انتهت مرحلة آرييل شارون.
كان لا بد من أن تنتهي، بكل ما حملته من تجبّر ومن ظلم ومن قتل وإجرام وإرهاب.
لقد قاتل وقتل، شارك في معارك 1948 وفي غزو 1956 وفي عدوان 1967 وفي حرب 1973 وفي اجتياح 1978، وصمم ونفذ الاجتياح الأكبر للبنان عام 1982.
شارك في قمع الانتفاضة الأولى، وفجّر باستهانته بالمقدسات الإسلامية الانتفاضة الثانية، وارتكب ما لا يتصوره بشر من جرائم..
وانتهى.
إنه تاريخ من الفظاعة يذوي، لتنطلق مِن فيه دماء امتصّها في مجازر قطاع غزة وفي سيناء وفي صبرا وشاتيلا وغيرها من المناطق التي مرت عليها الهمجية الشارونية لتتركها خراباً يباباً.
وبالرغم من كل هذا الجبروت انتهى.
متجبّر آخر يصل بعنفوانه إلى أقصى السماء ليعود وينحدر في نهايته إلى أدنى الأرض.
كم هي عادلة لعبة الحياة والموت، كم هو عادل ربّ السماوات والأرض، كم هي حقيقية هذه اللحظة التي ظن كثيرون أنها لن تأتي، ولا حتى في الأوهام.
انتهى شارون.. ذهب كما ذهب غيره إلى المكان الذي يستحقه في الحياة الأخرى، وفي تاريخ الحياة الدنيا.
هل يشك أحد في أن لكل جبار نهاية؟
قليل من الفرح، ولو كانت الأمنية أن تكون النهاية بطريقة أخرى.
قليل من الفرح قبل أن ننطلق في مواجهة جبار جديد.
محمود ريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق