservatism to a succeeding stage. He suggests advice on how to depart the crisis in which the US involved itself as a result of its political and military behavior towards Iraq and the region.
What is more important than the text is the public poll that was published with it. It bore one question: Did the war on Iraq divide the movement of the Neo Conservatives.
The answers of the participants in the poll were yes and no. Answer “Yes” gained 73% whereas the rest of the 27 went to “No”.
What did Iraq's war do to America?
Reading this text as well as other published texts of several writers and intellectuals gives a clear image about the beginning of the end of the stage of the Neo Conservatives – along with its content of the principles and concepts on the direct US hegemony – in the United States and the world.
الاثنين، مارس 06، 2006
الفشل الاميركي
النص الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز (عدد 19 شباط/ فبراير 2006) للكاتب الكبير فرانسيس فوكوياما بحاجة إلى قراءة دقيقة ومطولة.
لا يكمن السبب في التدقيق في الكاتب فقط، وإنما في المكتوب أيضاً، وهو الذي يحمل عنوان (ما بعد المحافظة الجديدة) أو ما هو متعارف عليه بـ"المحافظون الجدد" (After Neoconservatism).
النص هو جزء من كتاب صدر لفوكوياما الشهر الماضي وهو يحمل عنوان: اميركا على مفترق الطرق.
باختصار شديد جداً لا يتناسب مع اهمية النص، ولكنه مطلوب لهذه المساحة الضيقة، يقول فوكوياما إن حرب العراق والفشل الأميركي فيها، نقلت العالم من مرحلة المحافظين الجدد إلى مرحلة ما بعدهم، مقدماً نصائح لكيفية الخروج من المأزق الذي أدخلت الولايات المتحدة نفسها فيه نتيجة سلوكها العسكري والسياسي تجاه العراق والمنطقة.
والأهم من النص استطلاع الرأي المنشور معه، الذي حمل سؤالاً واحداً: هل قسّمت حرب العراق حركة المحافظين الجدد؟
إجابات المشاركين في الاستطلاع كانت بنعم أو لا، وأخذت "نعم" نسبة 73 بالمئة، فيما بقي لـ"لا" نسبة 27 بالمئة فقط.
ماذا فعلت حرب العراق بأميركا؟
قراءة هذا النص، وغيره من النصوص التي صدرت عن أكثر من مفكر وكاتب، تعطي صورة واضحة عن بداية أفول مرحلة المحافظين الجدد ـ وما تحمله من مبادئ ومفاهيم للهيمنة الأميركية المباشرة ـ في الولايات المتحدة.. والعالم.
محمود ريا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)