الخميس، سبتمبر 15، 2005

الصمت مشاركة في الجريمة

ليس مفاجئاً خروج مجموعة من الطفيليين الذين يعيشون على هامش الحياة السياسية في لبنان من أجل التبشير بمواقف سياسية أقل ما يقال فيها إنها عنصرية وإجرامية وبعيدة عن أي منطق.
وغياب المفاجأة لا ينجم عن "طبيعية" ما يفكر به هؤلاء، وما يعملون من أجل تحقيقه، وإنما من التردي الذي يعيشه لبنان في هذه المرحلة، بحيث لم يعد الدفاع عن العملاء عيباً، كما أن يخرج العملاء أنفسهم، ، ومن "قلب لبنان" للتنظير للعمالة، والمطالبة بإعطاء العملاء أوسمة الشرف والوطنية.
لا بد من التأكيد أن هؤلاء معزولون ومطرودون من "رحمة التوافق" اللبناني، وأن ما يحملونه من أفكار متطرف لدرجة أن أحداً لا يمكنه أن يدافع عنها.. وعنهم.
ولكن هل يكفي هذا؟
هل يعبّر الصمت عمّا يجب أن يكون عليه موقف اللبنانيين من هذه الطروحات الإجرامية؟
إن الصمت هنا هو موافقة على طروحات هؤلاء العملاء المتسترين بألقاب مهنية كبيرة، والسكوت عن مثل هذه الخزعبلات قد يمهّد الطريق لاختيار ضباط أو مسؤولين صهاينة كبار في المستقبل لـ"قلب لبنان" من أجل عقد مؤتمرات صحافية يشرحون من خلالها وجهات نظرهم من الأحداث في المنطقة.
ما قاله هؤلاء إجرام، والصمت عن جريمتهم خيانة.
ومن دون أن يكون المقصود توزيع شهادات في الوطنية، يمكن القول إن الحد الذي يميّز بين إيمان اللبناني بوطنه وكفره به، هو التصدي لهؤلاء المجرمين وإدانة معتقداتهم البائدة.
وإلا.. فالويل للبنان.
محمود ريا

ليست هناك تعليقات: